لافروف: علاقاتنا مع واشنطن ما زالت متوترة بالرغم من المؤشرات الإيجابية
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه لمس لدى نظيره الأميركي جون كيري خلال لقائهما الأخير في باريس ميولاً نحو البحث عن نقاط إيجابية بين البلدين، بالرغم من التوتر في العلاقات. وقال: «جون كيري يميل نحو البحث عن موضوعات إيجابية لكي نستطيع التحرك إلى الأمام والبحث عن حلول للقضايا التي لا نزال نختلف بشأنها».
واعتبر لافروف العلاقات بين البلدين في حالة تجمّد، بل ووصلت في بعض الجوانب إلى طريق مسدود: «إن أغلب الاقتراحات التي يطرحها شركاؤنا الأميركيون على الطاولة موجه بالدرجة الأولى لتلبية مصالحهم، في حين أننا عندما نقترح أمراً ما على زملائنا كما هو متبع نسعى لأخذ توجهاتهم بعين الاعتبار وإيجاد توازن في ما يخص المصالح. هذا بحد ذاته عمل غير سهل، ومن الطبيعي أنه يشمل الوضع الحالي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. نتعاون في الملف النووي الإيراني، ونشارك في حل المشكلة المجمدة حتى هذه اللحظة، وهي مشكلة نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، ونجري حواراً شاملاً بشأن جدول أعمال مجلس الأمن. ولا شك في أن الموضوع الأوكراني دائم الحضور في مناقشاتنا كافة مع جميع شركائنا. لذا فإن جدول أعمال بحث القضايا الدولية مكتظ بما فيه الكفاية بتوجهات متناقضة، ونضطر إلى البحث عن حلول وسطى. ونحن جاهزون دائماً لمثل هذا الأمر».
وعن الوضع في الشرق الأوسط، قال لافروف: «في الوقت الحالي تؤثر التنظيمات الإرهابية على الوضع في العالم. تكاثرت هذه التنظيمات بعد العدوان على العراق عام 2003 عندما تم قصف هذا البلد واحتلاله بدون قرار من مجلس الأمن. تم الإعلان آنذاك عن انتصار الديمقراطية لكن العراق اليوم يعاني من خطر التقسيم. وبعد ذلك تعاملوا مع ليبيا بنفس السيناريو ومن ثم عبروا إلى سورية ويحاولون تطبيق السيناريو هناك. ومع هذه الانتصارات التي يتحدثون عنها ظهرت «القاعدة» و»جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» الذي علينا محاربته لأنه يشكل خطراً على الجميع».
وأشار لافروف إلى أن «الولايات المتحدة تحاول دائماً تسخير الأمور في العلاقات الدولية لخدمة مصالحها وتحاول دائماً معاقبة تلك الدول التي لا توافق واشنطن في الرأي، وفي الوقت نفسه تطالب الولايات المتحدة الدول باحترام المبادئ الديمقراطية، ولكن عندما يدور الحديث عن تطبيق هذه المبادئ على العلاقات الدولية واحترام القانون الدولي واتخاذ القرارات الدولية بطريقة ديمقراطية، يفقدون الحماس في الحديث عن هذه الأمور».
أما بخصوص العلاقات مع أوروبا، فوصفها لافروف بالمهمة للطرفين بحكم الجوار: «أعتقد أن أوروبا لن تستطيع التملّص من روسيا ولا روسيا التملص من أوروبا لأننا جيران. ولدينا تاريخ مشترك على مدى قرون. فبحسب تعبير أحد المفكرين «روسيا أنقذت أوروبا من نفسها أكثر من مرة». هذا ما حصل في فترة حروب نابليون وكذلك في الحرب العالمية الثانية وفي الحرب العالمية الأولى، والآن أصبحوا يتحدثون بصراحة عن ذلك. لعبت روسيا أهم الأدوار بتنفيذ التزاماتها التحالفية. ولولا الثورة، لما عرف أحد ما هو الشكل الذي كانت ستتخذه أوروبا من الناحية الأمنية و البنية السياسية وإلخ. أنا مقتنع بأن شركاءنا أو على الأقل أولئك الذين يمثلون الدول الجدية وبالدرجة الأولى الأوروبيون، وعدد من الساسة ورجال الأعمال من وراء المحيط أدركوا مدى ضرر النزعة الحالية المتبعة لمعاقبة روسيا.»