90 قتيلاً وجريحاً بينهم امرأة في معركة السيطرة على عدن اشتباكات بين قوات «الانتقالي الجنوبي» و«حكومة هادي»
أشارت مصادر صحافية إلى أنّ قوات ما يُسمّى بـ «المجلس الانتقالي الجنوبي» المدعومة إمارتياً، يقصفون بالمدفعية القصر الرئاسي في كريتر.
فيما أعلنت القوات، أمس، سيطرتها على «مقر رئاسة الوزراء في عدن»، إضافة إلى السيطرة على «معسكر النقل في خور معسكر، ومعسكر حديد في كريتر في المدينة».
لكن مصدراً في حكومة هادي في عدن قال لاحقاً «إنّ قوات الحماية الرئاسية استعادت سيطرتها على مبنى القضاء والأمانة العامة بخور مكسر، وأحكمت سيطرتها على مديريتي التواهي وخور مكسر».
وذكرت مصادر محلية في عدن «أنّه سمع اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في التواهي وخور مكسر والمنصورة ودار سعد وأنّ الدبابات تقصف معسكر جبل حديد».
وتمدّد الاشتباكات إلى حي دار سعد شمال المدينة بعد اندلاع مواجهات بين أفراد من قوات الحزام الأمني التابعة للانتقالي الجنوبي، وقوات الحماية الرئاسية التابعة لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية.
وكان مصدر أمني يمني أفاد بـ «سيطرة هذه القوات على مقر الأمانة العامة لحكومة هادي في مدينة عدن، بعد اشتباكات أسفرت عن مقتل حوالي 20 شخصاً وجرح 30 آخرين بينهم 5 مدنيين»، في حين ذكرت منظمة أطباء بلا حدود «أنّ مستشفى المنظمة استقبل 90 قتيلاً وجريحاً بينهم امرأة إثر الاشتباكات التي دارت في عدن خلال الساعات الماضية».
وأكّد المصدر أنّ «رئيس حكومة هادي أحمد بن دغر وجّه بوقف إطلاق النار فوراً في عدن وعودة القوات العسكرية إلى ثكناتها».
وذكرت وسائل إعلام محلية في عدن «أنّ قوات اللواء الأول مشاة التابعة لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي الموالي للإمارات سيطرت على معسكر النقل التابع لقوات هادي في المدينة».
وعنفت المواجهات بين الطرفين بالتزامن مع انتهاء مهلة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً للرئيس هادي لإقالة حكومة أحمد بن دغر وإحالتها للمحاكمة.
من جهة أخرى، حلّقت طائرات التحالف السعودي على علوٍ منخفضٍ فوق مناطق متفرقة من عدن، في ظل إغلاق معظم الشوارع الرئيسية والمدارس والجامعات في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى غياب شبه كامل لمظاهر الحياة العامة في مديرية خوْر مكْسّر التي تتخذها حكومة هادي عاصمة مؤقتة لها منذ 3 أعوام.
من ناحيتها، قالت وزارة الداخلية في حكومة هادي «إنّ الأوضاع في عموم مناطق ومديريات عدن تحت سيطرة قواتها الأمنية والعسكرية»، ودعت المواطنين في المدينة إلى «عدم الانجرار خلف الشائعات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار».
من جهته قال رئيس حكومة هادي، أحمد عُبيد بن دغر «إنّ ما يجري هو انقلاب على الشرعية ومشروع الدولة الاتحادية». وطالب بـ «الامتناع عن الممارسات غير الواعية في عدن».
وفي تغريدات له على تويتر، قال بن دغر «لا بدّ من كلمة صادقة، لا ينبغي أن تذهب جهود العرب ودماؤهم في اليمن إلى سقوط الوحدة وتقسيم اليمن»، متهماً إيران بأنها «تسعى للحصول على تعزيز لوجودها في اليمن عن طريق الحوثيين»، وأنّ هذا «التقسيم يمنح طهران ثلث الأرض وثلاثة أرباع السكان اليمنيين»، وفق تعبيره.
وبحسب بن دغر فإنّ اليمن يتمزّق «لأننا نصمت ولا نصرخ ونخاف قول الحقيقة».
