نحاس: لمشاركة الجميع في المواجهة لأجل إقامة دولة فعليّة
شدّد الوزير السابق شربل نحاس على أنّ «الخوف من العامل الأمني دائماً موجود، عبر الحروب التي تجتاح المنطقة، والترتيبات الإقليميّة بين اللاعبين الدوليّين التي تطبخ مصير هذه البلاد، وخصوصاً مع دخول الجيش التركي إلى بلدة عفرين ، والاعتداءات «الإسرائيلية» يمكن أن تحصل في كلّ لحظة، والتصرّفات العنفيّة والجرمية أصبحت جزءاً من السلوك والمشهد، وطبعاً بسبب القلق الذي يُستحضر دائماً هو الاحتراب الطائفي».
ولفتَ خلال كلمة له أثناء مشاركته في ندوة نظّمها المجلس الثقافي في بلاد جبيل بعنوان « الانتخابات النيابية مدخل الى التغيير؟»، إلى أنّ «الترشّح بات نوعاً من الوجاهة عند البعض، وأساساً لا يمكن التحدّث عن الانتخابات لأنّ الحكومة ومجلس النوّاب هما في الإطار عينه، وهذا ما يُسمّى وفاقاً عند البعض، والجلسات في البرلمان تخضع لمزاجيّة أعضائه، فهناك مواضيع تُطرح وفقاً لأهواء البعض، ومن هنا فإنّ التهديد بحصول التصويت يؤثّر على التكوين الطائفي للمجلس الذي يجب أن يخضع للتوافق بحسابات البعض»، وقال: «من يصدّق أنّ لدينا مجلساً نيابياً يكون مخطئاً».
وأوضح «أنّنا نسعى إلى مشاركة الجميع في هذه المواجهة على برنامج سياسي واضح يمثّل بديلاً لإقامة دولة فعلية في هذا البلد، وليس لإسباغ أيّ نوع من الشرعية والثقة على سلطة فاشلة وغير شرعيّة».
من جهته، أوضح مسؤول العلاقات بين «التيّار الوطني الحر» والأحزاب الوطنية اللبنانية بسام الهاشم، أنّه لن يخوض في هذه المداخلة بعمومياتها المعرفية، «بل في مسألة عملية جزئية، وخصوصاً أنّنا على مشارف الاستحقاق الانتخابي العتيد، وهنا المسألة التي يطغى فيها الهمّ العملي على الهمّ المعرفي، فضلاً عن درس الدائرة الانتخابية التي نجتمع فيها اليوم، أي دائرة جبيل -كسروان».
وإذ طرح سؤالاً «عمّا يمكن فعله لخدمة المصالح الحيوية لأبناء جبيل في حال انتخب أحدهم نائباً عن هذه الدائرة، قدّم سرداً تاريخياً عن جبيل، والعاقورة تحديداً، حيث لا يبقى اليوم فيها خلال الشتاء من أصل 8000 نسمة ينتمون إليها، سوى حوالى 200 شخص تقريباً، أمّا الوجهة فهي ما عدا حالات فردية، مدينة جبيل وامتداداتها حتى عمشيت شمالاً، وبلدة حالات في الجهة الجنوبية، والمشهد عينه نراه في أفقا ولاسا».
وعن انعكاسات هذه الحركة، يقول إنّها «تنتج نوعاً من انهيار القطاع الزراعي بفعل النزوح الكثيف، وكذلك بفعل اضمحلال اليد العاملة اللبنانية، وترك المساكن خالية، وبقاء البنى التحتيّة على حالها من دون تحسين».
وعدّد الحلول المطروحة في هذا السياق، أهمّها «إعادة الحياة إلى الريف بأحيائه على مختلف الصعد، معالجة مشكلة الصرف الصحي من خلال شبكات مجارير وتكرير جرداً وساحلاً، وإعادة النظر في السياسات العمرانيّة المعتمدة وضبطها بصورة صارمة، تطوير شبكات النقل بحيث يرتفع فيه نصيب النقل العام، وأخيراً وضع خطة إنماء سياحية والعمل على تنفيذها».
وكان رئيس المجلس الثقافي في بلاد جبيل نوفل نوفل ألقى كلمة رحّب فيها بالحاضرين، مشيراً إلى أنّ «هذه الندوة ستكون بداية سلسلة من اللقاءات سنجريها مع من يرغب من المرشّحين إلى الانتخابات النيابيّة المقبلة، أو مع من نراه مناسباً من الاختصاصيين بالشأن الانتخابي نظرياً وعملياً».