ما أجملَ جنونكَ يا أبا الطيّب!
يكتبها الياس عشي
أظنّ أنّ بشار الجعفري، وهو يقود سورية إلى نصر ديبلوماسي آخر في أصعب الحروب الديبلوماسية التي تتعرّض لها سورية، أظنّ أنه يفكّر بصوت مسموع بما يلي:
كيف نقبل أن ننحني أمام من باعنا، وباع وطننا، وقايض كرامته بقبضة من الفضّة؟
ماذا نقول لأمهات الشهداء اللواتي زغردن وهنّ يستقبلن جثامين أبنائهنّ، إذا جلسنا على طاولة واحدة مع أولئك العملاء؟
صحيح أنّ بعض الشعراء وقفوا على باب الخلفاء والأمراء والملوك مستجدين، ولكن الصحيح أيضاً أنّ المتنبي الذي اتهم بجنون العظمة، اشترط على سيف الدولة الحمداني عندما عرض عليه مرافقته إلى حلب: «ألا يقبّل الأرض بين يديه، وألا ينشده الشعر إلا وهو جالس». ونزل الأمير الحمداني عند هذين الشرطين، واصطحبه إلى حلب.
ما أجمل جنونك يا أبا الطيّب!