أيمن زيدان: هذا ما يحدث في جثّة المسرح العربيّ اليوم
دمشق ـ آمنة ملحم
توزعّت نشاطات الفنان القدير أيمن زيدان مؤخراً ما بين الإخراج المسرحيّ والسينمائي بعيداً عن الإعلان عن أيّ مشاركة درامية حتى الآن، ويبدو قرار زيدان واضحاً بجردة بسيطة لحال الدراما السورية المتهالك في الآونة الأخيرة.
وفور إنهاء زيدان تصوير فيلم «أمينة»، تجربته الإخراجية السينمائية الطويلة الأولى، والتي جمعته بالفنانة نادين خوري كبطلة لفيلمه الذي قرّر تغيير اسمه من «النورج» إلى «أمينة» في منتصف التصوير، حيث رأى في بطلة حكايته أيقونة صبر حقيقية لم تهزمها الحرب… وهي امرأة حملت أعباء الحياة على كتفين من صوان لكن قلبها ظلّ مسكوناً بالأمل وفق تعبيره.
كانت رحلة زيدان إلى تونس برفقة فريق مسرحية «اختطاف» التي أخرجها وقدّم عروضها في سورية 2017، التي لاقت إقبالاً جماهيرياً وحفاوة كبيرة حينذاك، للمشاركة في مهرجان «الهيئة العربية للمسرح».
ولكن انطباع زيدان عن تلك الرحلة لم يكن على ما يرام حيث باح بما رأى وشعر من تلك المشاركة حول المسرح العربي والسوري، فكتب عبر صفحته الشخصية على «فايسبوك»: في البداية ومع احترامي لقلّة من رجالات المسرح الحقيقيّين ومع تقديري لجهود الهيئة العربية للمسرح في مشروعها الحالم والذي أراه مشروعاً نبيل المقصد والنوايا، لكنني سأبيح لنفسي أنّ أسرد باقتضاب انطباعي عن حال ما يحدث في جثة المسرح العربي اليوم:
منذ عام 1986 حين شاركت في مهرجان «قرطاج المسرحي» لم أشارك في فعالية مسرحية عربية خارج سورية حتى زرت منذ أيام تونس عبر مشاركتي في «الهيئة العربيه للمسرح»، تأكّدت في هذه الزيارة من جملة حقائق في مقدّمتها أنّه لم يتغيّر شيء رغم مضي أكثر من عشرين سنة، فالوجوه هي الوجوه والحوار هو الحوار نفسه والاستثقاف هو الاستثقاف نفسه، بل زادت جرعة التكلّف والادّعاء، وزاد الطين بلّة هذا الانحدار المرعب في مستوى عروض المسرح العربي.
وتابع زيدان: كلّ البربوغاندا حول أسماء مسرحية عربية يفترض أنّها كبيرة كانت غير حقيقية. فكما هناك تاريخ سياسي كاذب، هناك تاريخ ثقافي ومسرحي كاذب أيضاً، ومسوخ النقّاد هم أنفسهم. ثقافة التكلّف وحوارات العناوين الفضفاضة وزاد عليها اصطفاف سياسي ادعائي بين «الربيع» واللاربيع العربي. لا يزال أعداء الضحك والمتعة وأنصار الادعاء والاستثقاف مهيمنين وشائعين. قاعات الحوار والمؤتمرات شبه فارغة والمطاعم والبارات مكتظة والتنظير متفشٍّ على قدم وساق. والضحية هو المسرح نفسه.
وختم زيدان بتوجيه تحية للمسرح السوري: كلّ ما تأكّدت منه أنني سأظلّ أعمل في المسرح كما أراه، بعيداً عن معظم هؤلاء المثيرين للسخط. وبالمناسبة تحية للمسرح السوري الآن بمعظم تجاربه لأننا بحقّ ومن دون تباهٍ أفضل حالاً بكثير رغم مشاكله كلّها.