طهران تستدعي السفير الباكستاني احتجاجاً على مقتل حارس حدود إيراني

استدعت الخارجية الإيرانية السفير الباكستاني لدى طهران، نور جدماني، عقب الاشتباكات الأخيرة على الحدود الإيرانية – الباكستانية التي أسفرت عن مصرع وإصابة عدد من حراس الحدود الإيرانيين.

وأبلغ مدير عام دائرة غرب آسيا في وزارة الخارجية، رسول إسلامي، السفير الباكستاني احتجاج إيران الشديد على تنقل الجماعات الإرهابية في الأراضي الباكستانية بحرية وانطلاقهم منها لمهاجمة حرس الحدود الإيراني، داعياً إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات للحيلولة دون وقوع مثل هذه الحوادث.

وقال إسلامي مخاطباً السفير الباكستاني: «لا يمكننا أن نقبل أبداً انطلاق عناصر من الإرهابيين والأشرار من داخل الأراضي الباكستانية لمهاجمة الأراضي الإيرانية وقتل عدد من حرس الحدود الإيرانيين» ، مشيراً إلى أن «مثل هذه الحوادث يجب ألا تمس الأجواء الإيجابية للعلاقات بين البلدين، وعلى المسؤولين أن يتوصلوا إلى حل ليفوتوا الفرصة على أعداء البلدين.»

من جانبه، أعرب السفير الباكستاني عن أسفه لمقتل وإصابة حرس الحدود الإيرانيين، قائلاً إنه سيبلغ حكومة بلاده باحتجاج طهران.

وفي السياق نفسه، أعلن نائب قائد القوة البرية للحرس الثوري الايراني العميد عبدالله عراقي أن الحرس قدم لوزارتي الخارجية والداخلية وثائق تثبت دخول عناصر إرهابية من باكستان إلى إيران.

وفي تصريح أدلى به للصحافيين، أشار عراقي الى الجهود الشاملة المبذولة لتوفير الأمن المستدام على حدود البلاد، وقال «إن أحد عناصر الأمن القومي هو تواجد القوات المسلحة بقوة في أنحاء البلاد، الأمر الذي تعزز منذ بداية الثورة ولغاية الآن، حيث تقوم هذه القوات بتنفيذ مهماتها بكل اقتدار».

وأوضح أن مشروع نائب القوة البرية للحرس الثوري سابقاً هو نفسه، وتم تحقيق 90 في المئة من الأمن من قبل مواطني المنطقة وطوائفها، وقال «إنه تم إرساء الأمن النسبي من قبل الطوائف ورؤسائها وعلماء الدين في سيستان وبلوجستان وكردستان برعاية القوة البرية للحرس في هذه المناطق».

وأكد العميد عراقي أن القوة البرية تمثل العمود الفقري للحرس الثوري، وما زالت تؤدي مهامها، وأضاف: «إننا وكما كنا في السابق نعمل على توفير الأمن في شمال غرب وجنوب شرق البلاد»، مشيراً الى أن الجمهورية الإسلامية في إيران دولة مستقلة وترد على أي اعتداء على حدودها عبر السبل القانونية والمسؤولين السياسيين.

وأضاف العميد الإيراني أن الأعمال الإرهابية خلال الأعوام الخمسة الماضية كانت تجري في مراكز محافظة سيستان وبلوجستان، إلا أنه في ظل إجراءات الحرس الثوري وقوى الأمن الداخلي والسياسيين، فقد انحسرت هذه التحركات الى الحدود.

وقال عراقي إنه «في المناطق التي لا تمتلك الدولة التي تحدنا من الشرق باكستان فيها آليات فرض السيادة، يقوم الإرهابيون بأعمالهم الإرهابية ومن ثم يعودون الى داخل أراضي تلك الدولة، إلا أن القوة البرية للحرس تمتلك الآلية المناسبة للرد عليهم بحزم.»

وأوضح أنه خلال الأسبوعين الأخيرين، نفذ الإرهابيون اعتداء على أحد مخافر البلاد، وقال «في ظل تعاون المواطنين ومقر «القدس» التابع للقوة البرية للحرس الثوري، تم التصدي لهم وإلحاق أضرار كبيرة بهم»، وأكد «أننا نسعى عبر تعزيز الحدود والسيطرة الاستخبارية ورفع مستوى القدرات العسكرية لتوفير الأمن المستدام في هذه المناطق».

وأوضح قائلاً «إن القوة البرية للحرس الثوري وضعت الوثائق الكافية عن تسلل الإرهابيين من داخل باكستان الى الاراضي الإيرانية تحت تصرف وزارتي الخارجية والداخلية في البلاد».

ورداً على سؤال عما إذا كانت القوة البرية للحرس ناشطة في سورية ولبنان، قال «إن القوة البرية للحرس الثوري ناشطة في جنوب شرق وشمال غرب وغرب البلاد، ولكن مثلما أعلن قادة الحرس الثوري فإن الحرس يقدم الدعم الاستشاري لهذه الدول».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى