واشنطن بوست: الأردن لا يزال منصةً للعمليات الأميركية في المنطقة
أكد الكاتب السياسي الأميركي الشهير ديفيد أغنيتس، في مقالٍ له نشرته صحيفة «واشنطن بوست» أن دائرة المخابرات العامة الأردنية كانت لعقود هي بمثابة «النقطة غير القابلة للنقاش» في التحالف بين الولايات المتحدة والأردن، بل إنّها تجسّد دور الأردن كصديق عربي لواشنطن.
وقال الكاتب، في مقاله الذي يشكّل تأكيداً على مكانة الأردن ودوره، أن أجيالاً من ضباط جهاز المخابرات الأميركية CIA أمضوا سنوات في التنسيق مع المخابرات الأردنية لإدارة التنسيق ضد عدد من الجماعات الإرهابية.
ونقل عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن المخابرات الأردنية ما زالت تشكل شريكاً قوياً لمكافحة الإرهاب، كما لا يزال الأردن منصةً رئيسية ومهمة للعمليات الأميركية في المنطقة، مستدركاً الكاتب عن ملاحظته خلال زيارته للمملكة مؤخراً – وجود بعض ملامح التوتر الجديد في العلاقات الثنائية بين البلدين في الوقت ذاته.
ويشرح أغنيتس أن الأردن، شأنه شأن حلفاء أخرين قوي في قدراته العسكرية والاستخباراتية، إلا أنه يواجه مشكلة تسليحية، فعلى الرغم من أن القوات المسلحة والمخابرات الأردنية تحافظ على استقرارها، لكنها لا تموّل المديونية الكبيرة للأردن.
وفي هذا الصدد، ينقل الكاتب عن مسؤولين كبار في جهاز المخابرات الأردنية التقاهم أن أحد أهم وأول الموضوعات التي ذكروها هي الحاجة الملحة للمملكة لاتفاق مساعدات مالية مع صندوق النقد الدولي.
ورأى أن الأردن يسير منذ تأسيسه في العام 1921 على «حبل مشدود»، لكنه هذه الأيام محاط بأزمات بشكل واضح، فالمدارس والخدمات التي تقدّمها الدولة مقيدة ومتأثرة باستضافة نحو 1.3 مليون لاجئ سوري.
ونقل الكاتب، في هذا الصدد، عن مسؤول أردني رفيع المستوى وصفه بأن «الوضع غير مسبوق، فالأحداث في تسارع، والتحالفات تتغيّر، ويبقى الغموض سيد الموقف».
وبينما تستمر وكالة السي أي إيه بتعاونها الاستخباري المكثف، كشف مسؤولون في جهاز المخابرات الأردنية عن إحباطهم 45 مخططاً إرهابياً خارج حدود المملكة خلال العام الماضي، غالبيتها بالشراكة مع المخابرات الأميركية.
ويستعرض أغنيتس في مقاله التحديات التي تواجه الأردن سياسياً وأمنياً واقتصادياً وعلى مستوى الإقليم، مؤكداً أن ما يُقيد عمان سياسياً هو ما أسماه بـ «دبلوماسية ترامب التخريبية»، في إشارة إلى قرار الرئيس الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني، والتي ستتسبّب بتحديات ومشاكل سياسية داخلية بالنسبة للمملكة.