ترامب: أميركا هي المكان الملائم للقيام بالأعمال الاستثمارية ودعوات إلى الاستثمار في قطاع الدفاع لمواجهة الدول المارقة

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، في منتدى دافوس الاقتصادي أنّ «أميركا أولاً ليست أميركا وحدها» في خطاب خصّصه لطمأنة الشركاء الدبلوماسيين والتجاريين للولايات المتحدة القلقين من مواقفه السابقة.

لكن ترامب تعمّد على عادته أن يوجه انتقاداً الى الصحافة «الشريرة» ما أثار صيحات استهجان في قاعة تتّسع لـ1500 شخص ضاقت بمسؤولين كبار في مجال الاقتصاد والسياسة وكذلك بصحافيين.

وقبل أن يُدلي بهذه التصريحات في دردشة قصيرة غير رسمية على المنصة مع منظم المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب، ألقى ترامب خطاباً مكتوباً بعناية.

وقال «سأطرح دائماً شعار أميركا أولاً، كما يتعيّن على قادة البلدان الأخرى أن يفعلوا أيضاً. لكن أميركا أولاً لا تعني أميركا وحدها».

وأضاف أمام حضور كان يتساءل منذ الثلاثاء ما إذا كان سيكرر مواقفه الحمائية، «أنا هنا لأمثل مصالح الشعب الأميركي ولأؤكد صداقة الولايات المتحدة وتعاونها لبناء عالم أفضل».

وتابع «نحن نؤيّد التبادل الحر، لكن يجب أن يكون عادلاً، ويجب أن يكون متبادلاً».

ولتحقيق ذلك، دعا إلى التصدي لـ «السلوكيات الشرسة» والتطاول «الكبير» على الملكية الفكرية و»المساعدات الصناعية» و»التخطيط».

وبذل ترامب كل ما في وسعه لإقناع أرباب المال ورؤساء الشركات بأنّ «أميركا هي المكان الملائم للقيام بالأعمال، مع نموّها القوي وبورصاتها المزدهرة».

من جهة أخرى، دعا الرئيس الأميركي، الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة إلى «رفع إنفاقها في القطاع الدفاعي وتكثيف الضغط على كوريا الشمالية وإيران».

وقال ترامب: «إننا نواجه حالياً أنظمة مارقة وأدعو حلفاء الولايات المتحدة إلى مزيد من الإسهام في التصدي لها».

وأضاف ترامب: «ندعو شركاءنا وحلفاءنا إلى مزيد من الاستثمار في قطاع الدفاع وتطبيق الالتزامات المالية العامة الضرورية لضمان أمننا أمام الدول المارقة والإرهابيين والقوى الرجعية.. ولا بدّ، لضمان أمننا المشترك، من أن يسهم كل واحد بقسطه بشكل عادل».

وأشار الرئيس الأميركي إلى أنّ «الإدارة الحالية لبلاده تضخّ استثمارات ضخمة في القطاع العسكري لأن الاقتصاد لا يمكن أن ينتعش من دون مناخ آمن».

ولفت ترامب في كلمته إلى ضرورة «ممارسة أقصى درجة ممكنة من الضغط على كوريا الشمالية من أجل إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية».

كما شدّد ترامب على وجوب «إعاقة حصول إيران على أسلحة نووية ومنع دعمها للإرهابيين».

في سياق متصل، أكد ترامب أنّ «التحالف ضدّ تنظيم داعش استعاد 100 في المئة تقريباً من الأراضي التي كان يسيطر عليها هؤلاء القتلة في العراق وسورية».

وأشار ترامب في الوقت ذاته إلى أن «الحرب على التنظيم لم تنته»، موضحاً: «ما زالت هناك معارك كثيرة، وكذلك ما زال عمل كبير يجب القيام به لاحقاً، ومن الضروري تعزيز إنجازاتنا».

وأضاف ترامب: «نعتزم ضمان عدم تحوّل أفغانستان إلى مأوى للإرهابيين، الذين يريدون ارتكاب عملية قتل جماعية بحق سكاننا المدنيين.. سنعمل كل شيء من أجل الدفاع عن بلدنا عندما يدور الحديث عن الإرهاب، وسنحمي مواطنينا وحدودنا».

