مادورو: الحوار مواجهة بين البوليفارية والرأسمالية
استقبل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو فجر أمس في قصر ميرافلوريس خصمه الرئيسي هنريكي كابريلس في أول لقاء بينهما في محاولة لوضع حّد لشهرين من الاحتجاجات ذهب ضحيتهما أربعون قتيلاً.
وشارك أيضاً عشرون مسؤولاً من مختلف قطاعات المعارضة في الاجتماع الذي حضره وزراء خارجية الإكوادور وكولومبيا والبرازيل كمراقبين، إضافة إلى السفير البابوي في فنزويلا.
ويهدف هذا الحوار غير المسبوق منذ تولي مادورو السلطة في نيسان 2013 إلى وضع حدّ لأكثر من شهرين من احتجاجات الطلاب والمعارضين المطالبين بوقف التضخم وقمع الشرطة في هذا البلد الذي يمتلك احتياطاً هائلاً من النفط في العالم.
وتقاطع بعض جماعات المعارضة المتشدّدة – ومن بينها حزب الزعيم المعارض ليوبولدو لوبيز المسجون – المحادثات التي يؤمل أن تناقش قضايا عدة، في مقدمها ارتفاع معدلات الجريمة والمشكلات الاقتصادية وارتفاع معدلات التضخم ونقص المنتجات الأساسية والتي كانت من الأسباب الرئيسية لاندلاع أسوأ احتجاجات ضد حكم الرئيس مادورو.
وفي حين ليّن الرئيس موقفه بالموافقة على بعض مطالب خصومه مثل تعيين مراقب محايد وشفافية النقاشات، عدلت المعارضة التي كانت ترفض المشاركة حتى الأيام الأخيرة، موقفها فلم تعد – على سبيل المثال – تشترط الإفراج مسبقاً عن الموقوفين خلال شهري الاحتجاجات الأخيرة والمتهمين بتأجيج العنف.
وأعلن مادورو أن «حوار السلام» سيبدأ «الخميس»، لكنه حذر من أنه «لن يكون هناك أي تفاوض حول الأنموذج الاشتراكي الفنزويلي».
قال مسؤول المعارضة هنريكي كابريلس إن «قصر ميرافلوريس سيهتز». وأضاف: «سنقول الحقيقة للحكومة كي تفتح عينيها»، مشدّداً على أن الأمور يجب أن تتغير.
وكان الرئيس مادورو قد أعلن قبل ساعات من انطلاق الجلسة أن ذلك سيكون حواراً بين الاشتراكية البوليفارية والرأسمالية.
من جهته، قال زعيم «طاولة الوحدة الديمقراطية» المعارضة رامون غييرمو أفيليدو إن المعارضة تنوي إدراج مسألة قانون العفو عن المعتقلين السياسيين وقضية نزع سلاح التشكيلات شبه العسكرية الموالية للحكومة في جدول أعمال المفاوضات.
يذكر أن حكومة نيكولاس مادورو 51 سنة ، وهو خليفة الرئيس الراحل هوغو تشافيز، أجرت في 8 نيسان محادثات تمهيدية مع المعارضة الفنزويلية ووافقت على بدء مفاوضات تهدف إلى وقف أسوأ اضطرابات سياسية شهدتها البلاد منذ 10 سنوات.