«آخر ليلة أول يوم»…الحياة الزوجية على خشبة المسرح

بسام الإبراهيم وفاطمة ناصر

بقالب كوميدي خفيف لامست مسرحية «آخر ليلة أول يوم» الاجتماعية حياة الكثيرين ممن حضروا عروضها على خشبة المسرح القومي في اللاذقية مع نقلها قصصاً من الحياة الزوجية الواقعية.

العمل الذي أنتجته مديرية المسارح والموسيقى، «المسرح القومي» في اللاذقية ضمن مشروع دعم مسرح الشباب استقطب طوال عرضه مدة أسبوعين جمهوراً واسعاً تابع قصة حياة زوجين والصراع المستمر بينهما حول أشياء بسيطة للسيطرة على الآخر أو إحساس كل منهما بضياع حلمه المهني نتيجة الزواج على الرغم من الحبّ الذي يجمعهما.

ورغم أن مشاهد العمل اقتصرت حول طاولة يحتفل حولها الزوجان للمرة الخامسة بعيد زواجهما إلّا أنّ مخرج العمل نضال عديرة نقل للخشبة صراع الزوجين مع الأهل وتدخلهم في حياتهما وعلاقاتهما مع جيرانهما وأصدقائهما.

وجاءت قدرة الزوج زياد شرمك على تقليد حماته ومرة أخرى أحد المنتجين الذي له علاقة عمل بزوجته الكاتبة بسخرية، كما فعلت زوجته غربة مريشة حين قلّدت إحدى مريضات زوجها الدكتور وحماتها في كسر رتابة روتين المشاكل الزوجية لإضفاء ديناميكية وكوميديا على العمل الذي شغل مدار ساعة كاملة.

مظاهر الحبّ في خضم المشاكل الزوجية رغم قلّتها في مشاهد المسرحية كانت تفوح من خوف الزوجين على بعضهما، ومن كلمات رقيقة بعد نهاية كلّ خلاف كما أوحى به أيضاً ديكور غرفة الجلوس في بيتهما الذي طغى عليه اللون الأحمر بلمسات خفيفة من الفنان التشكيليّ محمد بدر حمدان.

وفي استمرارية للحياة الزوجية بحلوها ومرّها يظهر كل من الفنانين جعفر درويش ومنار آغا بمشهدين لا يتجاوزان أربع دقائق، لكنهما أضافا بعداً زمنياً للمسرحية لمحاولتهما سرقة الشقة المجاورة للزوجين لسنتين على التوالي، فأحدهما يريد المال لدفع مؤخر ونفقة زوجته ليطلقها والآخر يريد المال لدفع مهر خطيبته وشراء مصاغها، في ثنائية من التضاد والاستمرارية.

عديرة مخرج المسرحية عن نصّ للكاتب المسرحي جوان جان في ثاني تعاون لهما بعد مسرحية الطوفان أشار خلال حديث صحافي له أنّ العمل يندرج في الإطار الاجتماعي ويحمل دعوة للحفاظ على المؤسسة الزوجية وضرورة استثمار الحبّ واللجوء إليه في اللحظات الصعبة والتكاتف لمواجهة مصاعب الحياة.

وقال: «رغم الشغف الموجود عند الزوجين إلّا أنه يتحوّل إلى ملل ونفور وسعي كل طرف إلى إثبات جدارته على الآخر وهي حالات موجودة بهدف تسليط الضوء عليها للابتعاد عن النفور وتغليب الكلمة الطيّبة بين الأزواج لخلق التغيير وحماية الأسرة فتكون دائماً «آخر ليلة» يتّفق فيها الزوجان على إنهاء الحياة المشتركة بينهما ذاتها «أول يوم» في استمرارية حياتهما».

الممثل زياد شرمك رأى أن العمل يعكس حالات الغيرة والطموح والتنافس بين الزوجين رغم الحبّ ومحاولة الزوج والزوجة تطويع الآخر كما يريد، مشيراً إلى أنّ الحب في النهاية هو من ينتصر لتستمر الحياة رغم المشاكل.

من جهتها لفتت غربة مريشة إلى أنّ العمل يريد إيصال فكرة للناس بأن أشياء بسيطة بين الزوجين يمكن أن تكون سبباً في إنهاء علاقة حبّ استمرت لسنوات وأن التنازل بين الأزواج ضرورة لحماية هذه العلاقة النبيلة.

يضمّ فريق العمل في «آخر ليلة وأول يوم»: مساعد مخرج بسام سعد، ديكور محمد بدر حمدان، إضاءة غزوان إبراهيم، صوت مها وسوف، تصميم ملصق وإعلان زياد حمدان، إدارة منصّة يقين زينبية، تنفيذ ديكور مالك يوسف ومكياج زينة عسّاف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى