التشكيليّ علي معلا يوثّق التاريخ الفينيقيّ بمنحوتاته الخشبية
يوظّف الفنان التشكيليّ علي بهاء معلا مهاراته وأفكاره لإنتاج منحوتات خشبية وحجرية ولوحات رسم يدويّة تتميّز بالإبداع وتحاكي روح التراث بإطار عصري حديث.
ويحاول معلا من خلال أعماله المتنوعة أن يوثّق تاريخ الحضارة السورية الفينيقية وذلك بإعادة بناء مجسّمات لنماذج مختلفة من السفن الفينيقية وفق تسلسل العصور التاريخية بأدقّ تفاصيلها بشكلٍ فني لافت ومتميز إضافةً إلى نحت وتصنيع الآلات الموسيقيّة الشرقية التي يشارك من خلالها في معارض مختلفة.
وقال الفنان معلا في حديث صحافي له أنّه إضافةً إلى قيامه بعملية نحت مجسّمات بعض الآلات الموسيقيّة فهو يسعى لتطويرها وإضافة تفاصيل دقيقة تمكّن من تحسين أدائها ومنها آلة القانون التي طوّرها من حيث الصوت ليصبح أجمل وأقوى من خلال تفريغ الصدر بشكل كامل والعمل على حوامله وتطوير بيت المفاتيح ليصبح ميكانيكياً، منوّهاً بانه يقوم بإنجاز كل المحتويات مع المحافظة على الشكل الشرقي.
ويتابع الفنان معلا: لدي تجارب دائمة لتطوير آلة العود وصنعت ثلاثة نماذج مختلفة في الصوت مع المحافظة على الشكل التقليدي. منحوتاتي تمثل جزءاً من تاريخ الوطن الذي يجب أن نحافظ عليه بكلّ ما نملك ونسهم في انتشاره ودعمه بكل الوسائل المتاحة حيث يحزنني اضطراي إلى بيع أعمالي خارج الوطن. أتمنى أنّ يتم اقتناؤها من قبل السوريين لتبقى حيّة في ذاكرتهم.
ويؤكّد معلا أنه على الرغم من قدرته على بيع السفن التاريخية التي يصنعها في الخارج بأسعار عالية، يتمنّى أنّ تبقى في بلده لتوضع في أحد المتاحف وينشر من خلالها التاريخ الفينيقي لأنه تاريخ يعكس الحضارة السورية.
ويشير التشكيلي معلا إلى الحاجة الماسة للحفاظ على تاريخنا وإرثنا الحضاري في ظل التخريب الممنهج الذي تعرّضت له المتاحف والآثار السورية خلال سنوات الحرب.
ويوضح الفنان معلا أن نصب تمثال الملكة زنوبيا الذي تبرّع به لمحافظة طرطوس ويعرض في قاعة الاستقبال بمبنى المحافظة جاء ردّاً على التمثال الذي أنجزته الفنانة الأميركية هايت هوسمر التي نحتت تمثال زنوبيا الذي تعتمده وزارة الثقافة والسياحة السورية، ويجسّد شخصية زنوبيا حين اعتقلها الرومان مجنزرة بالسلاسل مشيراً إلى أنه عمل بملتقى النحت «تدمر بوابة الشمس» على نحت التمثال من خشب الكينا والملكة زنوبيا جالسة على عرشها وتحمل بيدها رسالة الحضارة للعالم ووراءها أحد الأعمدة التدمرية بشكل يليق بالملكة العظيمة وما قدّمته للحضارة التدمرية.
وساهمت موهبة الفنان معلا وأفكاره المتجدّدة إضافةً إلى تجربته الطويلة في العمل اليدوي في نجاحه ووصول أعماله إلى الناس لكنه يركز على دور وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لمنتجاته والتعريف بها وبيع قسم كبير خارج سورية.
وشارك معلا في العديد من المعارض في مختلف المحافظات التي استقطبت الكثير من الزوّار ولاقت أعماله خلالها رواجاً كبيراً.
وتمكّن خلال آخر معرض له في دمشق من بيع 26 عملاً نحتياً مصنعاً من أنواع مختلفة من خشب الجوز الأفريقي والورد والبيلساندر وتتنوع بين الواقعي والتجريدي والسريال.
وختم معلا بالتأكيد على أن طموحه لا حدود له وما زال يبحث عن جديد مع العلم أنه لم يكرّر عملاً قام به يوماً معتمداً بذلك على مهارته وأفكاره ونوعية ونظافة الخشب الذي يستخدمه، منوّهاً أنه بدا النحت بشكل فطري وصقل موهبته بالدراسة الواقعية وانتهى بالتجريد الذي يعمل من خلاله لإعادة صياغة الشكل من جديد لإيصال فكرته بأجمل الطرق للمتلقي.