سومر نجّار: الأغنية الطربية الحديثة قادرة على تحقيق الجماهيرية

محمد سمير طحّان

يرتبط المغنّي سومر نجار بمدينة دمشق، ويجد فيها سحراً لا يلمسه في مكان آخر. وكلّ ما يتمناه أن يطلق مشروعه الفني منها إلى العالم من دون أن يغادرها لتكون نجاحاته محاطة بهالتها، ليردّ لها بعضاً من فضلها عليه.

وعن مشواره الفنّي الذي بدأ مبكراً مع برنامج «طريق النجوم» وحصوله على المرتبة الأولى فيه بمرحلة الطفولة، يقول المغنّي سومر نجار في حديث صحافي: أؤمن بضرورة تطوير الموهبة عبر الدراسة، لذلك تعلّمت أصول العزف على آلة العود في المعهد العربي للموسيقى في حلب لمدة ستّ سنوات، ومن بعدها خضت تجربة التمثيل والغناء في مسلسل «الثريا»، ثم انتسبت إلى المعهد العالي للموسيقى ودرست الغناء الشرقي لمدة خمس سنوات.

وحول تفضيله الغناء على التمثيل رغم حضوره الجميل في مسلسل «الثريا» عبر شخصية «سهيل»، يوضح سومر أنّ مشروعه الأساس هو الغناء، ويمكن أن يعود إلى التمثيل في حال توفّر دور يحقّق مبرّر وجود المغنّي في العمل. مبيّناً أنه أدّى بصوته عدداً من الأغنيات لشخصيات في مسلسلات درامية منها «أسمهان»، «عرب لندن»، و«بطل من هذا الزمان». وفي العرضين المسرحيين «آخر حكاية» و«زرياب».

ويشير سومر إلى أن هناك مشكلة حقيقية بإنتاج الأغنية والموسيقى في سورية تتمثل بعدم وجود شركات إنتاج فنية تخصّص ميزانيات ضخمة لتقديم أعمال بمستوى عالٍ في الكلمات والألحان والتوزيع الموسيقي والتسجيل ضمن استوديو بمعدّات متطوّرة، ثمّ يأتي تصوير الأغنية الذي بات من أهم عوامل نجاحها وتسويقها والترويج لها.

وعن برامج المواهب على القنوات الفضائية العربية يقول سومر: هذه البرامج ليست سيئة في حال توفرت النزاهة بعمل لجانها التحكيمية. ولكن اختيارات وقرارات هذه اللجان تترك أحياناً علامات استفهام خاصة مع الأصوات السورية التي تكون من أكثر الأصوات المشاركة تميّزاً في البرنامج. ورغم ذلك تخرج مبكراً من دون أيّ مبرّرات مقنعة.

ويتابع: إنّ عدداً ممّن شاركوا في برامج المواهب حقّقوا الشهرة الآنيّة لدى الجمهور العربي، ولكنهم لم يكملوا طريقهم لعدم تبنّيهم من قبل شركات الإنتاج وأصبحوا في طيّ النسيان. داعيا إلى إطلاق برامج إعلامية محلية تتوفر لها الإمكانيات الضخمة تكون مهمتها رعاية المواهب الغنائية والموسيقية السورية.

أما الشهرة بالنسبة إلى الفنان، فهي برأيه تحصيل حاصل وليست هدفاً إن كان جاداً ويمتلك مشروعاً فنّياً راقياً، ومتسلّحاً بالعلم الموسيقي. معتبراً أن المتعة الأهم له كفنان الوقوف على خشبة مسرح دار الأوبرا التي ينتمي إليها، ليغني ويعزف أمام الجمهور السوري.

ويدعو رئيس قسم الغناء الشرقي في معهد صلحي الوادي للموسيقى كل شركات الإنتاج الفني التي تهتم بالدراما في القطاعين الحكومي والخاص إلى تخصيص جزء من عملها للاستثمار في قطاع الأغنية السورية، لأنها لا تقلّ أهمية من ناحيتَي الامكانيات المتوافرة والمردود المادي عن الدراما، سواء من بيع الألبومات الغنائية أو الحفلات الفنية.

ويؤكد أن الاستثمار في قطاع الأغنية السورية سيساعد في إيصالها إلى العالم، ونقلها تراثَنا وهويتَنا وثقافتَنا وأفكارَنا ورسالتَنا الإنسانية والموسيقية. كما سيساعد في تقديم الفنان السوري للخارج، ليكون سفيراً لبلده وشعبه، فضلاً عن نشر الموسيقى السورية التي يساهم فيها كثيرون من المؤلفين الموسيقيين السوريين المهمين.

ويشدّد سومر على تفعيل قانون حماية الملكية وسنّ تشريعات جديدة تشجع شركات الإنتاج الفنية للدخول في مجال الاستثمار بقطاع الأغنية والموسيقى. مبيّناً أن أهم شركات الإنتاج الفنية العربية تقدم الأصوات السورية وتستثمر نجاحاتها لصالحها.

وحول واقع الأغنية السورية الحالي يرى سومر أن اللون السائد اليوم هو النمط الشعبي. معتبراً أن هذا اللون يرتبط بالفولكلور والتراث ويحمل قيمة ثقافية وموسيقية مهمة، لكن هناك أغنيات تصنّف ضمنه لكنها رديئة فنياً وتكرس الاستسهال وتؤذي الذائقة السمعية لدى الجمهور.

ويُرجع سومر نجار رواج نمط الغناء البعيد عن الإبداع والقيمة الثقافية والفكرية بسبب التسويق الضخم لمثل هذه الأغنيات في غالبية وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى ضرورة تضافر الجهود للحدّ من انتشار مثل هذه الأغنيات.

ابن مدينة حلب الذي يميل إلى اللون الطربي والغناء الشرقي يلفت إلى أن ما يميّز الأغنية السورية ألوانها المتعدّدة التي أفرزتها الطبيعة الجغرافية المنوّعة في سورية، ما يكسبها الغنى والفرادة.

ويقول: الأغنية الطربية التي تحمل الكلمة واللحن الجميلين وتقدّم بقالب موسيقي جاد ستحقق الجماهيرية الشعبية المطلوبة، وهذا يعدّ مطلباً للجمهور بعد سنوات من رواج الأغنيات المكرّرة في مضمونها ونمطها التجاري البحت.

المغنّي سومر نجار الذي كانت له عدّة محاولات لإنتاج أغنيات بجهود فردية من دون أيّ دعم من أيّ جهة إنتاجية، يعبّر عن تفاؤله بمستقبل الأغنية السورية من خلال تكريس المؤسّسات الثقافية المهمة مثل دار الأوبرا، للغناء الجادّ الذي يرتقي بالفن وذائقة الجمهور مؤكّداً أهمية تبنّي الفنانين الأكاديميين من قبل المؤسّسة الثقافية الرسمية ودعمهم وإتاحة الفرص الحقيقية لهم.

المغنّي سومر نجار من مواليد حلب خرّيج المعهدين العربي للموسيقى في حلب والمعهد العالي للموسيقى قسم الغناء الشرقي عام 2009، وله عدة أغنيات خاصة من إنتاجه. وشارك في أداء عدد من الشارات الغنائية لأعمال درامية مثل مسلسل «بيت جدي» الجزء الأول. وهو عضو نقابة الفنانين، وهو رئيس قسم الغناء الشرقي في معهد صلحي الوادي، ومغنّ في دار الأسد للثقافة والفنون.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى