عون: لتحرير المواطن من الخوف لبناء وطن ومواطنين أحرار
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن دوره كرئيس للدولة ينصبّ على «تحرير المواطن من الخوف من المسؤول ومن الحاجة التي يمسكه بها أو يستغله بسببها، وذلك بهدف بناء وطن حر ومواطنين أحرار يستطيعون متى شاؤوا التعبير عن آرائهم وإرادتهم لا سيما في انتخاب ممثليهم في مجلس النواب أو في أي مواقع لهم الحق في التعبير عن آرائهم فيها».
كلام عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا، بحضور امين سر تكتل الاصلاح والتغيير النائب ابراهيم كنعان، وفداً كبيراً من المتين – مشيخا في قضاء المتن جاء لشكر رئيس الجمهورية على صدور قرار مجلس شورى الدولة بإعاداة الأراضي القائمة في خراج البلدتين بعد سلخها منذ اربعين عاما وضمها الى بلدة اخرى.
وأكد أن إعادة الحق لأصحابه هو ما يعطي راحة البال والضمير. وقال: «إن من أعاد الحق لأصحابه اليوم، وإن كنا قد سعينا فيه، هم القضاة، لأن قضيتكم هي قضية حق بعدما تعرضت للغبن والسطو على الأملاك، ولطالما كنت مؤمناً أننا سنربح هذه القضية ونعيد الحقوق لأهلها. واليوم ثمة دعوى أخرى أخذت مسارها في قضايا مشابهة. وقد طلبت من القضاء أن يدرسها بحسب الأقدمية لأني على يقين أن القضايا القديمة لم تتحقق فيها العدالة وتعرضت لتدخلات شتى».
وفي مستهل اللقاء، ألقى النائب كنعان كلمة أكد فيها أن العدالة المنتظرة منذ 40 سنة تحققت وجميع اللبنانيين، بمن فيهم المتنيون، يدركون أن عين الرئيس عون الساهرة على الحق والعدالة لا تنام وأنكم ستقومون بمعالجة الملفات والقضايا على اختلافها كي يشعر كل مواطن في لبنان أن هذه الدولة هي دولته وأن القانون يحميه وحقوقه مصونة».
ثم ألقى رئيس بلدية المتين مشيخا زهير أبي نادر كلمة ذكر فيها بمطالبة المتين باستعادة خراجها وكرامتها المسلوخين منذ أربعين سنة. وتوجه بالشكر الى الرئيس عون «لتحريره القضاء من الضغوط وطمأنته وإعطائه حصانة وقوة وضمانة لاستقلاليته». وقال: «اردتم قضاء فاعلاً، فانصفنا هذا القضاء وأعاد لنا حقوقنا في خراجنا كما اعاد لنا كرامتنا وعزتنا».
وأشاد أبي نادر بنجاح الرئيس عون في إنقاذ البلاد بعد الأزمات الثقيلة التي توالت عليه «وذلك بما تمتع به من حكمة وصلابة وبعد نظر ودبلوماسية حكيمة»، لافتاً إلى بصماته الدامغة في القضاء على الارهاب.
على صعيد آخر، تسلم عون رسالة من رئيس أرمينيا سيرج سركيسيان نقلها إليه سفير أرمينيا لدى لبنان صموئيل مكرتشيان تضمنت دعوة رسمية الى رئيس الجمهورية لحضور القمة الفرانكوفونية السابعة عشرة التي ستعقد في يريفان في تشرين الاول المقبل. وجاء في الرسالة: «إنّ التحديات التي تواجه عائلتنا الفرانكوفونية كما المجتمع الدولي دفعت بأرمينيا إلى أن تقترح عنوانا للقمة المقبلة: «العيش معاً». إن هذا العنوان المستمد من صلب القيم الانسانية العالمية يتيح لنا الفرصة للبحث في دور الفرانكوفونية في إرساء أسس السلام والتضامن والنمو، وفي العمل معاً من أجل توطيدها».
وأشار الرئيس سركيسيان في رسالته إلى «أن الخلاصات التي ستتوصل إليها القمة من شأنها أن تكوّن خريطة طريق من أجل عمل مشترك قوي يهدف إلى توطيد التماسك داخل مجتمعاتنا، وتشكّل صورة مشعّة لتعاون متعدّد الأوجه يكون طموحاً وواعداً لشعوبنا».
وإذ أشار الرئيس الأرميني إلى انعقاد منتدى اقتصادي للفرانكوفونية على هامش أعمال القمة، فإنه شدّد على أهمية مشاركة الرئيس عون في هذه الفاعليات، معوّلاً على أهمية الحضور الذي يضفيه لبنان على أعمالها.
وحمّل الرئيس عون السفير مكرتشيان تحياته إلى الرئيس الأرميني وشكره على الدعوة التي سوف يلبيها حين انعقاد القمة، لافتاً إلى أنه سوف يلتقي نظيره الأرميني الأسبوع المقبل في الزيارة الرسمية التي يقوم بها الى يريفان.
ومساء شارك الرئيس عون في افتتاح المؤتمر الرئاسي لبناء السلام 2018 الذي تنظمه اندية الروتاري تحت عنوان «المؤتمر الرئاسي لبناء السلام – المياه، النظافة الصحية والسلام». وأكد أن «الحاجة ملحّة الى مؤسسات تستخدم نفوذها وتسخّر إمكانياتها المعنوية والمادية لتحل مشكلة صحية أو تعليمية أو إنسانية يعاني منها العالم، خصوصاً في ذلك الجزء منه الذي يسمونه «الثالث» بدلاً من أن تستغل المشاكل وتتسلّق عليها لتدعيم وضعها مادياً ومعنوياً». وأضاف «الحاجة ملحّة الى مؤسسات وجمعيات أهلية تعنى بالإنسان باعتباره قيمة بحد ذاته بمعزل عن لونه وانتمائه ومعتقده ومستواه الاجتماعي».
وكان الرئيس عون استقبل وفداً من المشاركين في المؤتمر الرئاسي العالمي لأندية الروتاري في قصر بعبدا. وقال «نحن اليوم نعيش أكثر المآسي في الشرق الاوسط نتيجة الحروب المتواصلة منذ العام 2011، ونعيش مع نازحين ولاجئين يقدّر عددهم بنصف الشعب اللبناني، ضمن إمكانات محدودة، لذلك نحن نشعر بمعاناتهم وحاجاتهم والأوضاع البائسة التي يعيشون فيها».