أمير تاج السرّ… وسرّ الجوائز!

ماجد التميمي

تعرّفي إلى الطبيب والروائي السوداني أمير تاج السرّ كصحافيّ، يسبق تعرّفي إليه كروائيّ. منذ سنين وأنا اتابعه في جريدة «القدس العربي» كلّ يوم أحد، وهو يتناول القضايا الثقافية والروائية في أكثر الأحيان.. كما أتابع مقالات زميله الروائيّ الياس خوري في الجريدة نفسها يوم الإثنين أسبوعياً. كنت أعرف أنّه كاتب مداهن من خلال مقالاته التي تمدح السلطة العربية الفاسدة في الخليج وغيرها وجوائزها. لا أحبّ الحكم مسبقاً على أيّ أمر، ولكن النصّ يفرض على القارئ ما يفرضه من أحكام قد تكون قاسية… بالمقابل، الياس خوري لا يداهن السلطة والإنسان العربي، بل يعرّيه ويضعه أمام المرآة ليكشف عاره وعهره وعورته… إنّه لبناني حصل على الجنسية الفلسطينة بسبب مواقفه النبيلة حيال القضية الفلسطينية… كيف لا؟ وهو كاتب رواية «باب الشمس»، ورواية «أولاد الغيتو»… أما أمير تاج السرّ، فحاصل على الجنسية القطرية وجائزة «كاتارا»، ولربما «بوكر العربية» مستقبلاً… والأيام بيننا.

يحدث كثيراً لنا عندما يأتي ضيف ليس في أولوياتنا، نقول: «أنا لست في البيت نلتقي في وقت لاحق…»، هذا ما أقوله أنا كقارئ أهوازيّ لأمير تاج السرّ و«عطره الفرنسيّ»، لا لعدم أهميته ككاتب، ولا أحد يمكنه الجدل في ذلك. إنه كاتب منتشر وله متابعوه… بل لأسباب أقولها بعد نقل محاولتي لقراءته أخيراً… أجبرت نفسي قبل بضعة أيام أن أقرأ روايته المرشّحة لجائزة «بوكر» بنسختها العربيه لعام 2018 والتي دخلت القائمة الطويلة في الجائزة، تحت عنوان «زهور تأكلها النار». لا أعرف السبب لعدم تمكّني من الاستمرار في قراءتها وتوقّفي في الصفحة 15 أو 17. لا أتذكّر وهذا يحدث للقارئ لأسباب نعرفها جميعاً… أغلقت جهازي لا تصل إلى القارئ الأهوازيّ الكتب العربية الورقية بسهولة! وتابعت رواية «يا مريم» للكاتب سنان أنطوان وما زلت…

يقف أمام القارئ والمترجم طابور طويل، لا بل حشد كبير من الروائيين العرب، يتظاهر بالمعنى الحَرفي ويُصَعّب الاختيار والأولوية… يمتدّ من نجيب محفوظ وصنع الله ابراهيم ومؤنس الرزاز، إلى عبد الرحمن منيف والطيّب صالح، إلى الياس خوري، والحبل على الجرّار كما تقول جدّتي دائماً! اليوم، القارئ الجيد هو مَن يختار النصّ الأفضل والأهمّ بعد أن أصبحت القراءة غاية تدرك بسهولة للجميع… فما بالك إن كنتَ قارئاً ومترجماً؟

لا أستمر بهذه الفقرة لأنها تكرار، والأمر واضح لمن أراد الوضوح… إلخ.

لا أحبّ «الكـركـه» الثرثرة كما نقول في الأهواز حول مسألة الجوائز. نعرف جميعاً أنّ هناك كُتّاباً رفضوا استلام الجوائز منها «نوبل للآداب»، أو استلموها بتململ وانتقاد شديدين ومنهم: سارتر، جورج برنارد شاو، بوريس باستيرناك… حتى المغنّي باب ديلن تململ عندما أُعلن عن اسمه لجائزة «نوبل» بسبب أغنياته قبل ثلاث سنوات.

أما تاج السرّ، فيمدح كثيراً الجوائز، وقرّر أن يذهب برأس الرواية على الرمح إلى الخليج ليحصل على الجائزة. وإليكم ما قاله في المقال الأخير الذي نشره في جريدة «القدس العربي»: «منذ ثلاث سنوات ظهرت جائزة كاتارا الضخمة، وسمّيتها جائزة المستقبل آنذاك لأنها اعتمدت نهجاً خالصاً وخاصّاً بها، وهو عدم اللجوء إلى إعلان قوائم طويلة وقصيرة، وعدم الاكتفاء بفائز واحد، إنما خمسة فائزين في فرعين خاصّين بالأعمال المنشورة وغير المنشورة…

لنحافظ على الجوائز الأدبية، لنحافظ عليها حقيقة، فهي مكسب كبير، مهما كانت سلبياتها».

الصراع بين قطر وجائزتها «كاتارا»، والإمارات العربية المتحدة وجائزتها «بوكر»… من يأتي برأس الرواية؟.. أمير تاج السرّ؟

إعلاميّ وكاتب من الأهواز

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى