العصبيات الدّونية المتخلفة
د. جمال شهاب المحسن
نحن في قعر العصبيات الطائفية والمذهبية والعشائرية والعائلية الرجعية المنحطّة والمتخلّفة منذ زمنٍ طويل… والآن وعلى أبواب الإنتخابات «البرلمانية الديمقراطية» في أيار المقبل أصبحنا في حالةٍ أسوأ من ذي قبل حيث نشهد عصبياتٍ دونية دنيئة لم نشهدها من قبل… والآتي أعظم طالما نحن لا نقرأ ولا نسمع لأصحاب العقول النّيرة المنصفة التقدمية التغييرية…
ولرفع مستوى التمثيل النيابي في لبنان أقول: صحيحٌ أنّ مهمة النائب هي التشريع ومراقبة السلطة التنفيذية والمساءلة والمحاسبة… ولا يمنع ذلك من الإنغماس في خدمة الشعب والفقراء والمحتاجين، ولكنّ المشكلة تكمن في أننا لم نتخذ بعد أيّ إجراء ولم نسر أية خطوة نحو رفع مستوى التمثيل النيابي..
وللأسف الشديد فإنّ كلّ قوانين الإنتخاب في لبنان كانت وما زالت متخلّفةً غير عادلةٍ ومنصفة..
وبرأينا فإنّ رفع مستوى التمثيل الشعبي والنيابي يبدأ بإصلاح قانون الإنتخاب وإقرار النسبية الحقيقيّة.. وليس كما حصل مع القانون الجديد حيث ألبسوا جسم القانون الطائفي المذهبي غير العادل والمتعدّد المعايير والمطلق لنفس محتوى اللعبة الإنتخابية القديمة طربوشاً نسبياً… فأيّ قانونٍ يبدأ من الحق والعدل ويكون شاملاً وليس بعدة مقاييس ومعايير كما هو حاصلٌ مع القانون الحالي المركّب والهجين والذي لا يأخذنا الى أبواب التغيير والتقدم في نظامنا السياسي ولا يخرجنا من نتائج العملية السياسية الطائفية والمذهبية والإقطاعية القائمة الما دون وطنية على القوانين السابقة التي كانت أسوأ من بعضها البعض، وكانت بالأساس مفصّلةً على قياس واضعيها ولتكريس المحاصصة الانتخابية للزعامات الإقطاعية والطائفية والمذهبية في لبنان…
ولمعالجة معضلة الطائفية السياسية لا بدّ من إقرار قانونٍ عصريٍّ للإنتخابات النيابية خارج القيد الطائفي وعلى أساس التمثيل النسبي واعتبار لبنان دائرةً انتخابيةً واحدة.. حيث أنه لا تستقيم النسبية مع الطائفية مطلقاً ..
وفي الختام أطالب القيّمين على هذه الإنتخابات النيابية باحترام عقولنا وانتمائنا الوطني وطموحنا التطويري والتغييري والإصلاحي…
إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسي