المبادرة المطلوبة
بشارة مرهج
كلّ خطاب يطعن في كرامة الآخر مرفوض ومدان، فكيف عندما يطعن في الصميم رئيس السلطة التشريعية المؤتمَنة على الدستور وسنّ القوانين ومراقبة السلطات؟
إنّ خطاباً من هذا النوع لا يستطيع تغيير أحوالنا المتداعية إلى الأحسن، وإنما يأخذنا إلى الأسوأ، إذ يشدّ العصب الطائفي ويهدّد الوحدة الوطنية التي يحتاجها لبنان اليوم أكثر من أيّ وقت مضى لحماية كيانه وفتح نافذة على المستقبل، بعد أن أرهقته الحروب وعقلية الميليشيات التي عششت فساداً لا يُطاق في معظم أجهزة الدولة.
وإذا كان من الضروري إبداء الرأي الحرّ وممارسة النقد البنّاء، فينبغي أن يتمّ ذلك تحت سقف الوحدة الوطنية وآداب التخاطب الحضاري التي ترتقي بالمواطن وترسّخ إيمانه بدولة يتبارى حكامها على الخدمة العامة وصون الأموال العمومية.
أما الانجراف تحت تأثير الغريزة واعتماد خطاب التوتير الذي ينزّه الذات ويشيطن الآخر، فمن شأنه تمزيق عرى الوحدة وأخذ البلاد إلى حافة الهاوية واقتناص مكاسب انتخابية تزيد من حصته في الكعكة المستباحة…
أما ردود الفعل التي تتجاوز الردّ القويّ الرصين والتحرّك الاحتجاجي المسؤول، فهي بدورها مرفوضة لتأثيراتها السلبية على العلاقات الداخلية بين أبناء الوطن الواحد، كما على الوطن نفسه الذي من حقه أن يتطلع إلى الاستقرار وحكم القانون ومحاصرة الفساد.
وبعد… فكلّ كلام أو فعل ينال من السلم الأهلي مرفوض، وكلّ كلام أو فعل يمسّ وحدة المجتمع مردود، وكلّ كلام يخرق الميثاق الوطني مذموم.
أما كبار القوم الذين زادتهم الأيام خبرة وحكمة، فالبلاد تنتظر منهم المبادرة لتصحيح الوضع وإنقاذ المسيرة حتى لا تخسر البلاد جراء كلمة ما شيّدته الأجيال على مدى عهود…
وزير ونائب سابق