الإعلام الأميركي… والغزل الموجّه إلى بن سلمان
ركّزت وسائل الإعلام الأميركية خلال اليومين الماضيين في تقاريرها، على تبرئة صفحة وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، وتوجيه غزل معلن إليه، متناسيةً ما فعله ويفعله باليمن، وتدابيره التي سمّاها «إصلاحية» والتي أطاح من خلالها بعدد من أفراد الأسرة الملكية، وأصحاب رؤوس الأموال.
شبكة «فوكس نيوز» الأميركية نشرت مقالاً أشارت فيه إلى أنّ وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان يسعى إلى إعادة المملكة بقوة إلى المستقبل. وأردفت أنّ ابن سلمان يسعى لأن تعود السعودية مملكة عظمى مرة أخرى، فيما يأمل أن يتحوّل الأمير الشاب، 32 سنة، إلى زعيم عالمي آخر. وأوضحت أن وليّ العهد السعودي يأمل أن تُحوّل الإصلاحات الواسعة التي يدشّنها مقاليد الدولة الغنيّة بالنفط، إلى دولة متنوعة الاقتصاد، والمتمثلة في رؤية 2030، التي يهدف منها ضمان وجود جيل ناشئ من العمّال السعوديين.
ثم تطرّقت الشبكة الأميركية إلى التحذيرات المتعلّقة باحتمالية فشل ابن سلمان في الإصلاحات الواسعة التي يشرّع في تنفيذها.
أما صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، فكشفت أن وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيقوم خلال الفترة المقبلة بتحرّكات جديدة، ضمن جهوده لتحديث المملكة. وقالت الصحيفة الأميركية، إن وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان سيقوم خلال الفترة المقبلة بجولات إلى عدّة عواصم عالمية، بهدف جلب المزيد من الاستثمارات العالمية، ضمن جهوده لتحديث المملكة.
وفي ما يلي، جولة على أهم التقارير التي وردت في عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية الإخبارية الغربية خلال اليومين الماضيين.
«فوكس نيوز» تحذّر بن سلمان
نشرت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية مقالاً أشارت فيه إلى أنّ وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان يسعى إلى إعادة المملكة بقوة إلى المستقبل.
وأردفت أنّ ابن سلمان يسعى لأن تعود السعودية مملكة عظمى مرة أخرى، فيما يأمل أن يتحوّل الأمير الشاب، 32 عاماً، إلى زعيم عالمي آخر.
وأوضحت أن وليّ العهد السعودي يأمل أن تُحوّل الإصلاحات الواسعة التي يدشّنها مقاليد الدولة الغنيّة بالنفط، إلى دولة متنوعة الاقتصاد، والمتمثلة في رؤية 2030، التي يهدف منها ضمان وجود جيل ناشئ من العمّال السعوديين.
ثم تطرّقت الشبكة الأميركية إلى التحذيرات المتعلّقة باحتمالية فشل ابن سلمان في الإصلاحات الواسعة التي يشرّع في تنفيذها.
ونقلت «فوكس نيوز» عن جيرال فيرستين، مدير شؤون الخليج في «معهد الشرق الأوسط» والسفير الأميركي السابق لدى اليمن: هناك الكثير من النجاحات التي حقّقتها رؤية 2030، لكن الخطر كلّه إذا فشل المشروع. في حالة الفشل، سترى السعودية نوع من الضغوط الديموغرافية والاجتماعية، التي أدّت إلى انفجارات «الربيع العربي» عام 2011.
وأردف: الفوضى في المملكة ستكون لها انعكاسات واضحة على الأمن والاستقرار الإقليميين، وكذلك على الاقتصاد العالمي، الذي يسعى للوصول إلى أسواق طاقة آمنة.
وقالت الشبكة إنّ المملكة العربية السعودية بلد شاب دائرته الرئيسية من الشباب، تمتلك ما يقارب من 70 في المئة من الفئات الأصغر سنّاً.
