تعليق أو «تعليك»… لكنّه يستحق التعليق
زياد العسل
هي كرة القدم، اللعبة الأكثر شعبية في العالم من دون منازع، ولم تعد عبارة عن صراع كروي يمتدّ لتسعين دقيقة بين فريقين أو منتخبين، فعندما تتحرك الكرة تتحرك القلوب معها، خصوصاً من عشاق الأندية والمنتخبات في العالم، وتعدّى ذلك التفاعل العاطفي حتى وصل إلى تشكيل ثقافة رياضية تنافسية جديدة، تزرع الأمل والسعادة وتعطي للوقت ثمناً لا يقدّر بثمن.
ترتبط الساحرة المستديرة اليوم بالكثير من التفاصيل السياسية والثقافية للمجتمعات البشرية، كما ترتبط المباريات بالطاقم التحليلي والإعلامي وصولاً إلى المعلّق الذي يمكن له أن يمنح دقائق المبارة الـ 90 طابعاً مميزاً ورونقاً ساحراً، مما يشكّل إضافة المتعة للدقائق الكروية.
والسؤال الذي يُطرح اليوم في كثير من الصالونات الرياضية عامة والكروية على وجه الخصوص، هل التعليق في العالم العربي يلعب الدور المنوط به فعلاً؟ وهل يعطي المعلّقون المباريات حقّها في الوصف والتعليق وتقديمهم مادة دسمة للمتابع؟ أم أن أغلب ما نشاهده في المباريات العربية والآسيوية مجرد وصف لا أكثر؟
وفي الحديث عن التعليق وأصوله، فعلى مدى العقود الثلاثة الأخيرة برزت الكثير من الأسماء الرنانة التي تركت أثرها في عقول وقلوب عشاق الكرة، ولكي لا نظلم أحداً لا نريد تعداد الأسماء من هنا أو هناك، لكن الأمر المستجد الذي أثار جدلاً واسعاً في آخر المباريات التي تعنينا كلبنانيين، هو المعلّق على مباراة العهد والزوراء العراقي الذي استعمل مصطلح الرافضة أثناء تعليقه على مباراة الفريقين التي أقيمت على ملعب المدينة الرياضية في بيروت، وقد فسّرها البعض على أنها إشارة الى فريقين من مذهب واحد، وبغض النظر عن الدخول في النيات أو حتى الرأي القائل أن إقحامات إصطلاحية كهذه لا تعدو كونها رغبة عند المعلقين لإضفاء جو من المرح عند المشاهد إلا أنها وغيرها يجب أن تأخذ بعين الاعتبار عدا عن غياب أسماء كثيرة من اللاعبين المشاركين عن ذهن المعلق. خلاصة الحديث وبغض النظر عن تفصيل هنا أو هناك، ما يجب قوله أن التعليق الرياضي تعدّى منذ فترة طويلة كونه وصفاً لمجريات لقاء كروي فحسب، بل أضحى ثقافة مستقلة عنوانها الإبداع والإمتاع لتبقى الرياضة أرقى المناسبات واللقاءات بين الشعوب.