أبو خليل: رغم القانون الأعرج سنؤكد بالانتخابات أنّ المقاومة فعل قناعة عند أغلب اللبنانيين
أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي وبلدة البازورية ذكرى أسبوع مدير مديرية البازورية الرفيق المناضل إبراهيم عياش أبو خليل بحفل تأبيني حاشد في مجمع أبي عبد الله الحسين الثقافي، حضره الى جانب العائلة، عضو المكتب السياسي المركزي د. محمود أبو خليل ممثلاً مركز الحزب، وهيئة منفذية صور وعدد من المسؤولين الحزبيين، ووفود من حركة أمل وحزب الله والأحزاب والقوى والفصائل اللبنانية الفلسطينية، وفعاليات سياسية واجتماعية ورجل دين وحشد من القوميين والمواطنين والأهالي.
كلمة الحزب
وللمناسبة ألقى عضو المكتب السياسي المركزي الدكتور محمود أبو خليل كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي وجاء فيها: تهيّبت الوقوف على هذا المنبر وفي هذه المناسبة بالذات، وطال بي التجوال بين العقل والعاطفة، ولما كنا وإياك حضرة المدير قد التجأنا الى فكرة وحركة تتناولان حياة أمة بأسرها واتفقنا على قضية تساوي كل وجودنا واستندنا بعد طول دراسة وعناء إلى مداميك نهضة زادُها العقل يشرّع والساعد يعمل وارتقينا منها إلى حالة اليقين والجلاء بعد مخاض من البلبلة والفوضى فوعينا حقيقة وجودنا فعقلنا ونقص الكلام.
رفيقي إبراهيم.. من الصعب عليّ أن أرثيك، والأصعب كان ألا أفعل، فأنا لم أرك فقط إبن البازورية التي أدرت وحدتها الحزبية بكل تفانٍ وإخلاص، وقد استحقت منك كما حزبك، سنين عمرك من النضال وهي المسيّجة بتنوّر أهلها، شيبها فخر ونساؤها رائدات معرفة، وشبابها يزفون في ساحات الوغى حيناً، ويزفون النصر بشهادة الدم أذكى الشهادات أحياناً، وأطفالها ينهلون المعرفة من كتابها في التربية الوطنية وكتاب تاريخها الذي لا يخجلون به. كيف لا، وكبار مناضليهم كانوا وما زالوا رموزاً يُقتدى بها، وأبوابها مشرعة لكل مناضل ومقاوم. وما هذا التنوع إلا دليل صحة وعافية وحسن أداء، تنوّعت فيها الأفكار والصيغ والعقائد والانتماءات، ولكنها اجتمعت على الحق، ولا حق يبقى إذا لم يحصنه الوعي واحتضان المقاومة وتحميه سواعد كل المقاومين الشرفاء.
وتابع أبو خليل قائلاً: رفيقي إبراهيم، كان اللافت فيك أنك أضفت على مسيرتك الحزبية مسحة إنسانية، فمشيت الهنيهة بين النقاط كي لا يجدل حولك رباط وأنت الحر في الرأي والمعتقد، ولم تتخط حريتك عتبة حرية الآخرين، فكنتَ في حياتك همزة وصل بين أبناء مجتمعك وأنت بعد رحيلك جسداً فرضت نفسك، بأفعالك كهمزة وصل بين دار الفناء ودار البقاء.
وأضاف: سنفتقدك في المرحلة الصعبة المقبلة وبلدنا يواجه المصاعب الجمة، وما هذا التهديد اليومي لبلدنا إلا عينة مما يواجهنا، فبعد أن ضاقت السماء على أعدائنا بعد المواجهة الأخيرة، نراهم لا يتوانون عن الضغط علينا براً وبحراً لاستكمال مشروعهم الذي لن يرى النور كما سبقه من مشاريع لإجبارنا على التخلي عن حقنا في أرضنا ومياهنا وما تحتويه من ثروات. فالعدو الخارجي له المقاومة بالمرصاد، والمضلل في الداخل نحن جميعاً كمواطنين معنيون بالتصدّي له من خلال وحدتنا وبرفضنا للمشاريع المشبوهة التي تُحاك ضدنا، ومواجهة البداوة و»داعش» وكل تخلف وإرهاب يتهدّدنا ويقف عائقاً أمام مسيرتنا نحو المستقبل الواعد الحر.