وأوضحت الشبكة أنّ «الحرس القديم»، من المسؤولين والأمراء الأكبر سنّاً والأكثر تشدّداً، قد يكون هو «العائق الأكبر» أمام خطط الأمير الشاب.
وحدّد فيرشتاين، ثلاثة عناصر رئيسية، ترتكز عليها «رؤية 2030»، ألا وهي: تنويع الاقتصاد السعودي، وتنمية القطاع الخاص، وخلق فرص عمل للموجة الديموغرافية من الشباب السعوديين.
وفندت الشبكة ما وصفته بـ«التهديد المتمثل في انتفاضة الربيع العربي»، حتى في بلد مستقر مثل المملكة العربية السعودية، والتي ينبغي أن يتم أخذها على محمل الجدّ.
وتابعت: روشتة المتاعب التي أضاءت شرارة الدول الإسلامية الأخرى، في وقت ليس ببعيد، وهو أمر واضح في المملكة.
«اقتصاد الصعود والهبوط»، هذا ما وصف به دانيال بيمان، الصحافي في مركز «سياسة الشرق الأوسط» لشبكة «فوكس نيوز»، محذّراً أنّ ثروة المملكة لم تتأثّر طوال السنوات الماضية، لكن اعتمادها على تلك النوعية من الاقتصاد تشكّل خطراً.
وقال بيمان إنّ الأزمة تتركّز في أن عدد من الشباب قد يرى أن الإصلاحات لا ترقى إلى توقّعاتهم.
هناك مشاكل أخرى، يعتقد بيمان أنه ينبغي معالجتها لتجنّب الانفجار، تتعلّق بضعف نظام التعليم والقيود المفروضة على النساء واستمرار وجود الفساد على رأس السلطة.
وعادت «فوكس نيوز» للحديث عما أطلقت عليه «التحوّل السريع»، الذي يمكّن أن يوقف أي سيناريو تشاؤمي متوقّع للمملكة.
وقالت كاريت إليوت هاوس، المحرّرة السابقة لـ«وول ستريت جورنال» والحائزة على «بوليتزر» لتغطيتها في الشرق الأوسط، إن تلك التحوّلات ليست سهلة، بحسب تصريحاته للشبكة الأميركية. الأزمة هي أنّ تلك التحوّلات غير مختمرة، ولم تنضح، خصوصاً وأن التحول السريع لمملكة يسعى لكسر قيود وتقاليد دينية محافظة، في مجتمع كان يعتمد الأغلبية فيه على الوظائف الحكومية والهبات الملكية.
وأردفت: بعبارة أخرى، وليّ العهد ليس مجرد تغييرات في الاقتصاد، بل هو يسعى إلى تغيير نفسية السعوديين أنفسهم، والتي سيكون على رأسها التغييرات الاجتماعية، التي تسعى لدفع المجتمع السعودي لتقبّل الطريقة الجديدة في إدارة البلاد.
وأوضحت هاوس أنّها لاحظت بدايات التغيير في السعودية عندما رأت نساء سعوديات يعملن في أحد المطاعم، خلال زيارة لها في كانون الثاني الماضي، وكان العديد من الشباب يعملون في شاحنات الطعام في الفعاليات الترفيهية الجديدة، وهو أمر كان لا يمكن أن رؤيته قبل عامين تقريباً.
واختتمت الشبكة الأميركية تقريرها بالقول: العالم كلّه يراقب كيف ستسير رؤية 2030، خصوصاً وأنّها تضع مستقبل السعودية على المحك، وإذا سقطت المملكة، قد يكون سقوطاً مدويّاً كسقوط عنيف طائرة لا يمكن العثور على حطامها.
