في الذكرى الـ 70 لتأسيس الجيش الشعبي.. كيم أون: أصبحنا قوة عسكرية من المستوى العالمي
أقيم في العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ، بحضور رئيس البلاد كيم جونغ أون، عرض عسكري بمناسبة الذكرى الـ 70 لتأسيس الجيش الشعبي لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
وأعلن كيم جونغ أون، الذي حضر العرض العسكري برفقة زوجته لي سول جو: «أصبحنا قادرين على أن نعرض للعالم تصنيفنا كقوة عسكرية من المستوى العالمي».
وأقيم هذا العرض العسكري قبل نحو 24 ساعة من انطلاق الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية.
ومن المقرّر أن تتوجّه إلى الأولمبياد شقيقة الرئيس الكوري الشمالي، كيم يو جونغ، ضمن الوفد الرسمي لبلادها، الذي من المتوقع أن يستقبله رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن.
ولفتت وسائل إعلام، وخاصة الكورية الجنوبية منها، إلى أن «العرض العسكري كان أكثر تواضعاً بالمقارنة مع العروض العسكرية السابقة». وحسب معطيات الإعلام الكوري الجنوبي، «شارك فيه 13 ألف عسكري، واستمرّ العرض نحو ساعة ونصف الساعة، فيما استمر العرض العسكري الأخير في 15 نيسان الماضي 3 ساعات وكان أكبر حجماً».
ولم يعرض التلفزيون الرسمي في كوريا الشمالية بثاً مباشراً للعرض. ولم تعرض خلاله أيّ أنظمة صاروخية، وشاركت فيه دبابات وأنظمة مدفعية ومدرعات فقط، حسبما بينته مقاطع فيديو للعرض.
ومن المنتظر أن تزور لأول مرة النائبة الأولى لرئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية كيم يو-جونغ، الشقيقة الصغرى لكيم جونغ – أون كوريا الجنوبية ضمن الوفد الأولمبي الكوري الشمالي الرفيع المستوى إلى أولمبياد بيونغ تشانغ.
ويرى مراقبون أنه من المتوقع «أن تنقل يو – جونغ رسالة كيم جونغ – أون إلى الجنوب بصفتها وكيلة له بحكم الأمر الواقع»، وستلعب دور الوسيط لـ «نقل المخاوف من المجتمع الدولي عبر مسرح أولمبياد بيونغ تشانغ الشتوي إلى القيادة العليا في الشمال».
في سياق متصل، نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن مسؤول رفيع قوله، «إنّ بلاده لا تنوي عقد أي لقاء مع الأميركيين خلال الألعاب الأولمبية الشتوية التي تنطلق اليوم في كوريا الجنوبية».
وقال المدير العام لإدارة شؤون أميركا الشمالية بوزارة خارجية كوريا الشمالية، تشو يونغ سام، وفق وكالة أنباء بلاده، «إنّ بيونغ يانغ لم تتوسل قط لعقد حوار مع الولايات المتحدة وستظل على موقفها».
من جهة أخرى، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، «إن الولايات المتحدة تستخدم آلية العقوبات من دون تمييز وحساب عواقبها المدمّرة».
وأوضح الدبلوماسي الروسي في تعليقه على تصريحات لنائب الرئيس الأميركي مايكل بينس: «كنا قد حذرنا الولايات المتحدة أكثر من مرة من اتخاذ خطوات متهوّرة. وأشرنا إلى ضرورة ممارسة الحذر الشديد والقدرة على التحمّل وضبط النفس». وتابع بالقول «يتعلق ذلك على حد سواء بخطط إجراء التجارب العسكرية وغيرها من التحضيرات العسكرية والضغط باستخدام العقوبات الذي يستخدمه الساسة الأميركيون كسلاح دون تمييز للعواقب المدمرة».
وكان بينس قد أفاد أول أمس، بأنّ «واشنطن ستعلن في القريب العاجل أقسى سلسلة من العقوبات الاقتصادية» ضدّ كوريا الشمالية، وأنّ الولايات المتحدة ستواصل عزل بيونغ يانغ حتى تتخلى عن إنتاج الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية مرة واحدة وإلى الأبد.
في سياق آخر، أكدت صور التقطت من الأقمار الاصطناعية «أنّ كوريا الشمالية تبني قاعدتين عسكريتين جديدتين وتحدّث موقعين آخرين ما سيتيح لقواتها عبور حدود جارتها الجنوبية في غضون 30 دقيقة فقط».
وتظهر الصور التي نشرها «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» الذي يتخذ من واشنطن مقراً له في تقرير «أنّ القاعدتين الجديدتين ستنتشر فيهما الحوامات والآليات الهجومية، وبدأت أعمال بنائهما قبيل الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستنطلق اليوم في مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية».
وأكد الخبير ومعد التقرير جوزيف بيرموديز أن» القاعدة «يونبونغ – ني» ستكون «أقرب من أيّ موقع عسكري كوري شمالي آخر إلى خط التماس بين الجارتين، ومن المتوقع أن تختتم أعمال البناء في العام المقبل».
وانطلاقاً من هذه القاعدة، ستتمكن قوات كوريا الشمالية، حسب التقرير، من «الإنزال في جزيرة دايتشونغ – دو التابعة لجارتها الجنوبية في غضون 30 دقيقة منذ انطلاقها من مكانها».
في الوقت ذاته، أشار الخبير إلى أنّ «القيادة العسكرية في كوريا الشمالية لم تحشد بعد الحوامات عند ساحلها الغربي على حساب القوات المنتشرة وسط البلاد».
فيما ذكرت وكالة أنباء «Kyodo» أنه «تمّ رصد حشود كبيرة من الآليات العسكرية أمس، وسط العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ، حيث تنظم في العادة الاستعراضات العسكرية».
واستندت وكالة الأنباء اليابانية إلى ما أفاد به مواطن أجنبي مقيم في بيونغ يانغ حالياً، كان نشر في صفحته على تويتر، صوراً فوتوغرافية للآليات العسكرية.
على صعيد آخر، قدّمت وزارة الخارجية الروسية توضيحات بشأن مسألة ترحيل روسيا للعمال الكوريين الشماليين إلى وطنهم.
وأكدت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي لها، أمس، أنّ «روسيا تتصرف وفقاً لبنود قرار مجلس الأمن الدولي. ونحن ننطلق من أنّ مواطني كوريا الشمالية الموجودين على أراضي روسيا بصورة شرعية سيواصلون عملهم في بلادنا حتى انتهاء الموعد الذي حدّده مجلس الأمن الدولي».
وكانت نائبة مدير دائرة شؤون الهجرة بوزارة الداخلية الروسية، فالنتينا كازاكوفا، قد ذكرت أنه «تم تقليص مدة إقامة مواطني كوريا الشمالية في روسيا لسنة واحدة، وفقاً للعقوبات الدولية، ولا يدور الحديث عن ترحيلهم بشكل جماعي».
وتجدر الإشارة إلى أنه وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2379 الذي تمّ تبنيه في كانون الأول الماضي، يجب ترحيل كافة العمال الكوريين الشماليين إلى الوطن قبل نهاية عام 2019.