موسكو: لن نسمح للإرهابيين بالتقاط أنفاسهم.. وطهران تقول إن بعض ريف دمشق ليس خاضعاً للهدنة
قالت الخارجية الروسية إن موسكو حالت دون إقرار مخطط غير واقعي للهدنة في سورية، وإن الإرهابيين لن يحصلوا على مهلة لالتقاط أنفاسهم.
ورأت في بيان لها، أمس، أنها تعتبر اعتماد مجلس الأمن الدولي قرار الهدنة في سورية، دون تمرير خطط غير واقعية للتسوية كان الغرب روّج لها، أمراً في غاية الأهمية.
وشددت الخارجية الروسية، على أن موسكو ستتصدّى بحزمٍ لمحاولات نسف التسوية السياسية في سورية، وأعربت عن أملها في أن تستخدم الأطراف الخارجية الداعمة للفصائل المعارضة نفوذها لضمان التزام المسلحين بالهدنة.
وجاء في بيان الخارجية: «من المهم بشكلٍ مبدئي أنه تمت الحيلولة دون السماح بتمرير قرار روّجت له الدول الغربية في مجلس الأمن لخطة توجيهية، وبالتالي غير واقعية للتسوية، إذ تدعو الوثيقة بشكلها الحالي أطراف النزاع لوقف الأعمال القتالية بشكل عاجلٍ، وتنفيذ الاتفاقيات المعتمدة في هذا الصدد في وقت سابق، والعمل التفاوضي حول خفض التصعيد وإقامة هدن إنسانية في سائر أرجاء البلاد».
كما أكدت الوزارة، أن موسكو تعوّل على «قيام داعمي المجموعات المسلحة في الخارج لتنفيذ «واجبهم المنزلي» ودفع مَن لهم عليهم تأثير نحو وقف النشاط القتالي من أجل الإيصال العاجل للقوافل الإنسانية»، مشيدة بأن القرار الأممي أدان القصف على دمشق من قبل المسلحين.
وجاء في البيان أيضاً: «لأول مرة منذ سنوات عديدة تمكّن مجلس الأمن الدولي من إدانة قصف دمشق، والذي تعرضّت له التمثيلية الدبلوماسية الروسية مراراً، والذي أسفر عن مقتل مئات المدنيين وإلحاق ضرر كبير بالبنى التحتية المدنية».
وكان مجلس الأمن الدولي صوّت، مساء السبت، بالإجماع لصالح القرار الذي ينص على «وقف إطلاق النار دون تأخير لمدة 30 يوماً على الأقل، والسماح للأمم المتحدة وشركائها بالإجلاء الطبي بشكل غير مشروط وآمن، ورفع الحصار عن المناطق السكنية بما في ذلك الغوطة».
وفي السياق، أكد رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري أن إيران وسورية ستلتزمان بقرار مجلس الأمن الدولي، لكن أضاف أن «هناك مناطق في ريف دمشق يسيطر عليها الإرهابيون وليست خاضعة للهدنة وتطهيرها سوف يتواصل».
وكشف باقري على هامش ندوة حول «علوم الدفاع المقدس» أن العمل المشترك من قبل سورية وأصدقائها وإيران وروسيا مكّن من إدخال تعديلات على القرار الأممي.
وأوضح أن التعديلات التي أُدخلت على قرار مجلس الأمن تعني أن محاربة الإرهاب مستمرة، خصوصاً على جبهة النصرة مع تحديد مناطق للهدنة، مشدداً على أن «محاربة الإرهاب مستمرة و سيتم تطهير كل الأراضي السورية من الإرهاب خلال الأشهر القليلة المقبلة».
وإذّ أكد أن الجيش السوري يعمل لتطهير أرضه من الإرهابيين وتوفير الأمن لدمشق، ذكّر اللواء باقري أنه «حتى الآن تم استهداف دمشق بـ 1200 قذيفة ما عرّض أمن واطمئنان سكّان دمشق للخطر لذا يجب تطهير المناطق المحيطة بها».
