قاسم: أي جهاد لا يبدأ ولا ينتهي بمقاومة «إسرائيل» لا علاقة له بالجهاد حسّون: طالما أنّ القدس في قلب إيران ودمشق فلن يستطيعوا تهويدها
أكد مؤتمر الهيئة التأسيسية لاتحاد علماء المقاومة «أنّ «قضية فلسطين، وخصوصاّ القدس الشريف، هي المسألة الأولى لشعوب المنطقة وكل الشعوب المسلمة والحرة، ولا بد من جعلها في الدرجة الأولى من سلم الأولويات»، مؤكداً «أنّ الثورة والمقاومة مستمرتان حتى استئصال جذور الاحتلال الصهيوني وتحرير أرض فلسطين من النهر إلى البحر».
ودعا المؤتمر في بيان أصدره بعد اختتام أعماله أمس، كل علماء الأمة ومفكريها وقادتها السياسيين والاجتماعيين إلى «الوقوف في وجه الاحتلال الصهيوني والأميركي والاستكبار العالمي والسعي إلى تحقيق الاستقلال التام وتحرير الشعوب المضطهدة كافة من أسر قوى الاستكبار العالمي والصهيونية العالمية».
كما دعا إلى «تعبئة الطاقات والإمكانات كافة لإعادة إعمار غزة وتأهيلها لكي تواصل السير بأقوى مما كانت عليه على درب المقاومة وحتى تحرير كامل أرض فلسطين»، معلناً «الدفعة الأولى للدعم المالي من أجل إعمار غزة».
وشدّد على «ضرورة توعية الأمة لما يحاك ضدها من مؤامرة التمزيق والفتنة»، لافتاً إلى «أنّ كل محاولة لحرف بوصلة المواجهة مع العدو «الإسرائيلي» إلى الداخل الإسلامي هي عمل إجرامي تقف خلفه الصهيونية والاستكبار العالمي وعملاؤه».
وأشار البيان إلى أنّ «المجتمعين انتخبوا هيئة الرئاسة لتسير أعمال الاتحاد في المرحلة المقبلة. وجاء على الشكل الآتي: الشيخ ماهر حمود أميناً عاماً لاتحاد علماء المقاومة، وكيلاه الشيخ محمد حسن التسخيري والشيخ محسن الآراكي، الدكتور جعفر عبد السلام ناطقاً رسمياً باسمها، الشيخ حسان عبدالله رئيساً لمجلس إدارتها، والدكتور محمد حسن تبرئيان أميناً للسر».
وعقد اتحاد علماء المقاومة، المنبثق عن مؤتمر «علماء الإسلام لدعم المقاومة الفلسطينية» الذي انعقد في طهران في أيلول الماضي، المؤتمر الأول للهيئة التأسيسية للاتحاد، قبل ظهر أمس في مطعم الساحة – طريق المطار.
وشارك في المؤتمر: الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ورئيس الهيئة التأسيسية الشيخ محسن الآراكي، نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، المفتي العام ورئيس مجلس الإفتاء الأعلى في سورية الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون، إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود، مفتي عام تونس العلامة الشيخ حمده سعيد، رئيس اتحاد علماء بلاد الشام توفيق رمضان البوطي، رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين للجمهورية اللبنانية الشيخ أحمد الزين، رئيس جمعية العلماء المسلمين في الجزائر الدكتور عبد الرازق قسوم، ووفود وشخصيات علمائية.
