ولايتي: من حق دمشق الردّ على أي عدوان.. والمقداد يؤكد أن قرار الردع متّخذ منذ زمن لإحباط أي هجوم
قال مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي إن من حقِّ دمشق وغيرها الرد على أي اعتداء صهيوني، مؤكداً أن وجود إيران في سورية سيستمر للدفاع عن محور المقاومة وفق التوافق بين طهران ودمشق.
وحذّر ولايتي الكيان الصهيوني «من تكرار اعتداءاته على سورية لأن ذلك سيعطي الحقّ للدول بالدفاع عن سيادتها وهو ما قامت به دمشق».
ولايتي قال إن «أمن لبنان من أمن سورية»، معتبراً أن «مختلف الأطراف السورية أدركت أهمية وجود الأسد لضمان الاستقرار».
وقال المسؤول الايراني، في تصريح أدلى به للصحافيين أمس، ردّاً على سؤال حول الرسالة التي توجهها عملية اسقاط طائرة الكيان الصهيوني، «إن هذه المرحلة تشكّل منعطفاً في تاريخ الكفاح ضد الكيان الصهيوني، حيث إن ما حدث يمثّل مواجهة أحد البلدان المهمة في الخط الأمامي لجبهة المقاومة، حيث يمتلك الحق في الدفاع عن وحدة اراضيه».
وشدد على أن وجود إيران في العراق أو سورية جاء تلبية لدعوة الحكومة الشرعية في كلا البلدين، وتابع متسائلا: «كيف تبرّر بريطانيا وألمانيا وفرنسا أو الدول الغربية الأخرى التي جاءت من خارج غرب آسيا وجودها في هذه المنطقة، ورغم أن ذلك يتعارض مع القوانين الدولية؟».
وأردف القول: «نحن لا تعنينا تصريحات هؤلاء وسنواصل حضورنا الفاعل والودي في المنطقة».
من جهته، أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري الدكتور فيصل المقداد ، في تصريح أن قرار التصدي الردعي لأي عدوان، هو قرار متخذ منذ وقت طويل، منوهاً اننا «في كل تاريخ سورية كنا نتصدى للاعتداءات الاسرائيلية، وكنا دائماً نقول أننا نتصدى لأي اعتداءات صهيونية وفقاً لأجندة سورية، وليست وفقا لأجندات أخرى».
وذكّر المقداد بإعلان بلاده أن الدفاعات الجوية السورية، أصبحت جاهزة من اجل العمل لإحباط أي هجوم واي عدوان على سورية سواء كان من قبل الطائرات الاسرائيلية او الأميركية او التركية، او أي قوة تسعى للنيل من هيبة وحقوق الشعب في سورية.
وجدّد التأكيد على التحالف السوري مع الأصدقاء، سواء الاتحاد الروسي، أو مع الثورة الاسلامية الايرانية التي تصادف ذكراها التاسعة والثلاثين، ومع المقاومة الوطنية اللبنانية.
وقال المقداد إن سورية لم تَخَفْ سابقاً ولا تخاف الآن، ولا يوجد بالنسبة لديها اي خطوط حمراء، وقال «نحن مَن يقرّر ومتى وفي أي مكان، وهذا ما نفذته الدفاعات الجوية السورية بوجه أكثر من طائرة صهيونية يوم أمس فوق الأراضي المحتلة وفوق فلسطين المحتلة»، لكي يفهم الكيان الصهيوني ان سورية عازمة ومُصرّة على تحقيق الانتصار الذي بدأ يتسع كل يوم من اجل القضاء على الإرهاب ومن اجل إنهاء الاحتلال «الإسرائيلي» للأرض العربية المحتلة.
وفي السياق، أكدّ المتحدث باسم كتائب القسّام أبو عبيدة أن «إسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرة العدو الصهيوني «حدثٌ مهم ونوعيّ وبطولي بعد سنوات من العربدة الصهيونية واستباحتها كل المحرمات».
وأضاف أبو عبيدة أمس أن «هذا الحدث شكل ضربة مهمة وقوية لسلاح الجو الإسرائيلي»، لافتاً إلى أنه «ينبغي البناء والمراكمة على هذا العمل الرائد للمزيد من استهداف أذرع العدو لردع عدوانه الذي يتفاخر به كذراع طولى تصول وتجول من دون رقيب أو حسيب».
كما دعا إلى «المزيد من استهداف أذرع العدو وكبح جماحه وقصّ أجنحته لردعه عن العدوان»، وفق ما قال.
وكانت كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أعلنت رفع درجة الاستنفار في صفوفها بعد الأحداث التي تشهدها الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.
