ألتاي: أردوغان يعاني من «البذاءة» و«الجيش الحر» يضمّ عناصر من تنظيم القاعدة
اعتقلت السلطات التركية أمس، أكثر من 300 شخص بسبب انتقاداتهم للعملية العسكرية التي تقوم بها تركيا في سورية.
وقالت وزارة الداخلية، «إن 311 شخصاً في المجمل محتجزون بسبب نشر دعاية إرهابية على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام العشرة الماضية، ومن بين المعتقلين سياسيون وصحافيون ونشطاء».
من جهة أخرى، قال نائب رئيس مجموعة النواب من «حزب الشعب الجمهوري» المعارض في برلمان تركيا، أنجين ألتاي، «إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يعاني من داء البذاءة»، متمنياً له «بالشفاء العاجل».
وفي تصريحات للصحافيين أمام مدخل البرلمان، أدلى بها أمس، أوضح ألتاي أنّ «مرض البذاءة الذي أصيب به أردوغان يكمن في تكلّم الشخص بكلام فاحش ازدرائي أو غير مقبول عرفاً بطريقة لا إرادية».
واعتبر المعارض التركي «أن تركيا تمر بمشهد خطير لأن تصريحات وأفعال أردوغان في الآونة الأخيرة تنذر بمشاكل كبيرة على الوحدة القومية».
ولفت إلى أنّ «حزب الشعب الجمهوري يتحدّث منذ انطلاق العملية التركية في عفرين عن الوحدة والأمن القوميين وتأمين الحدود من شتى التهديدات الإرهابية والدعاء للجيش التركي»، مضيفاً: «أنّ هذه التصريحات أزعجت أردوغان وأغضبته».
كما قال ألتاي: «حتى رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، أثار استياء أردوغان، من خلال حديثه عن توحيد عملية عفرين للمعارضة والسلطة».
وأشار ألتاي أيضاً إلى أنّ «أعضاء حزب الشعب الجمهوري قدّموا تحذيرات صادقة للسلطات بشأن الجيش السوري الحر»، حيث أوضح أنّ «قواته تضم عناصر من تنظيم القاعدة»، مؤكداً أنّ «تحذيراتهم للحكومة حول هذا الأمر كانت بناءة، غير أنها أثارت غضب أردوغان».
كما أوضح المعارض التركي «أنّ الهدف من هذه التحذيرات يكمن في تجنّب تكرار أخطاء الماضي».
يُذكَر أن أردوغان قد وجه خلال الأيام الماضية انتقادات إلى ألتاي لوصفه «الجيش السوري الحر» بالقوة التي تتألف غالبيتها من الفصائل «الجهادية» التابعة لتنظيم «القاعدة»، وقال الرئيس، في إشارة إلى المعارض التركي: «هناك بعض منعدمي الأخلاق الذين لا يعرفون أنفسهم. أفراد الجيش السوري الحر الذين تصفهم بالإرهابيين يقضون برفقة جنودنا على الإرهابيين الذين احتضنتهم بينما أنت تستلقي على سريرك الدافئ».
فيما تساند وسائل الإعلام الموالية للحكومة التركية الحملة العسكرية على نطاق واسع، وكذلك أغلب الأحزاب السياسية في البلاد باستثناء «حزب الشعوب الديمقراطي» الموالي للأكراد لكن هناك بعض الأصوات المعارضة للعملية.
وذكرت وسائل إعلام تركية مطلع الأسبوع «أن 170 فناناً أرسلوا خطاباً مفتوحاً لنواب حزب العدالة والتنمية الحاكم يطالبون فيه بوقف التوغل التركي على الفور».
وفي مطلع الأسبوع أدان الاتحاد الطبي التركي العملية التي تنفذ عبر الحدود، قائلاً: «لا للحرب.. السلام على الفور».
واتهم أردوغان الاتحاد أول أمس بالخيانة، وقال لأعضاء حزبه في إقليم أماسيا بشمال البلاد «صدقوني.. ليسوا مثقفين على الإطلاق. إنّهم عصابة من العبيد. إنهم خدام الإمبريالية».
وأضاف «صرخة لا للحرب من هؤلاء الغوغاء ليست إلا تعبيراً عن الخيانة في أرواحهم. هذه قذارة بحق، هذا هو الموقف المشين الذي يجب أن يُقال لا له».
وقال الاتحاد الطبي التركي في بيان يوم الجمعة «إنه يرفض الاتهامات الموجّهة إليه». وأضاف «أن تصريحات كبار المسؤولين الحكوميين جعلته هدفاً للهجوم»، كما أعلنت وزارة الداخلية في وقت لاحق «فتحها تحقيقاً بشأن أنشطة الاتحاد».