كلمة في الزعيم أنطون سعاده بذكرى ميلادهِ المجيد
زاهر الخطيب
مع أطيب تمنياتنا وتقديرنا ومحبّتنا..
تحيةً قوميةً مقرونةً بتحية العروبة والمقاومة..
وبعد..
كلمّا أطلَّ الربيعُ.. وفاحَت في أجوائه عطوراتُ أزاهيرِه..
نكون في آذار على موعدٍ مع الذكرى المجيدة لميلادك أيُّها الزعيم الخالد المؤسّسُ لأهمِّ نهضةٍ في تاريخ الأمة السورية العظيمة..
وفي هذه المناسبة الجليلة..
أتوجّه باسمي الشخصي.. وباسم رابطة الشغيلة وتيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية قيادة وكوادرَ.. بأسمى آيات الإكبار والتهنئة والتقدير والمحبة للرفاق الأعزاء في حزبكم الشقيق العريق رئيساً وفياً لدماء شهداء العقيدة شهماً شريفاً.. ولقياداتكم وكوادرِكم والأنصار.. فخورين معتزّين بكم قوميين اجتماعيين.. وبحزبكم الطّليعي الذي شبّ بإرادة قومية اجتماعية مستقلة.. رائداً من رواد الكفاح المسلح.. وعلاقات مميّزة للبنان مع سورية..
حاملاً راية المقاومة لمجابهة الخطر الصهيوني والاستعماري لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر..
وحاملاً راية الكفاح الاجتماعي لما شابَ الأمة من أوجهٍ للمخاطر الداخلية على أنواعها وفي طليعتها..
الطائفية آفة الآفات.. والمذهبية والإقطاعية، والعنصرية، والعشائرية.. والأمراض السياسية والاقتصادية والاجتماعية..
التي نَخَرت جسدَ الأمة فأصابت منه تمزيقاً واستبداداً وفساداً وفاسدين.. وتكلُّساً.. وضُعْفاً وتخلُّفاً شكلت في مسيرة الأمة المعوقات الأساسية لنهضةٍ قومية حضارية لم يلبث أن حَمل مشعَلها كبيرٌ من كبارِنا وزعيمٌ من زعماء أمَّتِنا والتاريخ..
ألا وهو الزعيم الشهيد أنطون سعاده..
مستحضرين في المناسبة الجليلة بعضَ أقواله من فوق منبر الشهادة:
«أنا أموت.. أمّا حزبَي فباقٍ»..
فإلى الثائر القومي الكبير نقول اليوم: أنت لم تَمُت يا زعيمنَا..
فالثوار لا يموتون.. وإنما أنت في وجدان العِزِّ باقٍ..
ما دامت الحياة وقفة عِزًّ في عقيدتك، وفي عقيدة أبناء أمتك وإنّ حزبك الذي أسّست.. أيّها الزعيم.. لم يَعُد فقط «الحزب السوري القومي الاجتماعي».. وإنما نَهضَ بالروح الثورية الأُممية.. لأحزاب المقاومات الظافرةِ العربية.. ومقاومات الأديان السماوية التي تَبقرُ الباطلَ لتستخرجَ الحقَّ من خاصرته..
ومقاومات العقائد الاجتماعية والأمميّين المقاومين في شعوب الأرض كافة.. تلك التي آمنت والتزمت أهدافها النبيلة.. وجوهرَها الواحد ألا وهو الإنسان والإنسانية..
فها هو اليوم، حِزُبكم حزبُ الفداء والفدائيين..
يقدِّم الدماءَ زكيةً.. مع الثوار والمناضلين النَّهضَويين ضدّ الإرهابيين الأميركيين والصهاينة والتكفيريين..
لإعادة هيكلية العالم على صورة حلمك القومي، وأحلام الثوريّين الأمميّين..
أيّها الزعيم المتحسِّسُ الحقائق المستقبلية لقد صَدَقت نبوءَتك بوعيك المبكر واستجاب التاريخُ لرؤيتكَ ونهضتكَ في قراءة التطوّرات الاستراتيجية في البيئة الدولية والإقليمية والوطنية..
فإذا بهذا العالم المتفجّر أزماتٍ وثوراتٍ، ومقاوماتٍ, يتغيّر في سياق تطورات إيجابية أسهمت في صنعها إرادات الأمم والشعوب الحرّة، فلم تعُد موازين القوى في العالم تميل لمصلحة الإمبراطوريات الغاشمة، ولا سيما المأزومة منها والآفلة..
فالإمبراطورية الأميركية والنظام الرأسمالي الأكثر احتكاراً، والأكثر عولمةً هو اليوم الأكثر تأزّماً، والأكثر تعثراً..
الأمر الذي ينعكس سلباً على كيان العدو الصهيوني حليفه الاستراتيجي، وعلى سائر أنظمة التبعية والعمالة الدائرة في فلكه..
ها هم اليوم أبناءُ أُمتِك السورية على أرضهم وفي مياههم، وتحت قِبّةِ سمائهم، بدمائهم وبطولاتهم يُلحقون العارَ، والهزائمَ المُذِلّةَ بالحلف الإرهابي الأميركي ـ الصهيوني، والتكفيري، والعربي الرجعي، وجواسيسه.
من معظم العِبريّين، وليس العرب، من حكام الخليج وعلى رأسهم حكام السعودية المتحَكمين المستبدّين بأبناء الجزيرة العربية..
ها هم اليوم أبناء أمتك السورية البواسل.. ينهضون شامخين لبناء شرق أوسط جديد بإرادتهم الحرة المستقلة على صورة أحلام شهدائنا وثوّارِنا جوهرُه المقاومة، كما قال بالأمس القريب، في قلب العروبة النابض، الرئيس القائد الدكتور بشار حافظ الأسد..
الرفاق الأعزاء معاً على طريق الكفاح القومي والأممي تجمعنا الثوابت المبدئية والوطنية ومع تَعزِّيز علاقاتنا التحالفية، نجدّد العهد والوُعدَ الصادق..
مع تكرار التهاني مقرونة بأصدق عواطفنا القومية واحترامنا ومحبتنا..
وزير ونائب سابق وأمين عام رابطة الشغيلة