300 شركة محلية و800 تاجر ومورّد من 14 دولة
لا تزال مدينة المعارض على طريق مطار دمشق الدولي، تحتضن المعارض المتخصّصة في مجالات مختلفة، مع انطلاق عجلة الإنتاج في المصانع السورية.
بعد معرض «خان الحرير»، وبمشاركة 300 شركة محلية، انطلقت على أرض مدينة المعارض فعاليات معرض «صنع في سورية» التخصُّصي للألبسة والنسيج ومستلزمات الإنتاج والجلديات والذي ينظمه اتحاد المصدرين السوري وغرفة صناعة دمشق وريفها بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية.
ويضم المعرض الذي يستمر لغاية يوم غد الأحد، مختلف أنواع الألبسة الولادية والرجالية والنسائية والبياضات والجوارب والأحذية ومستلزمات الإنتاج والأقمشة ويتيح الفرصة لتلاقي رجال الأعمال السوريين ونظرائهم من الدول المجاورة لإبرام العقود الداخلية والخارجية التصديرية في هذا القطاع والذين بلغ عددهم 800 زائر.
وأشار وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل، في تصريح للصحافيين خلال افتتاح المعرض، إلى حجم المشاركة الكبير والمميز للشركات المحلية في المعرض والذي يدلّ على زيادة الإنتاج في القطاع النسيجي عن العام السابق، مؤكداً أنّ هذه النجاحات ليست غريبة على صناعة الألبسة السورية التي عودت الأسواق المحلية والخارجية على مواصفاتها العالية ومواكبتها للموضة وقدرتها على المنافسة من حيث السعر والجودة.
ورأى الخليل أنّ المعرض انعكاس للتطور الذي بدأ يعيشه القطاع الصناعي ويعدُّ نشاطاً ترويجياً للمنتجات المتزايدة التي تحتاج إلى تصريف داخلي أو خارجي، معرباً عن أمله في أن تحقق هذه الحركة المتسارعة من العمل كميات الإنتاج التي كانت موجودة سابقاً في سورية قبل الأزمة التي تتعرض لها.
وأكد الخليل أنّ الحكومة تقدم كلّ الدعم اللازم للعملية الانتاجية من حيث تأمين المواد والمشتقات النفطية للمعامل وتسهيل وصول الآلات وتقديم الحوافز الجمركية والضريبية ودعم التصدير، مضيفاً: «الصعوبات والمعوقات أمام الصناعيين والتجار أصبحت اليوم أقلّ بكثير عما كانت عليه سابقاً لأننا نعمل على تذليلها بكل الإمكانيات».
من جهته، أكد وزير الصناعة محمد مازن يوسف أنّ المعرض دليل على تعافي الصناعة السورية وعودة انطلاقتها للأسواق الخارجية والمحلية بسعر وجودة منافسين، لافتاً إلى أهمية العدد الكبير للزوار العرب الذين أتوا لزيارة المعرض وإلى أنّ الوزارة بالتعاون مع غرف الصناعة تقدم كلّ التسهيلات للصناعيين لتذليل مشكلات عملهم ودعم الصناعة المحلية.
وأكد محمد ثروت سليم، القائم بالأعمال في السفارة المصرية في دمشق، أنّ مصر حريصة على المشاركة في مختلف الفعاليات الاقتصادية التي تقام في سورية. وأعلن أنّ هناك وفداً كبيراً من رجال الأعمال يزور معرض صنع في سورية التخصُّصي، معرباً عن أمله بزيادة حجم التبادل التجاري بين سورية ومصر وإمكانية توقيع عقود للمشاركة بمرحلة إعادة الإعمار، بالتزامن مع تحسُّن الأوضاع وتطوُّر الأحداث التي تسهم بتحقيق الحلّ السياسي في سورية.
وأكد رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس أهمية المعرض في جذب عدد كبير من الزوار من خارج سورية لمعرفتهم وثقتهم بالصناعة السورية، لافتاً إلى وجود حالة متميزة من التكافل بين معامل الصناعة النسيجية السورية.
وأشار الدبس إلى أنّ عدد الصناعيين الذين يرغبون بإعادة إقلاع معاملهم يزداد بشكل يومي وأنّ غرف الصناعة تسعى إلى تأمين التمويل لهم عبر قروض ميسرة من المصارف.
وأوضح رئيس اتحاد المصدرين محمد السواح أنّ عدد الشركات المشاركة في المعرض وصل إلى 300 شركة محلية من مختلف المحافظات منها 113 شركة من حلب على مساحة 12 ألف متر مربع كما حضر لزيارة المعرض 800 تاجر ومورد من 14 دولة منها العراق ولبنان ومصر والجزائر وتونس وإيران والسودان وليبيا التي قدم منها وفد كبير من رجال الأعمال والصناعيين.
وأشار السواح إلى أنّ معرض الألبسة النسيجية كان يقام سابقاً لكن أتت تسميته هذا العام تحت شعار صنع في سورية لكونه تمّ اختيار تسمية عام 2018 عام «صنع في سورية»، دعماً للصناعة الوطنية وتأكيداً على تعافيها بعد الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية في كلّ القطاعات، ولا سيما الصناعية.
وأكد عضو مكتب غرفة صناعة دمشق وريفها طلال قلعجي أنّ المشاركة القوية بين اتحاد المصدرين وغرفة صناعة دمشق وريفها أثمرت عن تنظيمات متميزة لمعارض داخلية وخارجية، ولا سيما من جهة استقطاب رجال أعمال من دول مختلفة، معرباً عن أمله بتثبيت عقود تصديرية لبضائع القطاع النسيجي الذي يحظى مع غيره من القطاعات الإنتاجية بدعم متشارك من القطاع العام والخاص، ولا سيما الدعم المقدم من هيئة تنمية الصادرات للمشاركة بمختلف المعارض.