وفي موضوع الانتخابات قال أبو خليل: كنّا نأمل بقانون انتخابي يعالج صحة التمثيل ويكون فيه لبنان دائرة انتخابية واحدة خارج القيد الطائفي وعلى أساس النسبية، لنؤكد من خلاله أن المقاومة فعل قناعة عند أغلب اللبنانيين وليس كما يصورها لنا أصحاب الغرائز ومثيرو الفتن بأنها حكر على حزب لطائفة أو مذهب.
وتابع «أما وقد استقر ألرأي على هذا القانون الأعرج، فالأوجب أن نجد مساحة للتلاقي على الثلاثية الذهبية الجيش والشعب والمقاومة. فبذلك نحصن بلدنا ضد الأزمات المتلاحقة. فالعقيدة الجديدة لجيشنا ترتكز على مبدأ أن «القوة هي القول الفصل في إثبات الحق أو إنكاره»، ما مكّنه من لعب دور محوري في مقارعة الإرهاب. والمواطن اليوم بحاجة لأن يولى اهتمام المسؤولين ليتمكّن من الصمود كشريك في المقاومة التي قلّ نظيرها في هذا الزمن العربي الرديء بعد أن رسمت معادلة المواجهة حتى تحقيق النصر الأكيد.
وأكد «وبالنسبة لنا وعند الحديث عن المواجهة واسترداد الحقوق، لا ننسى فلسطين فهي المسألة الرئيسية التي تحدّد مسار انتصاراتنا، فلا اجتزاء للحقوق، إما النصر الكامل أو استمرار الصراع. وصراعنا مع اليهود ليس صراع حدود بل صراع وجود، وأرضنا ليست سلعة تشترى وتباع في سوق النخاسة فكل حبة تراب منها تعادل كل رمال الصحارى والبوادي ومساحات الأراضي الشاسعة التي اغتصبت من أهلها الأصليين لتتحوّل دولاً متنفذة تحاول وهب ما لا تملك الى مَن لا يستحق لتتساوى معه بعقدة من لا أرض ولا تاريخ له.
وقال أبو خليل: إن هدف هذه الدول لم يعُد خافياً على أحد فمحاولة تمزيق العراق وسلب ذاكرته وطمس معالم بابل وحرق ما تبقى من إرث المتنورين والعلماء في بغداد تصدى له شعبنا هناك ووقفت إلى جانبه الشام وشكلت له الظهير والعمق الاستراتيجي كما لكل قوى المقاومة. فكانت محاولة عقابها بأن زُجّ في مواجهتها بأشباه رجال مسعورين ليقتصوا منها، لأنها كشفت عوراتهم وزيف ادعاءاتهم. فالمدينة التي احتضنت رفات صلاح الدين لم ولن تمكّن الغزاة من النيل من عزيمة أبنائها، وها هي بوادر النصر تلوح، والعثماني آخر العنقود يتكبّد الخسائر الفادحة على أبواب عفرين التى وعى أهلها حقيقة الصراع، وها هم اليوم يناشدون جنود دولتهم للذود عنهم واحتضانهم والأم الوفية والمحبة تلبّي النداء، إنه الفصل الأخير من مسلسل عبري مترجم الى العربية بإخراج أميركي.
وختم: «رفيقي أبا خليل لقد أضناك المرض، ولكن لم يضنك الانتماء، نودّعك اليوم ويعزّينا أنك باق معنا من خلال أهل بيتك الذين يشكلون امتداداً للمناقبية التي وصمتك وكانت سرّ دعوتك.
باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي رئيساً وقيادة ورفقاء أتقدّم من أهلنا، أهل ألفقيد وأهل بلدة البازورية بأسمى آيات العزاء، ولتحيى سورية وليحيى سعاده، والبقاء للأمة».
كلمات
وتحدث في الذكرى مسؤول العلاقات العامة في حزب الله في الجنوب الشيخ أحمد مراد مشيراً إلى مناقبية الراحل ونضاله ودور حزبه في المقاومة وفي مواجهة الارهاب وهو حزب قدم الشهداء.
وباسم أصدقاء الرفيق الراحل تحدث حسين سلامة فعدّد مزايا الرفيق أبو خليل وسيرته ومسيرته.
وباسم العائلة تحدث نجل الراحل، محمد عياش، شاكراً الحضور.