قاسمي: على الرياض أن تدرك أنها لا تستطيع شراء كل شيء بـ«الدولارات» ولندن غير صادقة في الأزمة اليمنية..
شككت وزارة الخارجية الإيرانية بـ «قدرات السعودية في مجال الطاقة النووية»، معتبرة أنّ «خطط المملكة العربية السعودية لتطوير الطاقة النووية في البلاد هي نوع من الدعاية».
في هذا الصّدد، علّق المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، على الخطط السعودية لبناء محطات نووية، قائلاً: «إنّ هذه مزحة، لأن السعودية لا تمتلك الظروف المطلوبة، لا من الناحية التقنية ولا على صعيد الخبرة في هذا المجال».
وأضاف قاسمي خلال مؤتمر صحافي له أمس: «عليهم أن يدركوا بأنهم لن يستطيعوا شراء كل شيء بالدولارات، وهذا يبدو نوعاً من الدعاية والحرب النفسية».
في الشأن اليمني، اتهم قاسمي، بريطانيا بأنها «غير صادقة في تعاملها مع أزمة اليمن»، مشيراً إلى أنها «ترفع شعارات الحل السلمي وتستخدم آليات دولية للدفاع عن المعتدي».
وقال قاسمي حول مشروع القرار البريطاني المقترح حول اليمن، والذي كان من المقرّر التصويت عليه أمس، «إنه قد توفرت خلال زيارة عراقجي مساعد الخارجية إلى لندن الفرصة للتباحث حول مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ومن ضمنها أزمة اليمن».
وأكد أنّ «بلاده تستفيد من أيّ فرصة كانت حول أوضاع اليمن للمساعدة بالخروج من الأزمة من خلال إجراء محادثات بهذا الصّدد».
وأضاف: «إننا نرى سلوكاً غير صادق من جانب الحكومة البريطانية، إذ إنها وعلى الرغم من شعاراتها لحلّ وتسوية أزمة اليمن سلمياً، تستخدم آليات دولية للدفاع عن المعتدي، وعلينا الانتظار لغاية ما بعد الظهر لنعلن عن موقفنا فيما يتعلق بمشروع القرار».
وفي تعليقه على اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، شدّد قاسمي على أنّ «طهران لا ترسل السلاح لليمن، وأنّ كل الاتهامات بهذا الشأن توجّه من قبل مثيري الحروب وسفك الدماء في اليمن».
كما أكد أنّ «مساعي بلاده تكمن في وقف العدوان على اليمن من قبل السعودية».
وأوضح أنّ «ما يحدث في اليمن هو نتيجة تصدير بريطانيا وأميركا السلاح إلى السعودية. وهذا التصرف غير مقبول. وكان للجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الأيام الماضية اتصالات وتبادل لوجهات النظر مع أعضاء مجلس الأمن للفت انتباههم نحو الجرائم التي تحدث في اليمن، إن هذا القرار في حال تصديقه سيساعد المعتدين ويصعد العدوان».
وتطرق المتحدث إلى الأوضاع في سورية ومنطقة الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أنّ «الموضوع السوري معقد جداً، وأنّ هناك لاعبين كثيرين على الساحة السورية، بالإضافة إلى انعدام الأمن واستمرار الحرب ما لا يخدم أي طرف من الأطراف».
وأعرب قاسمي عن الأمل بأن «يدعم قرار مجلس الأمن الدولي الجديد حول سورية، إحلال الهدنة في جميع المناطق السورية وتسوية الأزمة بالطرق السياسية».
وبشأن العلاقات بين طهران وأنقرة، أشار إلى أنّ «إيران على اتصال دائم مع تركيا حول الأوضاع في سورية، نتفق مع الأتراك حول بعض المواضيع وأحياناً نختلف معهم، المهم أن لدينا تقارباً في وجهات النظر».
وذكر أنّ «الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال المكالمات الهاتفية مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني، في الأيام الماضية دعاهما لعقد لقاء ثلاثي في إسطنبول في أيار المقبل لبحث التسوية السورية»، مشيراً إلى أنّ «وزراء خارجية الدول الثلاث سيعقدون اجتماعاً تحضيرياً قبل ذلك».
أما بخصوص القرار الأميركي بنقل السفارة لدى إسرائيل إلى القدس، فأكد قاسمي أنّ «موقف إيران بشأن القضية الفلسطينية ونقل السفارة واضح».
وأضاف «أنّ إيران ستسعى لإجراء مشاورات مع دول مسلمة حول هذه القضية»، معتبراً أنّ «هذه من السياسات الخاطئة للولايات المتحدة، التي ستدفع ثمنها في المستقبل»، مشدداً على «ضرورة تحرك جدي من قبل العالم الإسلامي».
