زمكحل: لرؤية جذابة ومهنية للفرنكوفونية
شارك رئيس تجمُّع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم الدكتور فؤاد زمكحل في الدورة الأولى للمؤتمر الدولي للغة الفرنسية والتعدُّدية اللغوية في العالم بعنوان «فكرتي بالنسبة للغة الفرنسية» التي عقدت في المدينة الجامعية الدولية في العاصمة الفرنسية باريس يومي 14 و15 شباط 2018.
وألقى د. زمكحل كلمة خلال هذا المؤتمر أشار فيها إلى أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «عَهدَ إلى المعهد الفرنسي مهمة تنظيم هذا الحدث الكبير حول تعزيز اللغة الفرنسية والتعدّدية اللغوية في العالم»، لافتاً إلى «أنّ الغرض من هذه المبادرة الرئاسية ذو شقين: تجنيد العناصر الفاعلة في الوجود الدولي الفرنسي حول القضايا اللغوية، والتوصّل إلى تحديد مقترحات ملموسة لتحديث استخدام اللغة الفرنسية وتعزيز التعدُّدية اللغوية».
وقال زمكحل: «نُظّمَت هذه الحلقة الدراسية بالتشاور الوثيق مع الوزارة الفرنسية لأوروبا ووزارة الخارجية الفرنسية، ووزارة الثقافة، ووزارة التعليم الوطني، والتعليم العالي والبحث. كما ضمّت مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة من القطاعات الثقافية والفكرية، من مجال ريادة الأعمال والابتكار، ومن قطاعي الإعلام والرياضة والاقتصاد».
وأكد أنّ الهدف من هذا المؤتمر «خلق ديناميكية جديدة من الإجراءات بالنسبة للغة الفرنسية والتعددية اللغوية على الصعيد الدولي من خلال تعزيز أوجه التآزر بين الجهات الفاعلة من الأوساط الأكاديمية والثقافية والاقتصادية والإعلامية والرياضية وغيرها، وذلك بإشراك المواطنين الفرنسيين والأجانب في عملية تشاركية. من ناحية أخرى، كان الهدف أيضاً جمع ومقارنة التوصيات والمقترحات من الجهات الفاعلة المؤسسية المعنية، كذلك المجتمع المدني، من مثقفين وفنانين ورجال الأعمال وأكاديميين، لتعزيز اللغة الفرنسية والتعددية اللغوية وتقديم قائمة بالتوصيات والإجراءات الملموسة المنبثقة عن هذا التفكير المتضافر والتبادلات التشاركية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون».
وشدّد الدكتور زمكحل على أنه «لا يمكن أن يغيب عن رهانات وتحديات العالم الناطق بالفرنسية، النقاش العام الفرنسي ضمن عالم تتحوّل فيه الوسائل التكنولوجية وتكنولوجيات المعلومات والاتصالات إلى حقيقة واقعة، ومع وجود خطر عولمة المعايير الثقافية والمراجع اللغوية».
وأضاف: «في مواجهة تطوّر معايير العالم الذي يتحدّث الإنكليزية فقط، فإنّ التحدي اليوم هو بالنسبة إلينا أن نأتي برؤية ديناميكية جذابة ومهنية للفرنكوفونية. لا ينبغي أن نكون في موقف دفاعي، بل في موقف من النشاط، ومناقشة التطوّر، وتطوير اللغة، والتكامل والتآزر مع لغات أخرى، بدلاً من المنافسات غير البناءة. وقدّم الدكتور زمكحل خمسة محاور يعتبرها ضرورية بشكل خاصة في عصرنا وفصّلها كما يلي:
1 المحور الثقافي
2 محور جيل الشباب
3 المحور الاقتصادي
4 محور التربية والتعليم
5 محور الدبلوماسية والسياسة».
ثم اختتم كلمته بتقديمه لبنان كمثال للعالم الناطق بالفرنسية.
وعقب المؤتمر، أراد الرئيس ماكرون مقابلة بعض المشاركين خلال هذين اليومين من «التفكير» في قصر الإليزيه، وبينهم رئيس تجمُّع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم الدكتور فؤاد زمكحل للاستماع إلى رؤيتهم في ما يخصّ القضايا المتعلقة باللغة الفرنسية والتعدُّدية اللغوية، وتعزيزهما في العالم، واقتراحاتهم لإعطاء حياة جديدة لهذه السياسة.
ونوقشت خلال الاجتماع النقاط التالية:
ـ مكان اللغة الفرنسية في البلدان التي تعرفها الاتجاهات، الرؤية .
ـ وزن اللغة الفرنسية والتعددية اللغوية في المجال المهني الخاص بك.
ـ تحديات تعزيز اللغة الفرنسية والتعددية اللغوية.
ـ التحديات التي يجب مواجهتها والإجراءات الواجب اتخاذها لبدء دينامكية جديدة.
ـ الشركاء الذين يجب تجنيدهم وراء هذا الزخم الجديد والموارد التي يجب توحيدها.
وعرض الدكتور فؤاد زمكحل «أهمية لبنان في العالم الناطق بالفرنسية»، شاكراً الرئيس ماكرون على «دعمه المستمرّ والذي لا يمكن إنكاره في لبنان». كذلك اقترح «وضع استراتيجية من شأنها أن تركز أساساً على التنمية والتنويع داخل العالم الناطق بالفرنسية»، مشدّداً على «أهمية التعدّدية اللغوية باعتبارها رصيداً كبيراً للنجاح والنمو». وقال: «يجب ألاّ نتحدث عن المعركة والمقاومة والتنافس بين اللغات والثقافات، بل عن التعاون والتآزر والتنمية والحوار والتكامل».
واختتم اللقاء باقتراح قدّمه د. زمكحل للرئيس ماكرون مفاده «إنشاء ورعاية منصة دولية لتجمع رجال وسيدات الأعمال للفرنكوفونية المنتشرين على قارات العالم الخمس»، وتوجه د. زمكحل للرئيس ماكرون بالقول: «سيدي الرئيس ماكرون باسم رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم نشكركم من صميم القلب لدعمكم الدائم للبنان على كلّ المستويات السياسي والأمني والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، ونتطلع جميعاً إلى استقبالكم والترحيب بكم في لبنان قريباً جداً».