وأشار باقري إلى أنه «هذه المرّة كما في السابق رفع من لا يريد الأمن والاستقرار لسورية لواء الهدنة دعماً للإرهابيين، عندما شاهدوا عزم سورية على تطهير ريف دمشق».
ويأتي كلام اللواء رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الايرانية، بعد موافقة مجلس الأمن الدولي ليل السبت بإجماع كامل أعضائه على القرار بشأن الهدنة في سورية تحت رقم 2401.
ويطلب القرار الجديد «رفع الحصار عن المناطق المحاصرة» ويستثني مناطق سيطرة داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية.
ميدانياً، رد الجيش السوري على قصف جبهة النصرة باستهداف خطوط دفاعها في الصالحية وحرستا بالغوطة الشرقية. وأحرز تقدماً ملحوظاً.
وبحسب المصدر فإنّ التقدم حصل بعد مواجهات مع مسلحين من النصرة وجيش الإسلام في جبهة متداخلة بين الفصيلين.
وقال مصدر، إن الجيش السوري يمارس ضغطاً كبيراً على النشابية التي يتواجد فيها مسلحو جبهة النصرة وجيش الإسلام وهي جبهة مشتعلة قبل العملية العسكرية التي بدأت مؤخراً بحسب مصادر ميدانية.
وان المسلحين قد استهدفوا صباحاً ضاحية الأسد السكنية بأكثر من 28 قذيفة هاون.
من جهته، قال التلفزيون السوري إن «قوات الجيش السوري سيطرت على كتل أبنية عدة على محور حي العجمي الغربي في حرستا، في ظل أنباء عن السيطرة على بلدة النشابية وحزرما وحوش الصالحية في الغوطة الشرقية، حيث يستمرّ العمل باتجاه تطهير مناطق جديدة من رجس الإرهاب التكفيري».
وأحبطت وحدة من الجيش السوري محاولة التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الغوطة الشرقية إدخال سيارة مفخّخة يقودها انتحاري باتجاه مدينة دمشق.
وفي السياق الميداني، كثف النظام التركي لضرباته الصاروخية وغاراته العدوانية الجوية على بلدة جنديرس في محيط عفرين وطريق جبل الأحلام وباسوطة.
في المقابل، أعلنت وحدات حماية الشعب شنّ عمليتين في قرى أعزاز وقرى منطقة جندريسه استهدفت تجمّعات للجيش التركي.
وقال نائب رئيس وزراء التركي إن قرار الأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار 30 يوماً في سورية لن يؤثر على الهجوم في عفرين.
في المقابل، أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية التزامها بالقرار رقم 2401 والذي اتخذه مجلس الأمن لوقف الأعمال القتالية في سورية.
وقال مصدر «كردي» إنّ الوحدات نفذت كميناً بالقرب من قرية حجيلا التابعة لجنديرس وقتلت 7 مسلحين بينهم جنود أتراك في رد على الخروق المتكررة لقرار مجلس الأمن 2401.
وذكر بيان صادر عن الوحدات، أمس: «إننا في القيادة العامة لوحدات حماية الشعب نعلن ترحيبنا واستعدادنا للالتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي لوقف الأعمال القتالية تجاه كل الأعداء، باستثناء تنظيم «داعش» الإرهابي، مع الاحتفاظ بحق الردّ في إطار الدفاع المشروع عن النفس في حال أي اعتداء من قبل الجيش التركي والفصائل المتحالفة معه في عفرين».
وأضاف البيان: «كما تتعهّد الوحدات بتأمين دخول وفود الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية العاملة معها إلى مناطق سيطرة الوحدات في عفرين، وذلك لتسيير قدوم المساعدات الإنسانية والطبية ومعالجة الحالات الصحية الطارئة التي نتجت عن استهداف المراكز السكنية والمنشآت الحيوية من قبل الجيش التركي والقوة المتطرفة المتحالفة معه».