بوتين: لا حاجة للعالم إن لم تكن روسيا موجودة سياسة واشنطن تجاه موسكو وطهران وبيونغ يانغ أثبتت عجزها لا قوتها
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، «أنّ قرار استخدام روسيا للسلاح النووي سيكون فقط في حالة الرد على أيّ عدوان تتعرض له البلاد».
وقال بوتين: «في ما يتعلق بموضوع استعمال السلاح النووي، هذا الموضوع هو حساس ومهم جداً. وأريد أن أوجه رسالة إلى الداخل والخارج أن مسألة استخدامنا للسلاح النووي الذي نأمل ألا نستخدمه أبداً هي مرجّحة فقط في حال تعرضنا وتعرضت بلادنا إلى عدوان».
وأضاف بوتين خلال حوار في سياق الفيلم الوثائقي «النظام العالمي 2018»: «إنّ قرار استخدام السلاح النووي سيكون بحالة الإنذار الصاروخي وبحالة اكتشاف صواريخ لديها مسارات لتسقط على أراضينا، وبهذه الحالة فإننا سنتمتع بحق الرد الجوابي المشروع على مصدر الصواريخ والأعداء»، مشيراً إلى أنّ «هذه الخطوة ستكون كارثة عالمية والبشرية ستتعرّض للخطر»، متابعاً بالقول: «لكن كمواطن روسي ورئيس لهذه الدولة أطرح سؤالاً على نفسي: لماذا نحن بحاجة لهذا العالم إن لم تبق روسيا موجودة؟».
من جهة أخرى، اعتبر الرئيس الروسي «أنّ تمديد واشنطن العقوبات على روسيا وإيران وكوريا الشمالية في وقت واحد، أثبت عجز الولايات المتحدة لا قوتها».
في هذا الصّدد، قال بوتين: «ها هم صنّفونا جميعاً في قائمتهم، ووصفونا جميعاً بالأعداء. محاولتهم القضاء على الجميع دفعة واحدة، دليل على الضعف وليس القوة».
كما وصف العقوبات الغربية على روسيا، بأنها «طريقة غير قانونية للتنافس، ومحاولة لكبح القدرة الدفاعية لبلاده».
وقال الرئيس الروسي: «كما كان الأمر دائماً في تاريخ بلادنا، كلما أصبحت روسيا دولة قوية، بدأ الذعر لدى شركائنا، وبدأت دائماً محاولات كبح تطور البلاد. إنها مجرد طريقة للتنافس، طريقة غير قانونية، وغير عادلة، لكن الأمر كذلك بالتحديد. ومحاولة لكبح تطوير القدرة الدفاعية لبلادنا»، مؤكداً أنّ «روسيا لا تمتلك قواتٍ نظامية في أوكرانيا».
وفي الشأن السوري، قال الرئيس الروسي «إنّ انهيار الدولة في سورية يؤدي إلى إقامة مركز واسع للإرهاب لعقود طويلة من الزمن»، مضيفاً: «اتخذنا القرار بشأن سورية، ليس لأننا قرّرنا التباهي بالأسلحة أو عرض قوتنا. بل انطلقنا من البيانات، التي كنا نمتلكها، وأثارت قلقنا. ما هي تلك البيانات؟ ألفا شخص من روسيا، 2500 مسلح كانوا ضمن صفوف داعش و جبهة النصرة و4500 شخص من آسيا الوسطى.. إننا لا نملك نظام تأشيرة دخول مع هذه الدول. كما أنّ انهيار الدولة في سورية محفوف بإنشاء بؤرة إرهابية واسعة لعقود طويلة مقبلة».
ووفقاً لأقواله، «لو لم تضرب روسيا الإرهابيين ولم تساهم في إعادة بناء هياكل الدولة، لكانت العواقب سيئة للغاية».
وتابع بوتين «لذلك، على الرغم من كل الصعوبات والمخاطر مستقبلاً، إننا نحل هذه القضية. والحقيقة أننا لم نتبع أحداً، بل سرنا بطريقنا الخاص، وتبين أنه يجلب النتائج».
كما أكد على أنّ «الاتفاقيات تعمل التي بين روسيا وإيران وتركيا حول سورية، وأنّ الدول جلست إلى طاولة المفاوضات بغض النظر عن العلاقات القائمة بين دول المنطقة».
وأوضح بالقول: «ماذا تعني الثقة؟ لدى كل دولة مصالحها، لدى روسيا، ولدى دول الشرق الأوسط، ولدى إيران، والسعودية، وتركيا، ومصر، وإسرائيل، والأردن، كما أنّ هناك مصالح اللاعبين الدوليين، كالولايات المتحدة، والصين، والهند. لدى روسيا أيضاً مصالحها، وأول ما يجب القيام به هو التعامل باحترام مع مصالحهم، وتحقيق احترامهم لمصالحنا. إنّها عملية صعبة».
وتابع الرئيس: «مهما كانت درجة صعوبة العلاقات بين دول المنطقة، إلا أننا جلسنا إلى طاولة واحدة مع تركيا وإيران ولعبنا دور ضامن الاتفاقيات، وهذه الاتفاقيات حول سورية تعمل».
