روحاني: شعبنا عظيم ومقاوم وأنقذنا شعوب المنطقة من الإرهاب

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني في الذكرى الـ39 لانتصار الثورة أنّ «الثورة الإسلامية انتصرت بفضل وحدة الشعب»، مشدداً على «الحاجة اليوم إلى الأصوليين والإصلاحيين والمعتدلين كلهم والقوميات والمذاهب كافة».

وشدّد روحاني في كلمة له بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصار الثورة الإسلامية أمس، في ساحة «آزادي» بالعاصمة الإيرانية طهران «كي نحافظ على الثورة والنظام والبلد، ليس هناك من طريق سوى المشاركة الفعالة للناس في صنع القرار، وذلك من خلال الانتخابات».

وطالب كل المؤسسات وصنّاع القرار بـ«تسهيل طريق المشاركة في الانتخابات»، لافتاً «إذا كانت هناك مشكلة قانونية فلنصحّح القانون»، مضيفاً «كلنا شعب واحد وشعارنا واحد ونسعى لتفوق الثقافة والهوية الإيرانية الإسلامية في نفوس شبابنا».

ونوّه رحاني إلى «تحقيق نجاحات كبيرة ضد الإرهابيين وداعش في المنطقة»، مشيراً إلى أنّ «المتآمرين كانوا يريدون تقسيم بعض البلدان». وقال: «ساعدنا الشعبين السوري والعراقي، وتمّ إنقاذ شعوب المنطقة من الإرهاب، في حين هم كانوا يريدون تقسيم العراق والقضاء على وحدته».

الرئيس الإيراني أشار إلى أنّ «الأميركيين أرادوا التآمر على فلسطين والقدس إلاّ أنّ العالم وقف ضد ذلك»، كما لفت إلى أنّ «واشنطن كانت تريد أن تتدخل في أمورنا الداخلية لكن أبناء شعبنا رفضوا ذلك بوحدتهم».

ورأى أنّ «أميركا عجزت حتى اليوم عن إفشال الاتفاق النووي»، مشدداً «نحن ملتزمون به ما دام التزام الطرف الآخر».

وحول قدرات إيران بالاكتفاء الذاتي، أكد روحاني «أننا نتجه نحو الاكتفاء الذاتي في الكثير من المحاصيل والمنتجات وحققنا أكثر من 200 ألف فرصة عمل العام الماضي».

ولفت روحاني إلى أنّ إنتاج إيران في حقل «بارس» الجنوبي وصل إلى الضعف خلال 4 سنوات، وقال «تقدمنا اليوم على قطر». كما أشار إلى أنّ «إيران أصبحت تصنّع الصواريخ والرادارات والمضادات الجوية بنفسها وتسير في «الطريق الصحيح».

وفي هذا السياق، قال: «إنّ شعبنا هو شعب عظيم ومقاوم وإن كل القوات المسلحة تدافع عن إيران بقوة».

كما تحدث عن «النقلات النوعية في عالم الفضاء الافتراضي والإنترنت»، مشيراً إلى أنّ «إيران هي من أكثر الدول تطوراً في المنطقة بهذا المجال».

رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني وعلى هامش مشاركته في مسيرات في مدينة شيراز خاطب الرئيس الأميركي دونالد ترامب فقال «لسنا متخلفين عقلياً مثلك».

وأضاف لاريجاني «ربما نعاني من بعض النواقص في المجال الاقتصادي، لكن شعبنا يتمتع بذكاء جيد»، مشيراً إلى أنّ «الولايات المتحدة بصدد بثّ الخلاف داخل إيران، وفي وثيقتها الاستراتيجية ورد أن التحدي الأكبر لها في المنطقة هي إيران».

وتابع «أعداؤنا أدركوا أن الشعب الإيراني خصم صعب، ولذلك هم لا يتجرأون على مهاجمتنا، وتهديداتهم ليست سوى كلام وادعاء».

بدوره، قال أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال مشاركته في المسيرات، «إنّ إسرائيل فهمت أن مرحلة اضرب واهرب انتهت»، مشيراً إلى أنّ «تصدّي الجيش السوري للعدوان الإسرائيلي سيغيّر قواعد الاشتباك».

وأوضح شمخاني أنّ «إيران لا تقوم في سورية بعمليات عسكرية إنما تقدم الاستشارات».

وفي ما يخص الاتفاق النووي مع دول الغرب لفت شمخاني إلى أنّ «إيران لن تقبل على الإطلاق بإحداث أي تغيير على الاتفاق بعد أن أكدت وكالة الطاقة الذرية لتسع مرات التزام إيران به»، مشدداً على أنه «ليس أمام أميركا وباقي البلدان أي طريق سوى الالتزام بالاتفاق الذي قبلوا به سابقاً، وأنّ طهران لن تقبل بإضافة سطر واحد على الاتفاق أو إزالة سطر منه».

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف أنّ «الثورة الإسلامية وعبر وجود الشعب في هذه المنطقة غير الآمنة، استطاعت تحقيق أفضل مستوى أمن للشعب».

