بوتين: «قائمة الكرملين» خطوة غير ودّية وسنمتنع عن الرد
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، «إنّ روسيا ستمتنع عن الرد على قائمة الكرملين الأميركية وستتابع الوضع عن كثب»، معتبراً أنّ «القائمة خطوة غير ودّية وتضرّ بالعلاقات بين موسكو وواشنطن».
وعلّق بوتين على قرارات قائمة الكرملين مازحاً «أشعر بحزن بأن اللائحة الأميركية لم تضم اسمي»، مضيفاً أنّ «الكلاب تنبح والقافلة تسير وعلينا الاهتمام بالشأن الداخلي».
أما رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف الذي شملته القائمة الأميركية للعقوبات فقال إنّ قيمة «قائمة الكرملين تساوي الصفر وتضرّ بالعلاقات الروسية الأميركية لفترة طويلة من الزمن».
فيما وصف الرئيس الروسي محاولة واشنطن تصوير روسيا على أنها «تهديد» لا يقل خطورة عن التهديد الناجم عن إيران وكوريا الشمالية بـ «الغبية».
وأثناء اجتماع مع وكلاء حملته الانتخابية، أمس، قال بوتين: «إنهم يضعوننا في صف واحد مع كوريا الشمالية وإيران، لكنهم في الوقت نفسه يطلبون منا المشاركة في حل الملف النووي الكوري الشمالي، والتفكّر في الخطوات الممكن اتخاذها في المسار الإيراني.. أليس هذا محض غباء؟».
وفي تطرقه إلى موضوع العلاقات الروسية الأميركية أكد بوتين «أنّ بلاده لا تسعى إلى تصعيد التوتر بين البلدين، وأنها مستعدة لإقامة علاقات بناءة مع واشنطن بصبر وبالقدر الذي يبدي الجانب الأميركي استعداده له».
في الوقت نفسه حذّر بوتين من أنّ «روسيا لن تقف مكتوفة اليدين أمام ما يحدث على حدودها ولن تبتلع الإساءات إليها»، مستشهداً بـ «الاعتداء الجورجي على قوات حفظ السلام الروسية في أوسيتيا الجنوبية في العام 2008، الأمر الذي أسفر عن اعتراف موسكو باستقلال هذا الإقليم عن جورجيا».
كما ذكّر الرئيس الروسي بأنّ «انقلاب عام 2014 في أوكرانيا الذي دعمته الولايات المتحدة تسبب في خروج شبه جزيرة القرم من تشكيلة أوكرانيا»، مضيفاً: «وبالطبع دعمت موسكو رغبة سكان القرم بالعودة إلى حضن روسيا».
في سياق متصل، أعلن شارل ميشيل، رئيس الوزراء البلجيكي، أمس، «أن الاتحاد الأوروبي قرّر عدم تأييد تشديد العقوبات على روسيا»، في ضوء نشر واشنطن ما أسمته «قائمة الكرملين».
وفي ختام لقاء أجراه مع نظيره الروسي دميتري مدفيديف في ضواحي موسكو، قال ميشيل: «أودّ أن أشير إلى أن الاتحاد الأوروبي قرر عدم تأييد تشديد العقوبات».
واعترف رئيس الحكومة البلجيكية بـ «وجود خلافات بين الاتحاد وروسيا»، لكنه شدّد على ضرورة «فتح باب الحوار بين الجانبين من أجل بناء علاقات استراتيجية مثمرة وحتى يتمكن الجانبان من إدارة الخلافات»، على حد قوله.
وتابع ميشيل: «سيدفع كل من روسيا والاتحاد الأوروبي ثمناً باهظاً إن لم نكن ضامنين للاستقرار»، مضيفاً «أنه من الضروري أن لا يقتصر الحديث على المشكلات التي تنشأ على حدود الاتحاد الأوروبي الشرقية، بل ينبغي أن يشمل أيضا الأحداث على حدوده الجنوبية».
وكانت وزارة الخزانة الأميركية أصدرت في وقت سابق من يوم أمس، قائمة تتضمّن أسماء رجال أعمال وسياسيين روس كبار من أبرزها «رئيس الوزراء دميتري مدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف، بالإضافة إلى وزير الدفاع سيرغي شويغو»، بالإضافة إلى مديري أكبر بنكين في البلاد ورجال أعمال كبار في قطاع المعادن ومدير الشركة الحكومية المهيمنة على قطاع الغاز ضمن قائمة من ذوي النفوذ المقربين من الكرملين.
وجاء في بيان للمالية الأميركية نشر أمس، «أنّ من بين الأسماء التي أدرجت في القائمة: رئيس الوزراء الروسي، والنائب الأول لرئيس الحكومة الروسية إيغور شوفالوف، ورئيس إدارة الكرملين أنطون فاينو، والسكرتير الصحافي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف».
وعلّق بيسكوف على «تقرير الكرملين» الأميركي بالقول «نشر قائمة بأسماء العديد من القادة الروس رفيعي المستوى أمر غير مسبوق ويضرّ بصورة القيادة الروسية وبالسياسيين وبرجال الأعمال».
كما ضمّت القائمة «وزراء الدفاع والخارجية والمال والاقتصاد والنقل والتجارة والصحة والداخلية والرياضة، إضافة إلى رئيسي مجلسي الاتحاد الروسي والدوما، وسكرتير مجلس الأمن الروسي، ورئيس هيئة الأركان الروسية وغيرهم».
أما من جهة المؤسسات والشركات الروسية، فقد تمّ شمل «الشركات والمؤسسات التي تشارك الدولة بحصة 25 في المئة وأكثر».
القائمة التي تأتي ضمن حزمة عقوبات تمّ التوقيع عليها لتصبح قانوناً في آب الماضي، وهي تعني أنّ «الأسماء المدرجة فيها ستكون عرضة للعقوبات»، ولكنها تشير إلى «إمكانية فرض عقوبات على دائرة كبيرة من الروس الأثرياء بما في ذلك كثيرون من خارج الدائرة المقرّبة للرئيس فلاديمير بوتين».