وناشد رئيس حكومة هادي كلاً من السعودية والإمارات ودول التحالف السعودي بـ «الصراحة والصدق في التعامل مع الأزمة في عدن التي تنحو شيئاً فشيئاً نحو المواجهة العسكرية الشاملة»، وطالبهم بـ «إنقاذ اليمن من التقسيم والتقزيم».
وطالب بن دغر التحالف السعودي والعرب جميعاً «أن يتحرّكوا لإنقاذ الموقف»، مؤكداً أنّ «الإمارات هي صاحبة القرار اليوم في عدن العاصمة المؤقتة لليمن»، منادياً بـ «وقف الاشتباكات فوراً وأن تعود القوات إلى ثكناتها، والعودة إلى حوار بين أطراف الحكم في عدن». وقال «يجب ألا يقبل الحلفاء اليوم تصفية الشرعية التي رعت التحالف لخوض المعركة مع الحوثيين»، حسب تعبيره.
وبعد ساعات من الاشتباكات أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بياناً يؤكد التزامه بـ «النهج السلمي في المطالبة بتغيير الحكومة والوقوف على الاختلالات في كافة المحافظات والوزارات التي انعكست سلباً على توفير أبسط مقومات الحياة الكريمة للمواطن.»
كما شدّد البيان على «الالتزام الكامل بالشراكة في محاربة العدو المشترك وإنهاء الانقلاب المتمثل في مواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران وتحرير ما تبقى».
وبحسب البيان فإنّ «خروج المجلس اليوم يندرج في الإطار السلمي»، كما أشار أيضاً إلى «تجنب الاحتكاك العسكري وأية مظاهر مسلحة في الجنوب مع الحرص على عدم المساس بمؤسسات الدولة».
البيان أوضح أنه «يثق كل الثقة أنّ التحالف السعودي سيتدخل بإمكانياته كافة لحل الاختلالات جميعها جذرياً»، داعياً الجميع إلى «الالتزام بالسلمية والحوار البناء لغاية «تصويب الاختلالات».
في سياق متصل، قال رئيس الحركة الشبابية في الحراك اليمني الجنوبي فادي باعوم «إنّ هناك صراع أجندة إماراتياً سعودياً لا يصب في مصلحة الشرعية اليمنية»، مشيراً إلى أنّ «ما يحصل في عدن هو نتيجة صراع بين الرئيس عبدربه منصور هادي ودولة الإمارات حول جزيرة سوقطرة، وأمور أخرى».
ورأى باعوم في مقابلة مع «الميادين» أنّ ما يجري في عدن «مفتعل لصرف النظر عن أمور أخرى»، لافتاً إلى أنّ «هناك اختلافاً بين السعودية والإمارات حول السيطرة على بعض المناطق، وأن ليس للرئيس هادي أيّ غطاء سعودي كافٍ».
ورأى باعوم «أنّ الرئيس هادي واقع في ورطة وأن قواته باتت لعبة في أيدي الآخرين»، واصفاً الشرعية اليمنية المتمثلة بهادي بأنّها «دولة احتلال».
كذلك لفت إلى أنّ «قوات هادي والمجلس الانتقالي مرتهنان للسعودية والإمارات».
وأوضح أنّ «المجلس الانتقالي الجنوبي متناقض في مواقفه وليس لديه قرار مستقل»، معتبراً أنه «أصبح رهينة لدى الإمارات».
رئيس الحركة الشبابية في الحراك اليمني الجنوبي دعا عبر «الميادين» جميع الأطراف إلى «الحوار»، مشدداً على أنّ «ما يحصل في عدن لا يصب إلا في مصلحة الأعداء».
أما بالنسبة للحل لما يجري في عدن، فرأى باعوم أنّ «الحل هو عبر إقامة دولة جنوبية»، معتبراً أنّ «اليمنيين جنوباً وشمالاً مستهدفون من قبل السعودية والإمارات».
رئيس الحركة رأى أنّ «السعودية تريد كل شيء في اليمن وأن مصالحها تتقاطع مع الإمارات». كما أشار إلى أنها «تريد صنعاء وأنه حتى الآن لم تجد ما يعيد ماء الوجه إليها لتعترف بعجزها عن تحقيق ذلك».
واعتبر رئيس الحركة الشبابية في الحراك اليمني الجنوبي «أنه طالما أن السعودية تضخ الأموال فإن الشعب اليمني سيبقى يعاني».