من جهة أخرى، ردّ الرئيس الروسي على سؤال حول وصفه بـ «الشرير العالمي الرئيسي» الذي يحاول الغرب وصفه به، بـ «أنه لا يتأثر» قائلاً: «اسألوا الأشرار. هذا رأي المصادر الغربية، وليس كلها».
وأجاب بـ «النفي» عما إذا كانت هذه الأوصاف تؤثر على معنوياته سلبياً.
وصرّح بوتين: «لا. لقد اعتدت على ذلك. هناك معالم جيدة ومنارات جيدة. هذه المنارة هي مصالح روسيا وشعبها. وإذا شعرت أني لم أحد عن الطريق، أني أسير في الطريق الصحيح، فكل ما تبقى لا يهمّني».
وأشار بوتين إلى أنّ «مثل هذه الأحاديث لا تشتّت انتباهه عن المهام، التي يعتبرها الأهم بالنسبة لبلاده».
تشيبا
على صعيد آخر، أعرب نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في الدوما مجلس النواب الروسي، أليكسي تشيبا، أمس، «أنّ العقوبات الأميركية ضدّ كوريا الشمالية، ليست بناءة، وما هي إلا استفزاز يهدف إلى تعطيل عملية التفاوض».
وقال تشيبا: «لا يوجد دليل على أنّ هذا صحيح. لا يوجد دليل على أنّ كوريا الشمالية متورّطة في ذلك. الأميركيون يفرضون العقوبات في أسوأ اللحظات، فقط عندما تبدأ المفاوضات، من الواضح أنّ كوريا الجنوبية تشعر أيضاً أنّ موقف الولايات المتحدة هذا ليس بنّاءً».
وشدّد البرلماني الروسي على أنّ «الولايات المتحدة تتصرف مرة أخرى وفقاً للنظام القديم، فهم يتّهمون دولة أخرى بارتكاب جريمة، دون تقديم أي دليل».
وتابع تشيبا: «هذا استفزاز، من المستحيل فهمه بشكل مختلف». مؤكداً على أنّ «الاستفزاز يهدف إلى عرقلة عملية التفاوض بشأن مشاكل شبه الجزيرة الكورية».
تعازٍ بضحايا الطائرة المنكوبة
في سياق منفصل، أعربت مصر عن «خالص تعازيها لحكومة وشعب روسيا بضحايا تحطّم طائرة نقل عسكرية روسية قرب قاعدة حميميم الجوية في سورية».
وذكر بيان للخارجية المصرية، أمس: «أعربت جمهورية مصر العربية عن خالص تعازيها لحكومة وشعب روسيا الصديق بضحايا تحطّم طائرة نقل عسكرية روسية قرب قاعدة حميميم الجوية الروسية في محافظة اللاذقية في سورية، مما أدّى إلى مقتل مَن كانوا على متنها وعددهم 39 شخصاً».
وأكد البيان: «وقوف مصر حكومة وشعباً مع حكومة وشعب روسيا الصديق في تلك المحنة».
بدوره، قدّم الرئيس الكازاخستاني، نور سلطان نزارباييف، التعازي إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بضحايا تحطّم الطائرة المنكوبة.
وجاء في نص البرقية: «نقاسمكم الخسارة التي لا يمكن تعويضها، باسمي وباسم الشعب الكازاخستاني، أطلب منكم أن تنقلوا عبارات التعازي والدعم لأسر وأصدقاء الضحايا».
كما أعلنت الدائرة الصحافية في الكرملين، أنّ «الرئيس رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي، أعرب عن تعازيه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على خلفية تحطم طائرة النقل العسكرية الروسية أن-26 في سورية».
وجاء في البيان: «أعرب الرئيس التركي عن تعازيه بتحطّم طائرة النقل العسكرية الروسية أن-26 في سورية».
وأضاف البيان: «جرت مناقشة الوضع في الغوطة الشرقية في سياق تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401، وأشير إلى أهمية معالجة القضايا الإنسانية والحاجة إلى مواصلة حرب لا هوادة فيها ضد الجماعات الإرهابية في المنطقة».
كما أبلغ رئيس تركيا بوتين حول «سير عملية القوات المسلحة التركية في عفرين».
وتجدر الإشارة إلى أنّ «الحوار تناول قضايا موضوعات التعاون الثنائي، بما في ذلك تنفيذ المشاريع الاستراتيجية المشتركة في قطاع الطاقة. كما اتفق الزعماء على استمرار الاتصالات في مختلف المستويات».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أول أمس، «مقتل 27 ضابطاً بينهم لواء، إضافة إلى ضباط صف وعسكريين»، إثر تحطّم طائرة «آن-26» أثناء هبوطها في مطار حميميم بسورية، مؤكدة أنه «لم يكن هناك تسجيل لإطلاق نار على الطائرة»، وتدرس لجنة من الوزارة جميع الفرضيات الممكنة لما حدث، وذكرت المعلومات الأولية «أن سبب الحادث قد يكون عطلاً فنياً».