قاسم
ولفت نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية «أنّ المقاومة جهاد، والجهاد في عصرنا هو قتال «إسرائيل» لتحرير فلسطين والقدس، فكل جهاد يتفرع عن المقاومة يسير على الخط السليم. وأي جهاد لا يبدأ ولا ينتهي بمقاومة «إسرائيل» لا علاقة له بالجهاد لا من قريب ولا من بعيد»، معتبراً «أنّ ما نراه اليوم من تعاون بعض القوى التي تدعي جهاداً ومعارضة مع «إسرائيل» فتستشفي عندها، وتأخذ التموين على الحدود السورية الفلسطينية، فهذا يؤكد أنّ أعمالهم هي تتويج لصهيونية المنهج التكفيري». وقال: «عندما توفر أميركا والدول الكبرى الإقليمية الدعم والتسهيل والمال للتكفيريين في سورية والعراق فهذا دلالة على التبعية وعلى كونهم أدوات في المشروع الأميركي الصهيوني». وأضاف: «يجب التشديد على أنّ المواجهة في العالم اليوم هي مواجهة سياسية بين محورين:
محور المقاومة الذي تمثله إيران وحزب الله والمقاومة في فلسطين ودول ومقاومات مختلفة في منطقتنا والعالم، والمحور الثاني هو محور أميركا و«إسرائيل» والتكفيريين الذين يضمون الكثير من الحكام والدول في إطار مواجهة مشروع المقاومة. وهنا أؤكد أنّ التصنيف المذهبي للمواجهات الدائرة اليوم يؤدي خدمة للإرهاب التكفيري. وهو ذرٌّ للرماد في العيون».
وأشار قاسم إلى «أنّ الواقع العملي يثبت أنّ الاختلاف هو اختلاف في الخيارات السياسية، وهذا ما نشهده في مصر والسعودية واليمن وفي ليبيا، وفي المواجهات التي تجري اليوم مع داعش وغير داعش ما يدل على أنّ المواجهات هي مواجهات بين خيارات سياسية وليست بين المذاهب»، لافتاً إلى «أنّ داعش قتل من أهل السنّة أكثر بكثير مما قتل من غيرهم، واحتل مناطقهم وأخذ أموالهم وفتتت منظومتهم الاجتماعية والعشائرية وقتل زعماءهم».
وتابع قاسم: «إنّ لبنان هو موقع مركزي للمقاومة والوحدة. لقد تجنبنا في لبنان الفتنة التي أطلت برأسها مرات ومرات، وساعد في وأدها علماء مخلصون من السنّة والشيعة، وفاعليات ثقافية وحزبية وسياسية، وجمهور ألف الجوار في المسكن والعمل والحياة الاجتماعية وهو يؤمِن بدعوات الإسلام للوحدة وبوحدة الوطن والمواطنين. وليكن معلوماً أنّ التخريب وإلقاء القنابل والتحريض والشتم لغة الضعفاء والفاشلين. أما لغة الوحدة والتعاون والقانون وخيارات الشعب فهي لغة الأقوياء والناجحين».
وتطرق قاسم في كلمته إلى الوضع الأمني، لافتاً إلى «أنّ الأمن مسؤولية الدولة اللبنانية بجيشها وقواها الأمنية». وقال: «نحن لسنا مع الأمن الذاتي، ونرفض التسويات التي يقودها بعض السياسيين من داخل الحكومة وخارجها لحماية المطلوبين وتأمين الملاذات الآمنة لهم. وندعو إلى عدم توفير الغطاء السياسي والديني للإرهاب التكفيري بذرائع مختلفة لارتكابات تنعكس على الناس وأمنهم واستقرار بلداتهم وأعمالهم». وأضاف: «فريقنا أعلن في مجلس الوزراء وفي كل المواقع أنه لا يغطي أحداً، ولا يحمي أحداً، وأنه مع الوحدة الوطنية وكل البلدات والقرى مفتوحة للجيش والقوى الأمنية، ونعلن مجدداً أن لا حماية لأي منطقة أو مرتكب في مناطق تأثيرنا. دورنا ومساهمتنا نقوم بهما على أكمل وجه، ونتعاون مع الجميع ولكنّ مسؤولية الأمن والاعتقال والملاحقة على عاتق الدولة وأجهزتها، فالنجاح في المهمة لها، والإخفاق إن حصل عليها. فلا يلقين أحد تبعة أعماله علينا».