من جانبه، قال غسان بادكوك، الخبير الاقتصادي السعودي، في تصريح خاص لـ«سبوتنيك»: حديث «فوكس نيوز» غير دقيق، ولا يعكس حجم الجهود الضخمة في إعداد وإطلاق رؤية 2030، التي لها مقوّمات محدّدة وواضحة لتكفل لها تحقيق أهدافها. اذ تقوم على محاور عديدة على رأسها محور تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، وهناك مؤشرات توضح أنّ السعودية تسير على الطريق الصحيح تجاه تحقيق الرؤية، وتظهر أنّ قيادة السعودية حرصت على أن تخضع تلك الرؤية للمراجعة المستمرة.
وحدّد بادكوك أنّ أبرزها «برنامج التوازن المالي»، الذي تم تعديل تطبيقه من عام 2020 إلى عام 2023. يحرص البرنامج على أنّ الموازنة متعادلة الطرفين من حيث النفقات والإيرادات.
وأردف: أعتقد أنّ «فوكس نيوز» بالغت كثيراً في استقرائها للرؤية، لأن الرؤية تقوم على برامج محدّدة لها تواريخ ومعايير، وهي لا تعرف طبيعة المواطن السعودي ولا القيادة السعودية.
واختتم: «بصفتي مواطناً سعودياً، لا أعتقد أنّ السعودية يمكن أن تحدث بها أي انتكاسات مثل ما حدثت في دول «الربيع العربي»، لأن الظروف مختلفة تماماً بين السعودية وبين تلك الدول.
«وول ستريت جورنال»: جولات بن سلمان
كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أن وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيقوم خلال الفترة المقبلة بتحرّكات جديدة، ضمن جهوده لتحديث المملكة.
وقالت الصحيفة الأميركية، إن وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان سيقوم خلال الفترة المقبلة بجولات إلى عدّة عواصم عالمية، بهدف جلب المزيد من الاستثمارات العالمية، ضمن جهوده لتحديث المملكة.
وأوضحت أنه من المنتظر أنّ يزور ولي العهد السعودي، واشنطن ونيويورك ومشروع وادي السيليكون في آذار المقبل، مشيرةً إلى رغبة شركات أميركية ضخمة مثل «أمازون» و«أبل» في الاستثمار القريب في المملكة.
وذكرت أن البيانات الحكومية تظهر أن 5.46 مليارات دولار من رؤوس الأموال تدفّقت إلى المملكة في كانون الثاني وحده، وهو رقم قياسي، مشيرةً إلى أنّ صناديق الأسهم في المملكة شهدت تدفّقات كبيرة عقب حملة مكافحة الفساد.
وأضافت الصحيفة: «السفير السعودي لدى واشنطن الأمير خالد بن سلمان يتواصل مع شركات أميركية بما فيها شركات نفط، ويلتقي بشكّل منتظم مع الأطراف المعنية».
وقالت: زيارات الأمير محمد تشمل كذلك فرنسا وبريطانيا، وتهدف إلى خلق فرص تجارية في مجالات مهمة، منها التقنيّة والطيران وقطاعات الصناعة والترفيه. كما أنّ السعوديين سيلتقون كذلك مع شركات النفط الأميركية.
وأشارت «وول ستريت» إلى أنّه من المقرّر أن يجتمع الأمير محمد بن سلمان كذلك مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، لمناقشة اكتتاب أرامكو، إلى جانب أمور أخرى، لافتةً إلى أنّ السعوديين ما زالوا يدرسون الخيارات حول المكان الذي سيجرى فيه اكتتاب «أرامكو».
«واشنطن بوست»: علاقات «إسرائيل» مع العرب
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إنّ التقارير التي تتحدث عن علاقات «إسرائيل» مع «جيرانها» العرب، أعداء الأمس، باتت مؤكّدة، وإن قضية فلسطين لم تعد هي الشغل الشاغل لدى الدول العربية.
وبحسب الكاتب إيشان ثارور، فإن ما تم كشفه خلال الأيام القليلة الماضية، عن تنسيق «إسرائيل» مع السلطات المصرية لقصف شبه جزيرة سيناء في إطار الحرب على الجماعات المسلّحة، هو واحد من أسرار الشرق الأوسط.
ويشير جريج جاف، المراسل والكاتب في الصحيفة، إلى أنّ التحالف السريّ بين مصر و«إسرائيل» في مجال مكافحة الإرهاب يبيّن كيف أن صعود تنظيم «داعش» وغيره من الجماعات المسلّحة ساعد في إقامة شراكة هادئة بين «إسرائيل» وخصومها العرب، لكن الأمر لا يتعلّق بتنظيم الدولة وحسب.
صحيفة «تايمز» البريطانية كانت قد نشرت تقريراً أشارت فيه إلى أنّ كبار الجنرالات في مصر كانوا يلتقون نظرائهم «الإسرائيليين» منذ توقيع اتفاقية «كامب ديفيد» قبل 40 سنة.
فلقد ساعدت قوات الأمن المصرية «إسرائيل» على فرض قيود على تدفّق البضائع داخل وخارج قطاع غزّة المتاخم لمصر والتي تسيطر عليها حركة حماس، كما أنّ أجهزة الاستخبارات المصرية و«الإسرائيلية» شاركت منذ وقت طويل في جمع المعلومات عن المسلّحين من كلا جانبَي الحدود.
ووفق الصحيفة، لا «إسرائيل» ولا مصر تعترف بالضربات الجويّة التي شنّها سلاح الجوّ «الإسرائيلي» في سيناء، فلقد سبق لمصر أن منعت الصحفيّين من الدخول إلى شبه جزيرة سيناء، كما أنّ الجيش «الإسرائيلي» يفرض رقابة على الصحفيين المحليين الذين يغطون مسائل الأمن القومي، حتى إن أحد المحلّلين «الإسرائيليين» شبّه تعامل تل أبيب مع موضوع الضربات الجويّة كتعاملها مع برنامجها النووي.
يقول زاك غولد المختصّ في شؤون سيناء: إنّ الضربات «الإسرائيلية» داخل مصر ليست جديدة، فـ«إسرائيل» ترى في مصر واستقرارها أولوية استراتيجية، ولكنهم لا يريدون الكشف عن ذلك لأنهم يعتقدون أن ذلك قد يهدّد الاستقرار.
العنف في سيناء، بحسب الصحيفة، والذي ظهر بسبب سوء الإدارة من طرف الحكومات المصرية، لا يبدو أنه تراجع رغم كل الحملات الأمنية التي جرت هناك، فبعد أنّ جرى تفجير طائرة الركّاب الروسية التي قتل فيها 300 شخص، شنّت الطائرات «الإسرائيلية» سلسلة غارات لمواكبة الحملات الأمنية التي نفذتها حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ويقول مسؤول أميركي سابق، على إطلاع بالحملة «الإسرائيلية» في سيناء، إنّ هذه الحملة دليل على مدى التعاون الأمني بين البلدين، لكنه أيضاً يوضّح سوء تعامل المصريين مع التهديد الإرهابي، حيث اشتكى «الإسرائيليون» والأميركيون من أنّ المصريين لا يأخذون النصائح والتوصيات التي تقدَّم لهم.
ليست مصر وحدها من يبحث عن التقارب مع «إسرائيل» بسبب المخاوف الأمنية ووجود قضية مشتركة بينهما، وإنّما أيضاً السعودية التي بدأت تعمّق علاقتها معها في ظلّ وجود عدو مشترك وهو إيران، ولكن هذا التعاون المتنامي ما زال سريّاً لأن فتح باب التعاون من قِبل أي بلد يمكن أن يمثّل مشكلة سياسية.
يقول مسؤول سعودي كبير في حديث لـ«وول ستريت جورنال»، إن فلسطين ليست قضية سهلة، السعودية بمحل القائد في العالم الإسلامي ومن ثم فإن علاقاتها مع «إسرائيل» لن تكون سهلة أيضاً، إذا احتجتَ شيئاً من «إسرائيل» فيمكن أن تقوم به دون الحاجة إلى وجود علاقات مباشرة معها.
من الواضح، كما تقول الصحيفة، أن قضية فلسطين لم تعد مركزية كما كانت في الماضي، فلقد سبق أن نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» سلسلة تقارير عن اتصالات سريّة بين مسؤولي الاستخبارات العسكرية المصرية ومذيعين مصريين بارزين في أعقاب صدور قرار الرئيس دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لـ«إسرائيل».
وأشارت تلك المحادثات الهاتفية إلى أنّ الحكومة المصرية ستحذّر من عواقب هذه الخطوة علناً، ولكن الضابط كان يحثّ الإعلاميين على عدم إثارة غضب الجماهير حيال القرار، والتذكير بأهمية أنّ يكون الخطاب عقلانياً وأن يقنعوا الشعب المصري بأن على الفلسطينيين أن يتركوا مطالبتهم بالقدس عاصمة لهم، وأن رام الله لا تفرق عنها.
العميد في جيش الاحتلال أودي ديكيل قال: إن النزاع «الإسرائيلي» ـ الفلسطيني لم يعد مهماً بالنسبة للدول العربية كما كان من قبل، ولكنهم ما زالوا يخشون من إقامة علاقات رسمية مع «إسرائيل». الوضع حالياً استراتيجي بالنسبة إلى «إسرائيل»، وهو الأفضل منذ إقامة دولتها.
«نيويورك تايمز»: «داعش» لم يُهزم
سلّطت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الضوء على تقارير استخبارية أميركية وغربية تتحدث عن فرار آلاف مقاتلي تنظيم الدولة من سورية، وهم بانتظار ما قالت إنه جولة قتال جديدة.
وأكّدت الصحيفة أنّ كثيرين من مقاتلي التنظيم فرّوا من سورية باتجاه جبهات أخرى، على حدّ وصف تلك التقارير، وأن بعضهم استقر قرب دمشق، بعد أن تسلّلوا من مواقع القتال، ما يعني أنّ الحديث عن هزيمة التنظيم ما زال أمراً مبكّراً.
وبحسب تلك التقارير، فإن المقاتلين فرّوا من مواقع القتال إلى الجنوب والغرب من خلال خطوط جيش النظام، إذ تمكّنوا من التسلّل، مشيرةً إلى أنّ الكثير منهم بانتظار الأوامر التي يمكن أن تأتيهم من قادتهم عبر رسائل مشفّرة.
وتؤكّد التقارير الاستخباريّة أن مقاتلي التنظيم دفعوا آلاف الدولارات للمهرّبين من أجل إجلائهم خارج الحدود إلى تركيا، ومن هناك انطلق الكثير منهم في رحلة العودة إلى أوطانهم، خصوصاً إلى أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ التقييمات الاستخباريّة جاءت على الرغم من حديث وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، عن أن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تعمل من أجل تطويق مقاتلي التنظيم وإبادته.
وفي هذا الإطار قال وزير الأمن الداخلي الأميركي، كريستين نيلسن، في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي: إن الجهاديين يسيرون تحت الأرض بحثاً عن ملاذات آمنة، والكثيرين منهم عادوا إلى بلدانهم الأصلية.
ولفتت الصحيفة إلى حديث الجنرال بول جي سيلفا، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، الذي قال للصحفيين، الأسبوع الماضي إنّ قيادة تنظيم الدولة ما زالت موجودة وتعمل، خاصة عبر مواقع التواصل من خلال شبكة سريّة من المقاتلين.
وأشار سيلفا إلى أنه على الرغم من استمرار عمل التنظيم فإنه لم يعدّ قوياً كما كان سابقاً، خصوصاً بعد هزيمته في الموصل شمال بغداد، على يد الجيش التركي المدعوم من التحالف الدولي.
وفي وقت أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تحرير الأراضي كافّة التي كان يسيطر عليها «داعش» في العراق وسورية، فإن مسؤولي الجيش والاستخبارات يرون أن التنظيم ما زال «مُلهماً»، ويمكن أنّ يوجّه أتباعه للقيام بهجمات مسلّحة.
ويقول محلّلون إن التنظيم بعد أن فقد الأراضي التي كان يسيطر عليها سيلجأ إلى حرب العصابات من أجل ترهيب المدنيّين، مشيرين إلى أنه سيتحوّل إلى منظّمة سرّية تعمل بشكل أكبر على تكتيكات غير متماثلة، مثل التفجيرات الانتحارية، كما حصل في بغداد خلال الفترة الماضية.
ولا يُعرف على وجه الدقّة عدد المقاتلين الذين فرّوا من مواقع القتال في سورية أو العراق، والذين يُعتقد أن بعضهم اتّجه إلى الصحراء بين البلدين، لكن الاستخبارات الأميركية والغربية تشير إلى أن أعداد الذين فرّوا يمكن أن تصل إلى آلاف المقاتلين.
وبحسب التقارير والتقييمات الاستخباريّة التي أوردتها الصحيفة، فإن عدد من توافد إلى العراق وسورية من أجل القتال في صفوف التنظيم يصل إلى 40 ألف مقاتل، قدّموا من 120 بلداً حول العالم.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ الكثيرين منهم قُتلوا خلال المعارك التي خاضها التنظيم، لكن الآلاف منهم أيضاً فرّوا إلى مواقع جديدة استوطنوا بها مثل ليبيا والفلبين.
أما بالنسبة إلى المقاتلين الذين عادوا إلى أوروبا وشمال أفريقيا، فإن أعدادهم أصغر بكثير مما كان متوقّعاً، كما أن هناك أعداداً أخرى تم إلقاء القبض عليها من قبل القوات الكردية شمالي سورية المدعومة عسكرياً من الولايات المتحدة الأميركية.
«جيوبوليتيكا»: تركيا على عتبة قرار عظيم
أعادت صحيفة «جيوبوليتيكا» الروسية نشر مقابلة أجراها موقع «ريتما أوراسيا» مع الباحث السياسي والأستاذ في العلوم التاريخية في «جامعة اسطنبول»، محمد بيرينجيك، التي قال فيها في الإجابة عن سؤال: هل يشارككم الزعيم رجب أردوغان على قولكم السلبي في الأطلسي، ليس هناك أي مستقبل لتركيا في أوروبا؟
عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي جزء من خطّة الولايات المتحدة عملياً. فواشنطن، تسعى من خلال هذه العملية إلى هدفين. أولهما، الحيلولة دون تعزيز الحلف الألماني الفرنسي، في مواجهة الولايات المتحدة. في هذه الحالة، وجود بنية سياسية غير مستقرّة في الاتحاد الأوروبي تستجيب لمصالح واشنطن، ما يلغي إمكانية المنافسة الأوروبية في أميركا الشمالي. لذلك تحاول واشنطن ضمّ دول مثل تركيا إلى الاتحاد. وأما ثانياً، فلدى الولايات المتحدة إمكانية للتحكّم بتركيا طالما هي تقف على عتبة الاتحاد الأوروبي، بمحاصرة تعاونها مع بلدان الشرق الأوراسي. فكلّ يوم يطلبون، في بروكسل، من تركيا أشياء تتناقض مع مصالحها القوميّة.
وتكاد لا توجد نظرة استراتيجية عند أردوغان وفريقه. فسياسته تنطلق من حاجات أكثر براغماتية. ومن جهة أخرى، يتعذر على تركيا الحفاظ على وحدة أراضيها ضمن منظومة المصالح الأطلسية.
الشريك الاقتصادي الأول لتركيا، الصين، وروسيا تأتي ثانياً، ثم ألمانيا. ولا يأتي ذكر الولايات المتحدة. وفي مجال الطاقة، تركيا مرتبطة بأوراسيا وليس بالأطلسي.