وأشار ترامب إلى أنّ «إدارته ستحمي الولايات المتحدة عبر تعديل نظام الهجرة للاستفادة من الكفاءات ودمجها في المجتمع الأميركي».

على صعيد آخر، غمز ترامب على عادته من قناة الصحافة ووجّه إليها انتقاداً جديداً. فخلال حديثه مع كلاوس شواب عن مسيرته قال «الصحافة كانت جيدة جداً معي حين كنت رجل أعمال. لكنني لم أدرك إلى أيّ مدى يمكنها أن تكون شريرة وكاذبة إلا حين أصبحت سياسياً». وسرعان ما قوبل كلامه بصيحات استهجان.

وكان نفى في وقت سابق أنباء نشرتها وسائل إعلام، وقالت «إنه أمر العام الماضي بإقالة المدعي الخاص روبرت مولر المكلف التحقيق باحتمال حصول تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية، قبل أن يتراجع تحت الضغوط».

وقال أمام الصحافيين عند وصوله إلى المنتدى إنها «أخبار كاذبة. وهذا سلوك معتاد من نيويورك تايمز، أخبار كاذبة».

ويتولى مولر التحقيق في الشبهات بحصول تواطؤ بين الفريق الانتخابي لترامب والكرملين خلال الانتخابات الرئاسية في 2016. وهو ما نفاه ترامب مراراً واعتبره تعدياً على شرعية رئاسته.

في سياق آخر، طلب ترامب من نظيره الرواندي بول كاغاميه الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي أن ينقل «تحيات حارة» إلى القادة الأفارقة الذين استنكروا بشدة التصريحات «المهينة» بحق دولهم والمنسوبة إلى الرئيس الأميركي.

وهنأ الرئيس الأميركي كاغاميه بتوليه الرئاسة الدورية للكتلة التي تضم 55 دولة، والتي قال ترامب إنها «شرف عظيم».

وكان الاتحاد الأفريقي الذي يعقد قمة في 28 و29 كانون الثاني في أديس أبابا، ندّد منتصف كانون الثاني بتصريحات ترامب عن «الدول الحثالة» في القارة الأفريقية.

من جهة أخرى، صرّح الرئيس الأميركي «أنه مستعد للاعتذار عن إعادته نشر تغريدات تتضمّن تسجيلات مناهضة للمسلمين للمجموعة البريطانية اليمينية المتطرفة بريطانيا أولاً»، والتي أثارت جدلاً في المملكة المتحدة.

وقال في مقابلة مع قناة «آي تي في» البريطانية للصحافي بيرس مورغان الذي يحاوره «إذا كنت تقول إنهم أشخاص رهيبون وعنصريون، فسأعتذر بالتأكيد إذا رغبتم في ذلك».

على صعيد آخر، كشف الرئيس الأميركي، «أنّ الولايات المتحدة أنفقت 7 تريليونات دولار على عملياتها العسكرية في الشرق الأوسط».

وقال ترامب، رداً على سؤال مناسب، في مقابلة خاصة مع قناة «سي أن بي سي»، نشرت أمس، «حسب معطيات متوفرة لدينا حتى الشهر الماضي، أنفقنا 7 تريليونات دولار، وهذه تكاليف مذهلة».

وأضاف ترامب: «ونحن ما زلنا هناك، وأنا انتصرت على داعش، وقمت، كما قمنا نحن جميعاً، بعمل جيد جداً، لكن هذا الأمر التكاليف الأميركية معيب، ومحزن جداً».

ولم يوضح الرئيس الأميركي الفترة التي تحدث فيها خلال تحديد المبلغ المذكور.

فيما نشر البنتاغون في وقت سابق، وثيقة قدّر فيها حجم الإنفاق الأميركي للعمليات في «الشرق الأوسط» اعتباراً من العام 2001 بحوالي 1.52 تريليون دولار، إلا أنّ معهد ووتسون التابع لجامعة براون أصدر لاحقاً دراسة قال فيها: «إنّ إنفاق الولايات المتحدة على عملياتها في العراق وسورية وأفغانستان وكذلك باكستان، بالإضافة إلى تعزيز الأمن القومي ومساعدة قدامى المحاربين، بلغ 4.3 تريليونات دولار».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى