حزب الله: هل نفهم من كلام المشنوق أنه تبرير لإيجاد ممرّ آمن لبعض الجماعات الإرهابية؟
اعتبر حزب الله «أنّ سبب خلافنا مع بعضهم في لبنان، هو أنّ هؤلاء يريدون الولاء لأميركا»، ناصحاً قوى 14 آذار «بأن تقلع عن المكابرة وأن تلتحق بشرف المشاركة في مواجهة العدوان التكفيري على الجيش وعلى لبنان».
وردّ الحزب على كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق، سائلاً: «أنفهم من هذا الكلام أنه تبرير لإيجاد ممرّ آمن لبعض الجماعات الإرهابية التي اعتدت على الجيش وتهدّد الأمن يومياً»؟
فنيش
وفي هذا السياق، ردّ وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش على وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، من دون أن يسمّيه، سائلاً: «ماذا يعني الحديث عن التوازن الأمني؟ يعني أن نساوي بين المناطق التي لا تشهد مناصرة للجهات التكفيرية والإرهابية ولا تشهد تعدّياً على الجيش والقوى الأمنية، وبين مجموعات تمارس مثل هذه الأعمال الإرهابية».
وقال فنيش خلال احتفال تربوي في مدارس المصطفى في النبطية: «البعض وجد نفسه محرجاً أمام جماعات أو مجموعات اعتادت منه أن يكون غطاء لها، ورأى في تحوّل موقفه إرباكاً، فأراد أن يعالج هذا الإرباك والإحراج بإلقاء الاتهام جزافاً وتحميل المسؤولية لمن لا يمكن لأحد أن يرميه إلا بوردة في مسألة الصدقية والممارسة واقتران القول بالعمل». وسأل: «أنفهم من هذا الكلام أنه تبرير لإيجاد ممرّ آمن لبعض الجماعات الإرهابية التي اعتدت على الجيش وتهدّد الأمن يومياً في عاصمة الشمال طرابلس؟ وهل هذه عودة من جديد إلى رهانات خاطئة وارتكاب خطايا»؟
وأضاف فنيش: «نحن منذ البداية كنا بالممارسة والمواقف، ندعو الحكومة إلى تحمّل مسؤولياتها في التصدّي لأيّ مرتكب ومخلّ بالأمن. لا غطاء لأحد في أي حالة شغب في مناطقنا، ومن خلال دعوتنا للجيش اللبناني والقوى الأمنية أن تمارس دورها، فإذا كان هناك تقصير وعدم قيام بالواجب لا تلقى المسؤولية على الذين كانوا دائماً من دعاة رفع الغطاء عن أيّ مرتكب، قولاً وفعلاً».
ورأى «أنّ الكلام عن وجود احتقان سني – شيعي «لا يعبّر عن الواقع، ونحن نستغرب العودة إلى الخطاب السابق نفسه»، لافتاً إلى «أنّ هذا الكلام يحتقن في مخيّلة مطلقيه، لأنهم لا يجدون دوراً إلا من خلال التحريض المذهبي».
وتطرّق فنيش إلى موضوع سجن رومية «وتحويله إلى غرفة عمليات للجماعات التكفيرية والإرهابيين»، سائلاً: «مسؤولية مَن بقاء هذا الوضع»؟
فضل الله
ولفت النائب حسن فضل الله إلى «أنّ المقاومة في السابق كانت عرضة للتشكيك وللاستهداف من بيئات كثيرة، ولكنها أكملت الطريق ولم تلتفت إلى كل ذلك التشكيك لتصل إلى توفير مظلة الحماية للجنوب وللوطن بالتكامل مع الجيش اللبناني في مواجهة العدو «الإسرائيلي»، والأمر ذاته يتكرر في مواجهة الخطر الجديد».
وقال فضل الله خلال احتفال تأبيني في بلدة حداثا الجنوبية: «إننا من دعاة أن تقوم الدولة بمسؤولياتها الكاملة في حماية لبنان، ولكننا نفتش عنها دائماً فلا نجدها إلاّ منقسمة على نفسها! وتأخذها السجالات والانقسامات والمواقف يميناً وشمالاً، وواحدة من المظاهر لحال الدولة ما يتعرض له الجيش اللبناني، فهذه الرصاصات التي تطلق على جنود وضباط ودوريات الجيش اللبناني ما كان يمكن لها أن تطلق لو لم تسبقها وتواكبها نيران سياسية من قوى وجهات وشخصيات داخل الدولة وخارجها. وعندما تطلق النار السياسية على الجيش يتم تسهيل الاستهداف المسلح». وسأل: «هل يمكن للذي يستهدف هذا الجيش سياسياً ومن ثم أمنياً أن يكون مساهماً في بناء دولة وفي إعطائها صلاحياتها الكاملة في حماية البلد، فدعونا نحمي مؤسساتنا التي لا نقدر على حمايتها نتيجة هذا الخطاب السياسي».
قاووق
ورأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، من جهته، «أنّ الجيش اللبناني يتعرّض لعدوان مفتوح من العصابات التكفيرية، وهي ليست مجرّد اعتداءات عابرة منفصلة، بل هي قرار خارجي تكفيري بالعدوان المتواصل على الجيش، وهو عدوان على كلّ الكرامة والاستقرار والوحدة الوطنية»، لافتاً إلى «أنّ العدوان التكفيري على الجيش أسقط الأقنعة في الشمال، وفضح الذين يدعمون ويغطون العصابات التكفيرية، والجهات التي تغطي وتساعد إمارة التكفيريين في رومية هي نفسها التي تغطي وتساعد العصابات التكفيرية في الشمال».
وقال قاووق خلال احتفال تأبيني أقامه حزب الله بمناسبة أسبوع الشهيد علي حسين رمال في حسينية بلدة الدوير الجنوبية، حضره الوزير السابق علي قانصو والنائب السابق أمين شري: «كل الذين حرّضوا على الجيش هذا نتاج تحريضهم، الاعتداءات والقتل والدماء، فهم شركاء في الجريمة، وكفى مكابرة وعناداً عند قوى 14 آذار، ننصحهم بأن يقلعوا عن المكابرة وأن يلتحقوا بشرف المشاركة في مواجهة العدوان التكفيري على الجيش وعلى لبنان، وليس من المسؤولية الوطنية بشيء أن تتعاطى قوى 14 آذار وكأنّ غزوة عرسال وغزوة بريتال غير موجودتين».
الموسوي
واعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الموسوي، بدوره، خلال احتفال تربوي في قاعة ثانوية المصطفى «أنّ سبب خلافنا مع بعضهم في لبنان، هو أنّ هؤلاء يريدون الولاء لأميركا ونحن لا نريد ذلك، وأن نقبل بما تحدّده لنا أميركا سواء من خلال انتخاب رئيس للجمهورية وتحديد هوية الرئيس، أو من خلال تأييدنا لتدخلها في تسليح الجيش اللبناني، حيث أنها لا تقبل بأن يسلح هذا الجيش من أي دولة أخرى إلا بشروط».