تركيا، في قائمة المرشّحين إلى الانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. فهل الوضع السياسي في أنقرة يهيئ لذلك؟
التاريخ، يشهد على أن التعاون بين روسيا وتركيا دائماً كان في مصلحة البلدين، بينما المواجهة أضعفتنا معاً، لمصلحة الغرب. وفي الوقت نفسه، فإن الصداقة والتعاون الوثيق بين بلدينا طالما أرعبا الغرب.
الأطلسيون، يسمّون تركيا دولة مفتاحية في الشرق الأوسط، وهذا صحيح. ولكن ينبغي عدم نسيان أن المفتاح يمكن أن يفتح الباب كما يمكن أن يغلقه. ولذلك، فهم أشدّ ما يخشون التعاون بين بلدينا. فإذا ما انتقلت تركيا إلى جهة أوراسيا، فعندئذ ستغلق أبواب الشرق الأوسط إلى القوقاز ومن هناك إلى البحر الأسود وإلى آسيا الوسطى، ستغلق أمامهم إلى الأبد.
تركيا تقف على عتبة قرار عظيم. ولذلك، فعلى روسيا مساعدتها، من أجل أن تنضمّ بحزم إلى الاتحاد الأوراسي.
«غارديان»: إعادة انتخاب بوتين أمر حتميّ
نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً لشون وولكر بعنوان «إعادة انتخاب بوتين أمر حتمي، لكن ماذا بعد؟».
قال كاتب المقال إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بويتن سيترك فراغاً كبيراً في السياسة الروسية في حال ترك منصبه في يوم من الأيام.
وأضاف أنّه يتوقّع أن تكون روسيا قبل ستة أسابيع من الانتخابات في أقصى حماسها الانتخابي، إلّا أنّ نجاح بوتين المتوقّع في 18 آذار المقبل دفع بالعديد من النخبة الروسية إلى التفكير في الانتخابات المستقبلية المقرّرة في عام 2024، وما الذي سيحصل فيها.
وأردف أن من أكثر ما يقلق الكرملين في هذه الانتخابات التي ستجرى الشهر المقبل هو توجّه عدد كافٍّ من الروس إلى المشاركة بالرغم من دعوة المعارضة في المقاطعة.
وأشار إلى أنّ المشاكل في الانتخابات الروسية التي ستجري في عام 2014 أكثر جديّة.
وتابع بالقول إنّه على مدى السنوات الماضية، تنامت سيطرة بوتين على المشهد السياسي في البلاد، مضيفاً أنّه كان هناك معارك ضارية تجري خلف الكواليس، إلّا أنه لا يمكن تخيّل الكرملين من دون بوتين.
ونقل الكاتب عن فياتشيسلاف فوفودين رئيس مجلس النواب الروسي «الدوما» قوله في عام 2014: «إن كان بوتين موجوداً، فإن روسيا موجودة، وإن لم يكن هناك بوتين فإن روسيا لن تكون موجودة».
وأردف صاحب المقال أن بوتين سيبلغ من العمر 72 عاماً في عام 2024، مضيفاً أنه بدأت تظهر عليه بعض علامات المرض الخفيفة، إلّا أنه وبسهولة يمكنه التمتّع بعقد كامل من الصحة البدنية والعقلية الجيدة.
ونقل كاتب المقال عن مصدر في الكرملين قوله إنّ بوتين لم يحسم أمره بخصوص ما الذي سيفعله في 2024، مضيفاً أنه يحاول دائماً تأجيل أي قرار يمكن أن يُتخذ فيما بعد.
وأضاف المصدر أنّ بوتين قد يقترح أن يتولّى منصب الرئاسة في 2024 شخصية مقربة من دائرته المغلقة على أن يكون له دور آخر كالناطق باسم الدوما، وهو الأمر الذي يجعله مسيطراً على جميع الأمور.
وختم بالقول: مناصرو بوتين ليسوا قلقين من الانتخابات الرئاسية في عام 2018 بل من تلك التي ستجرى في عام 2024.