قانصو: الرؤساء الثلاثة يبلورون تصوّراً لمواجهة المخاطر
عبّرت شخصيات وقوى سياسية عن ارتياحها لنتائج اللقاء الرئاسي الثلاثي الذي انعقد أمس في بعبدا.
وفي السياق، رحّب عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير علي قانصو باللقاء الذي عُقد في قصر بعبدا، مشيراً إلى أنه تضمّن شقّين: الأول يتعلق بما حصل بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وما تبعه من تداعيات على الأرض بالإضافة الى مرسوم الأقدمية، والثاني هو الملف النفطي والأطماع الإسرائيلية».
ولفت قانصو في حديث إلى «وكالة أخبار اليوم»، إلى أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري لعب دوراً أساسياً في التمهيد لهذا اللقاء. واعتبر أنّ التهديد «الإسرائيلي» شكّل الدافع الأساسي ليتخذ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مبادرة الاتصال بالرئيس بري، وذلك من أجل مواجهة خطر العدو على السيادة اللبنانية»، مؤكداً أنّ الرؤساء الثلاثة يبلورون تصوّراً مشتركاً من أجل مواجهة هذه المخاطر لا سيما ما صدر عن وزير الحرب «الإسرائيلي» أفيغدور ليبرمان.
ورداً على سؤال، حول مرسوم الأقدمية لضباط دورة العام 1994، أشار قانصو الى أنّ الرئيس بري يسجّل عتبه على الرئيسين عون والحريري، خصوصاً أنّ مثل هذا المرسوم يفترض توقيع وزير المال لكونه يرتّب أعباء مالية.
من جهة أخرى، أشار قانصو إلى أنّ مجلس الوزراء لم ينعقد لجلسة واحدة فقط، وبالتالي فإنه سيعود الى الاجتماع يوم الخميس المقبل في قصر بعبدا. وأوضح أنّ جدول الأعمال لم يوزّع بعد، وقال: «وفقاً للنص الدستوري رئيس الحكومة يعدّ هذا الجدول ويطلع رئيس الجمهورية عليه، وبالتالي ليس للوزراء أيّ تأثير على البنود الواردة في هذا الجدول»، متوقعاً أن يوزّع اليوم.
بدوره، اعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ياسين جابر، أن «لبنان القويّ الموحّد أصلب وأقوى في وجه كل التحديات والمخاطر الإسرائيلية».
ورأى أن «مقررات لقاء بعبدا تريح البلاد وتفتح الطريق لعمل المؤسسات وتعزِّز قناعة اللبنانيين بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وتؤكد متانة ووحدة الموقف اللبناني المتماسك والمنيع في مواجهة الأطماع الاسرائيلية بثروة لبنان النفطية والغازية والمائية».
واعتبر عضو كتلة التحرير التنمية النائب علي عسيران في تصريح، أن «اللقاء الذي جمع الرؤساء الثلاثة في بعبدا هو محطة وطنية من تاريخ لبنان خاصة أنهم اتفقوا على وضع خطة لمواجهة الأطماع والمخاطر الإسرائيلية في الثروة النفطية والغازية».
وأكد أن «لبنان لا يقوم إلا بالإجماع الوطني وهو ما يرفع شأن الشعب اللبناني ويدل على إعادة تحصين الوحدة الوطنية التي هي سلاح لبنان الأهم بوجه إسرائيل ومخططاتها العدوانية ضد لبنان». وقال «إننا لن ندع الخلافات الصغيرة تنفذ إلى جسد الوطن أو الى حياة اللبنانيين بل إن التماسك الداخلي يبقى هو الأساس في حياة اللبنانيين».
و رأى الأمين العام لـ «التيار الأسعدي» المحامي معن الأسعد، «أن لقاء الرؤساء الثلاثة وما صدر عنه خطوة مطلوبة وضرورية وفي الاتجاه الصحيح لإيجاد الحلول للمشاكل الاجتماعية والملفات الخلافية، ولمعالجة جدية لمصالح المواطنين الخدماتية والحياتية والمعيشية».
وأعلن في تصريح، تأييده للبيان الرئاسي «الهادئ والمطمئن، الذي تعالى على المشهد السلبي الذي كاد أن يطيح الوحدة الداخلية وبالأمن والاستقرار»، مؤكداً أن «العبرة تبقى في التنفيذ والالتزام بمضامين البيان الوطنية، ومن أهمها التضامن والتماسك لمواجهة الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية».
وتمنّى الأسعد لو تضمّن البيان «آلية لمواجهة الفساد ولإعطاء الأولوية لمعاناة اللبنانيين وهمومهم وحرمانهم من حقوقهم في العيش الكريم وانعدام الخدمات التي بلغت حدوداً تهدِّد بانفجار اجتماعي لا أحد يعرف تداعياته المدمّرة»، مشيراً إلى انه «لا يمكن استمرار البلد في ظل الجمود والشلل الذي يضرب المؤسسات الى ما بعد الانتخابات النيابية اذا ما حصلت». وقال «كنا نأمل لو أن بيان الرؤساء الثلاثة أعلن حالة طوارئ بيئية واقتصادية وصحية واجتماعية».
وطالب القوى السياسية بتجميد خلافاتها المتعلقة بالنفوذ وبمراكز القوى السلطوية وتحديد الأحجام، بانتظار الانتخابات، لأنها هي التي تحدد حجم كل فريق».
وقال من المفيد أن تعتبر القوى السياسية مما حصل وتخرج عن مصالحها وأنانيتها وخلافاتها … وهي محكومة بالتلاقي والحوار والتصالح.
إلى ذلك، عُقد في «مركز اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع» في منطقة ببنين العبدة – عكار لقاء موسّع ضم رؤساء اتحادات بلديات وبلديات وروابط مخاتير ومخاتير وفاعليات المنطقة، أدان بعده المجتمعون «ما تعرّض له الرئيس نبيه بري».
وثمنوا «لقاء بعبدا واجتماع الرؤساء»، معتبرين أن «هذه الخطوة هي الأمثل للحفاظ على الدولة والمؤسسات».
وشدّد الحضور على «ضرورة عدم التعرض إلى المقامات والمرجعيات السياسية والروحية ومعالجة كل الملفات الخلافية داخل المؤسسات الرسمية ولمنع الاحتكام إلى الشارع».
وأشادوا بـ «خطة الرئيس سعد الحريري لتبريد الأمور والسعي إلى الحل السريع بين الرئيس بري والتيار الوطني الحر والتي أتت ثمارها اليوم أمس ».
وثمّن المجتمعون لقاء الحدث الأخير.