صرخة نقابة المحرّرين: لإسقاط المسؤولين الدعاوى ضدّ الإعلاميين وفتح صفحة جديدة
بحث مجلس نقابة المحرّرين في اجتماعه أمس برئاسة النقيب الياس عون وحضور الأعضاء، الأجواء الإعلامية السائدة في لبنان جرّاء ما تشهده من شحن.
وأصدرت النقابة بياناً رأت فيه، «ضرورة إصدار بيان صرخة في وجه الاستنسابات المختلفة، إن على مستوى حرية الرأي والمسؤولية الوطنية، أو على مستوى الممارسات القانونية، أو على مستوى العلاقة بين الزملاء الصحافيّين وبين مؤسسات إعلامية».
وجاء في البيان: «تقدّس نقابة محرّري الصحافة اللبنانية حريّة الرأي والتعبير، وترى أنّ ذلك من بديهيات العمل الصحافي والإعلامي الذي لا يستقيم من دونهما. وأنّ هذه الحرية هي التي حقّقت للبنان مكانة متقدّمة بين البلدان العربية، وجعلته مثلاً ومثالاً. وأنّ على الصحافي والإعلامي أن يتحصّن بالحرية، وهي حق دستوري مكرّس، وأن يمارسها إلى أقصى الحدود، مع الأخذ في الاعتبار النواهي التي ينصّ عليها قانون المطبوعات الذي تؤكّد النقابة أنّه المرجع الأول والأخير لمساءلة الصحافيّين والإعلاميين إلى أيّ قطاع انتموا. ما يعني بصورة أوضح أنّ مساءلة هؤلاء تكون أمام محكمة المطبوعات، وليس أمام أيّ محكمة أخرى. وأنّ التعديلات على المرسوم الرقم 104، الذي عدّل أحكاماً في قانون المطبوعات، تحظر التوقيف الاحتياطي وإغلاق المطبوعات موقّتاً أو بصورة نهائية، وأبدلت عقوبة السجن بالغرامة المالية. وتمّت هذه التعديلات بفضل مثابرة نقابة المحرّرين ونضالها في هذا الإطار في زمن النقيب الراحل ملحم كرم».
وأضافت النقابة: «وهذه القواعد القانونية تتمسّك بها نقابة محرّري الصحافة ولا تتراجع عنها، وهي التي يجب أن تكون أساس العلاقة مع القضاء اللبناني. والنقابة لا تؤمن بمعادلة القضاء في مواجهة الإعلام والإعلام في تحدّي القضاء، بل بالتعاون المبني على الاحترام المتبادل، وصون خصوصيّة كلّ سلك».
وتابعت: «إنّ نقابة محرّري الصحافة اللبنانية الحاضرة أبداً للوقوف إلى جانب الزملاء، ووضع محاميها ومستشاريها القانونيين في تصرّفهم، تدعو المسؤولين والسياسيّين من وزراء ونوّاب ورؤساء أحزاب وهيئات وحركات الذين سبق لهم أن رفعوا الدعاوى أمام المحاكم في وجه صحافيين وإعلاميين في أيّ قطاع، إلى إسقاطها، وهي ستكون بادرة حسن نيّة مشكورة، خصوصاً أنّ هؤلاء لا يتركون مناسبة إلّا ويدلون فيها بتصريحات تعكس حرصهم على حرية الصحافة والإعلام. والمطلوب أن يقترن القول بالفعل، ما يفضي إلى فتح صفحة جديدة في العلاقة بين الطرفين. وفي الوقت نفسه تدعو النقابة وسائل الإعلام والزملاء الذين تقدّموا بشكاوى ضدّ وسائل إعلام وزملاء آخرين، إلى تغليب روح الوحدة المهنية والزمالة، وإسقاط كلّ شكاواهم في حقّ بعضهم بعضاً، والنقابة على استعداد للتدخّل الإيجابي لحلّ كلّ ما ينشأ من خلافات في ما بينهم».