لحظة حلم
لحظة حلم
خرجت أنشد ضالتي ليلاً، وقفت تحت نافذتك العالية لا سبيل إليك فطريقك وعرة، مع خيوط الفجر الأولى لمحني الصباح من بعيد رأف لحالتي، فالشوق جليّاً رسم على وجهي ملامحه أتاني مسرعاً سألته العون وطالبته بالكتمان، رفعني إليك وودعني بابتسامة نبهني بها بأن أكون عاقلة خوفاً من التورّط معي، هززت برأسي له مطمأنة إياه الآن أنا أمامك مغمض عينيك، غالبك النوم، فقد تملك جبروتك، وجعلك طفل بريء استطاع أن يخمد بركانك فجعلك هادئ كهدوء البحر في نهار صيفي صدرك ينبض بلطف شهيق وزفير ناعمين كنعومة الحرير يدي بدأت تتمرّد وتقترب من وجه، لطالما حلمت بلمسه أحذرها فأنا وعدت الصباح تستجيب وتبتعد خيوط الشمس بدأت تطرق أبواب النافذة تعطيني انذاراً بأن زيارتي انتهت، في حقيبتي زجاجة عطر رششت منها على وسادتك لا أبتغي من ذلك سوى التأكيد تحملني خيوط الشمس إلى غرفتي وأنتظر بشوق سماع صوته لأخبره بفعلتي أظنه سيضحك ساخراً ولكن سأبرهن له قولي وأدعوه ليشتمّ وسادته دليلاً ليعلم حينها أني حينما أنوي رؤيته فلي في طريقه سبيلاً.
مها الشعار