وأكد قاسم «أنّ خيارنا الدائم والوحيد هو أن نتحاور ونتفاهم ونبني بلدنا معاً ونبني منطقتنا معاً، فتحديات الإرهاب «الإسرائيلي» والإرهاب التكفيري كثيرة وخطيرة، وهي تطاول الجميع، فلنشبك أيدينا معاً كي لا يستفيدوا من تفرقنا ولا يكسبوا من اختلافنا، ولتكن نقاشاتنا في محلها الصحيح للبحث عن الحلول بدل إثارة المشاكل».
كما شدد «على الوحدة السنّية الشيعية بكل أبعادها في لبنان وفي العالم من أجل التصدي للتحديات».
حسون
كما تحدث مفتي سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون، الذي قال: «نحن ننادي اليوم إلى حماية المقاومة وننادي إلى حماية القدس وبغداد ودمشق وطرابلس والقاهرة وتونس»، مشيراً إلى «أنّ كلمة المقاومة أقوى من أي سلاح يحملونه».
وأكد المفتي حسون «أنّ هيهات منا الذلة هي كلمة المقاومة»، لافتاً إلى «أنّ المقاومة وقفت في سورية ولبنان لتقول: «لا نقبل أنّ يصبح الشعب مشرذماً ومفكّكاً». وسأل: «هل هناك «ثوار» يضعون التفجيرات في 3000 مسجد ويدمرون المساجد والكنائس والمدارس؟». وأضاف: «لن يستطيعوا تهويد القدس طالما أنّ القدس في قلب إيران وفي قلب دمشق».
الآراكي
وأمل الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ورئيس الهيئة التأسيسية الشيخ محسن الآراكي «من الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة توجيه البوصلة إلى العدو الذي فتك أعراض الأمة الإسلامية واحتل دور العبادة والديار وأراق دماءنا». وأضاف: «إنّ كل اعتداء على الأقصى هو اعتداء على الشرف والإنسانية والعدالة وهنا أملنا بأن يستجيب كل أصحاب العزيمة إلى نداء اتحاد علماء المقاومة الذين يحملون همّ الدفاع عن فلسطين والأمة الإسلامية ضد الطغاة الذين يسحقون كل قيمة دينية وبشرية».
علماء العراق
ودعا رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا إلى «الوقوف في وجه الطامعين بالأمة».
وقال: «إنّ مشروعنا الذي يخلصنا من كل المصائب هو مشروع المقاومة الذي يحفظ من خلالها هذا الدين والمنهج»، داعياً إلى عقد الجلسة القادمة في بغداد.
تجمع العلماء
واعتبر رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين الشيخ أحمد الزين أنه «لا يكفي الشتائم أن توجَّه للعدو «الإسرائيلي»، علينا أن نتوجه لأنفسنا لنرى أماكن الضعف في السياسية والثقافة والإعلام من خلال سياسية الصلح مع «إسرائيل» وبخاصة في الجامعة العربية والمؤتمرات الإسلامية، من تعديات على كرامة كل مسلم والمسلمين عامة، فكيف لا يتحركون في مواجهة كل الاعتداءات»؟
ودعا الزين إلى عقد «مؤتمرات علمية تعود لقرار سياسي، وعلينا أن نتدارس لنواجه الحالة الإعلامية والأميركية التي تنشر الأضاليل في العالم العربي والإسلامي».
علماء فلسطين
وقال رئيس مجلس علماء فلسطين الشيخ حسين قاسم: «علينا أن نتوحد جميعاً لطريق فلسطين وعلينا من خلال هذا المؤتمر أن نوجه أبناء الأمة إلى فلسطين وكل ما يحصل الهدف منه فلسطين وعلينا العمل لإعادة البوصلة نحو العدو الأساسي وهو العدو الصهيوني».
أختري
ولفت الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت الشيخ محمد حسن اختري إلى «أنّ حماة «إسرائيل» من أميركا إلى بريطانيا وغيرها يعيشون حالة ضعف شديدة جداً»، مشيراً إلى «أنّ المسيرات اليومية في العالم الإسلامي لنصرة فلسطين تؤكد أنّ الأمة جاهزة، وعلى رغم أنّ المقاومة خلال العقود الماضية لم تحقق شيئاً لكنها اليوم حققت أشياء كثيرة».