وقال أبو عبيدة في صفحته على موقع «تويتر» إن الكتائب تُعلن رفع درجة الاستنفار في صفوفها لحماية الشعب الفلسطيني والردّ على أي عدوان صهيوني، وذلك نظراً للأحداث التي يشهدها شمال فلسطين المحتلة.
وكان القيادي في حركة حماس أسامة حمدان قد أشار أن الاحتلال الصهيوني اقتنع أن تقدير الموقف لديه على مختلف الجبهات ليس دقيقاً، مؤكداً أن الكيان الصهيوني بدأ يدرك أن معركته مع المقاومة ستكون مع كل محور المقاومة.
إلى ذلك، دعت الخارجية البريطانية روسيا إلى استخدام نفوذها والضغط على الحكومة السورية بغية منع تصعيد التوتر عند الحدود السورية الفلسطينية.
وأعربت الخارجية في بيان نشرته أمس، عن قلقها إزاء تطورات الأحداث عند الحدود بين سورية وفلسطين المحتلة السبت الماضي، مؤكدة دعم لندن لحق العدو في الدفاع عن نفسه من أي تدخلات ضد أراضيه، بحسب تعبيرها.
من جهته، أعرب الاتحاد الأوروبي، أمس، عن قلقه إزاء تفاقم التوتر العسكري حول سورية، بما في ذلك الأحداث الأخيرة على حدودها مع فلسطين المحتلة، داعياً جميع الأطراف إلى تجنب التصعيد.
وقالت مايا كوسيانتشيتش، المتحدثة باسم رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، فيديريكا موغيريني: «نحن نتابع تطور الأوضاع عن كثب وفي الوقت نفسه ندعو أطراف النزاع السوري وحلفاء الجهات المتقاتلة، وكذلك الجهات الفاعلة الإقليمية، إلى احترام القانون الدولي وتجنب أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تصاعد العنف وإطالة معاناة المدنيين في سورية».
وأكدت المتحدثة باسم موغيريني، خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعمه لوساطة الأمم المتحدة في حل النزاع ومهمة المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا.
يُذكَر أن طيران العدو الصهيوني، شن السبت الماضي، غارات جوية على أهداف عسكرية في سورية بهجوم هو الأوسع منذ عام 1982.
أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية في إحصائية حول العمليات القتالية في عفرين منذ بدء الهجوم التركي، أنه جرى استهداف أماكن تجمّع المدنيين بمختلف أنواع الأسلحة، سواء القصف بالسلاح الثقيل أو القصف الجوي.
وبحسب الإحصائية فقد «سقط 180 مدنياً بين طفل وإمرأة وشيخ شهداء، أمّا الجرحى المدنيون فقد وصل عددهم إلى 413 إصابة بينهم أطفال ونساء وجرحى أيضاً».
وفيما يتعلّق بالقتلى العسكريين، سقط 98 مقاتلاً، أما الذين سقطوا في صفوف القوات التركية والفصائل المتحالفة معها فقد وصل عددهم إلى 862، وفقاً لأرقام وحدات حماية الشعب.
وعلى صعيد الهجمات الجوية التركية، تشير الأرقام إلى أنّ عددها بلغ 668 غارة، حيث كان القصف عشوائياً، وبالتالي جرى استهداف الأماكن الآهلة بالسكان.
القوات التركية نفّذت 16 هجمة بالحوامات، مستهدفة الأماكن السكنية، بحسب الإحصائية.
وفي السياق عينه، رصدت أرقام وحدات حماية الشعب أنّ تركيا والفصائل المسلحة المتحالفة معها، نفذت 2645 هجوماً عشوائياً بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة منها مدافع بمختلف القياسات والدبابات.
أمّا لجهة الاشتباكات المباشرة، فقد اشتبكت قوات حماية الشعب مع القوات التركية والفصائل الجهادية 409 مرة معلومة نتائجها، فيما كان هناك 108 اشتباكات غير معلومة النتائج.
كما أشارت وحدات حماية الشعب في إحصائيتها إلى إسقاط طائرتين عموديتين إحداها «كوبرا» و الأخرى «سكورسكي» ناقلة للجند أدّت لمقتل 11 عسكرياً تركياً بين ضباط وجنود، منذ بدء العدوان.
كما أسقطت قوات حماية الشعب طائرتي استطلاع إحداها نوع «درون» والأخرى نوع «بيرقدار»، وتدمير 51 آلية مدرعة بينها دبابات ومصفحات وسيارات رباعية الدفع، فيما تمّ إعطاب 15 آلية بينها دبابات ومدرعات، بحسب الإحصائية.