كما أكّد ظريف خلال انضمامه إلى المسيرة في طهران «أنّ وجود الشّعب في مواجهة جميع العداوات والضغوط هو أكبر ضامن لعزة إيران»، مشيراً إلى أنّ «الشعب الإيراني أثبت باستمرار دعمه للثورة الإسلامية بما يُعدّ أكبر ثروة لإيران».

كما تناول ظريف إسقاط الجيش السوري لطائرة F16 «الإسرائيلية» في كلمته، فقال «إنّ إسرائيل تعوّدت الاستمرار باعتداءاتها دون أن يتم الرد عليها»، مشدداً «لقد انتهى هذا الأمر البارحة عبر إسقاط المقاتلة الإسرائيلية».

بدوره، قال الجنرال قاسم سليماني في كلمة له، على هامش مسيرات في مدينة كرمان «إنّ التطور الحاصل في إيران هو نتيجة شعار لا شرقية لا غربية»، مضيفاً أنه «على الذين يريدون التواصل مع أميركا أن يعتبروا من الأوضاع المزرية التي تعيشها الدول الحليفة لها، رغم أنها لا تعاني من فرض أي عقوبات».

ورأى سليماني «أنّ الأحداث البسيطة التي جرت في إيران أخيراً، ورغم أنها لم تكن شيئاً بالنسبة للشعب الإيراني، لكنها أقلقت شعوب محور المقاومة التي تعوّل على إيران».

العميد فرزاد إسماعيلي قائد مقر خاتم الأنبياء للدفاع الجوي في إيران رأى أنّ «ادعاء إسرائيل حول استهداف طائرة بدون طيار إيرانية خاطئ»، مشيراً إلى أنّ «كل دولة مستقلة يُعتدى عليها تفعل كما فعلته بطائرة أف 16».

وكان المرشد الإيراني السيد علي خامنئي قد قال «إنّ مسيرات ذكرى انتصار الثورة الإسلامية ستكون لافتة».

ولمناسبة ذكرى الثورة عقد المركز الإسلامي في لندن مؤتمراً بعنوان «فلسطين التاريخ والعقيدة والقانون الدولي». وأكد المشاركون خلاله «أنّ القانون الدولي لا يعترف بقرار ترامب بشأن القدس لأنه اعتداء على سيادة الشعب الفلسطيني».

ورأوا أنّ «الإدارة الأميركية غير صالحة كوسيط للتسوية. كما أثنوا على تبني إيران القضية الفلسطينية ومساعدتها الشعب على مواجهة الاحتلال».

وبالتّزامن مع مسيرة إحياء الذكرى استعرضت القوة الجو فضائية التابعة لحرس الثّورة الإسلامية صاروخين بالستيين بعيدي المدى من طراز «قدر أف» بمدى ألفَي 2000 كيلومتر وسط العاصمة طهران أمام المشاركين في المسيرة.

وقد تمّ استعراض هذا الصاروخ عند تقاطع طرق «آزادي» و «شمران»، ومميزاته أنه «صاروخ بالستي أرض – أرض، يعمل بالوقود السّائل، ويبلغ طّوله 15.86 متر، وقطره 125 سنتيمتر، ووزنه المسلّح 17460 كيلوغرام، فيما وزن الرأس الحربي 650 كيلوغراماً، وينفصل مرة واحدة مع إمكانية فصل الرأس الحربي».

يذكر أنّ الثورة الإسلامية في إيران بدأت بقيادة الإمام الراحل الخميني التي أطاحت بنظام آخر شاه في إيران عام 1979، شاركت في أحداثها معظم تيارات وشرائح المجتمع، ونقلت البلاد لأول مرة في تاريخها إلى النظام الجمهوري.

استمرت أحداث الثورة الحاسمة قرابة 16 شهراً، وتجاوز عدد القتلى خلالها حوالي 60 ألفاً، وشكلت تحولاً سياسياً ووضعت إيران على طريق التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي، وتحقيق حضور مؤثر في مختلف الساحات الإقليمية والإسلامية والدولية.

ويأتي العامل المجتمعي في مقدمة العوامل لقيام الثورة، إضافة إلى العامل السياسي والديني، حيث كانت التغييرات الاقتصادية التي اعتمدها نظام الشاه رضا بهلوي والمبنية على النهج الرأسمالي، وتأثيرها السلبي على الفئات الاجتماعية المختلفة، وقمع الجماعات السياسية وفقدان الحريات العامة، من أبرز العوامل التي مهدت للثورة الإيرانية.

وقد تجلّى ذلك في تزاوج السلطة والثروة وتشابك مصالح رجال المال والسياسيين في هرم الدولة، وتفشي الفساد في مؤسسات الإدارة والاقتصاد.

واتهم الشاه بسرقة أكثر من 31 مليار دولار وكانت له ولأسرته مشاريع اقتصادية وبنوك خاصة، وأصبح فسادهم وإسرافهم وبذخهم الشديد مضرباً للمثل في العالم.

هذا إضافة إلى تزايد حدة التضخم الاقتصادي، وارتفاع درجة الفوضى السياسية والاجتماعية والاقتصادية، الأمر الذي شكل عاملاً أساسياً في انفجار موجات الاحتجاج التي تجمعت بتوالي السنوات حتى انفجرت بأحداث ثورة عارمة متلاحقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى