شميطلي في تشييع خليل: دماء الشهداء لن تذهب هدراً
خيّم الهدوء أمس، على منطقة باب التبانة في طرابلس بعد ليلة مداهمات نفّذها الجيش في المحلة لتوقيف أحد المطلوبين البارزين، المدعو هاجر العبدالله الدندشي الذي كان يقاتل في صفوف تنظيم «داعش» في سورية، بعد معلومات توافرت لمخابرات الجيش عن تحضيره عملاً إرهابياً، وأسفرت عن عن استشهاد الجندي خالد محمود خليل وجرح آخر بعدما جوبه عناصر الدورية بالرصاص والقنابل اليدوية.
وفي شرح لتفاصيل الحادثة، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، في بيان، أن «في تاريخ 4 / 2 /2018 حوالى الساعة 23.00، وفي محلة التبانة – طرابلس وأثناء مداهمة قوة من الجيش عدداً من المطلوبين لتوقيفهم، تعرّضت لإطلاق نار ورمي رمانات يدوية ما أدى إلى استشهاد أحد العسكريين وجرح عدد آخر. وتتابع قوى الجيش عمليات الدهم لتوقيفهم».
وإلحاقاً ببيانها السابق المتعلق بعملية الدهم، اعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه أنها «لاحقت الإرهابي مطلق النار، المدعو هاجر العبدالله واشتبكت معه ما أدى إلى مقتله، فيما أوقفت شقيقه المدعو بلال. وتمّ ضبط كمية من الأسلحة والذخائر والأعتدة العسكرية والمبالغ المالية.
وبوشر التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء المختص».
ولاحقاً، نعت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان، الجندي خليل. وفي ما يلي نبذة عن حياة الشهيد: من مواليد 13/3/1992 بزال عكار. مُدّدت خدماته في الجيش اعتباراً من 28/3/2014، ثم نُقل إلى الخدمة الفعلية في تاريخ 11/11/2015. حائز تهنئة العماد قائد الجيش. الوضع العائلي: عازب.
وعصر أمس، شيّعت قيادة الجيش وأهالي بلدة مشمش وأبناء عكار، الشهيد خليل، في موكب انطلق من منزله العائلي.
وأمّ المفتي الشيخ زيد بكار زكريا الصلاة عن روحه في مسجد بلدة مشمش، بحضور ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العقيد الركن المهندس محمد شميطلي، رئيس اتحاد بلديات جرد القيطع عبد الإله زكريا، المونسنيور الياس جرجس، وممثلين عن الأجهزة الأمنية، ورؤساء بلديات ومخاتير وحشد شعبي من مختلف القرى والبلدات العكارية.
وألقى المفتي زكريا كلمة قال فيها «تودع مشمش اليوم، بل عكار ولبنان بطلاً من أبطالها، سقط بيد الغدر والإرهاب، هذا الإرهاب الذي يتستّر بالدين ويتقنّع بالشعارات، لكن أبطال الجيش رفعوها شعاراً لهم شرف، تضحية، ووفاء، فلا بدّ من التضحية ليبقى الوطن، ولا بدّ من التضحية ليبقى الأمن والأمان».
أضاف «كما نعاني من إرهاب الظلاميين، فكذلك نعاني من إرهاب الصهاينة المحتلين، ونعاني من إرهاب الخطاب المتشنّج للسياسيين. ولذلك، الكلّ مدعو إلى الوحدة الوطنية والنظر بعين المصلحة العليا للبنان».
وألقى شميطلي كلمة نقل في مستهلها تعازي قائد الجيش إلى عائلة الشهيد، مشدّداً على «عظمة الاستشهاد»، مؤكداً أن «المؤسسة العسكرية ستبقى وفية لدماء الشهداء، التي لن تذهب هدراً، والجيش على ثوابته الوطنية في التصدّي للإرهاب وحماية لبنان».
ثم ووري جثمان الشهيد في الثرى، وتقبّل ممثل قائد الجيش والعائلة التعازي.