ويأتي ذلك رداً على إعلان الخارجية الأميركية أنها تعتزم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس في أيار المقبل.
في سياق متصل، قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري في تصريحات له أمس «إنّ المقاومة في المنطقة اليوم تعلمت جيداً كيف يمكن أن تجتاز الحصار والضغوط والإجراءات العسكرية والسياسية وتسلل الأعداء وعملياتهم الجاسوسية»، مشيراً إلى أنّ «مستقبل المنطقة بحاجة إلى قوى المقاومة بشدة».
ورأى جزائري أنّ «الضغوط والحصار سيكون لهما تأثير، وفي بعض الأحيان تأثيرات مدمّرة جداً»، إلا أنه اعتبر أنه «في المقابل توجد طرق تيسّر الحياة في ظل الحصار وتؤدي إلى تحقيق إنجازات».
كما اعتبر أنه «لولا الحصار لما بلغت قدرات إيران الدفاعية هذه الدرجة من القوة».
وقال جزائري «إنه من البديهي أن الاستكبار والصهيونية العالمية يعارضان تشكيل أي نوع من المقاومة في المنطقة»، معتبراً أنّ «أيّ فصيل أو أي نهضة تتشكل في المنطقة ستكون شوكة في عيون الأميركيين».
كما رأى أنه «لو لم تكن فصائل المقاومة لقام الأعداء بحرث الأرض وتسطيحها لأجل مصالحهم»، لافتاً إلى أنه «خلال الأربعين سنة الماضية فشلت جميع مخططات الأميركيين في المنطقة».
العميد جزائري قال «إنّ الدراسات التي أجرتها بلاده للتعرف على ما هو المستهدف الأساسي في الجمهورية الإسلامية من قبل أميركا، انتهت إلى أمرين: ولاية الفقيه و الحرس الثوري، وقوات التعبئة ».
كما تناول المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية الحرب في العراق فقال «إنه في الحرب التي فرضت مؤخراً على العراق والهجوم والحرب التي شنّتها الولايات المتحدة عن طريق الإرهابيين والرجعية العربية لا يمكن لأحد أن يتجاهل دور القوات الشعبية التي اجتمعت تحت عنوان الحشد الشعبي، معتبراً أن الأخير يمثل ظاهرة حديثة واصفاً إياه بأنه ظاهرة مؤثرة».
بدوره، قال مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي خلال استقباله وفداً من شيوخ عشائر العراق «إنه لولا التعاون الإيراني العراقي لكان العراق قد قُسّم بمؤامرات الأعداء أو لكان بأيدي الإرهابيين».
وأضاف ولايتي «أنّ هناك وحدة ومشتركات بين الشعبين الإيراني والعراقي، وأنّ أميركا وإسرائيل تحاولان سلب البلدين هذه الثروة»، مشيراً إلى أنّ «تعزيز العلاقات بين الدول يجب أن يكون لصالح الأمن والسلام في المنطقة».
وفي سياق آخر، دانت الأمانة العامة الدائمة للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطینیة لمجلس الشوری الإيراني واستنكرت بشدة القرار الاستفزازي الأميركي لتحدید موعد لنقل سفارتها إلی مدینة القدس المحتلة.
ورأت الأمانة العامة «أنّ القرار الأميركي بنقل السفارة فی یوم النكبة إلی القدس یعد قراراً استفزازیاً ومهيناً لمشاعر وعواطف الأمتین الإسلامیة والعربیة والشعب الفلسطیني المظلوم».
ورأت «أنّ مثل هذه المبادرات للإدارة الأميركیة والكیان الصهیوني في الأراضي المحتلة لن تشوّه الحقائق التاریخیة للشعب الفلسطیني ولن تعطي أي شرعیة للكیان الصهیوني المحتل للقدس».
كما رأت الأمانة العامة «أنّ العالم الإسلامي والرأي العام العالمي على یقین بأن القدس الكبرى ستبقى العاصمة الأبدیة والدائمة للأراضي التاریخیة الفلسطینیة»، مشيرة إلى أنّ «المناضلین المطالبین بالحق والحریة سیقومون بترسیم الحدود الفلسطینیة الأصیلة بالمقاومة ودمائهم الزكیة».
وناشدت الأمانة العامة الدائمة للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطینیة جمیع برلمانات العالم والمنظمات الدولیة، والبرلمان الأوروبي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وحركة عدم الانحیاز إلی «التعبیر عن استنكارها الشدید لهذا القرار التدخلي الأميركي والذي بإمكانه جعل المنطقة برمتها فی مواجهة مع الكیان الصهیوني، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتغییر موقف الإدارة الأميركیة بهذا الخصوص».