موسكو: عملية مكافحة الإرهاب في الغوطة لا تخالف القرارات الأممية.. بروجردي يحذّر الكيان الصهيوني بأن زمن اعتداءاتها على سورية انتهى
أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية لا تتناقض مع قرارات مجلس الأمن، محملة الإرهابيين المسؤولية عن مقتل المدنيين هناك.
وأضافت زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي اليوم الأربعاء، أن «روسيا لا تنظر إلى العملية ضد الإرهابيين التي ينفذها الجيش السوري في الغوطة الشرقية على أنها تتناقض مع قرار مجلس الأمن رقم 2401، بل تدعم جهود مكافحة الإرهاب في تلك المنطقة بعمليات قواتها الجوية الفضائية».
وذكرت بأن البند الثاني من القرار يشير بوضوح إلى أن وقف الأعمال القتالية لا يشمل العمليات ضد داعش والقاعدة وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات التي صنفها مجلس الأمن إرهابية.
ولفتت إلى أن الإرهابيين في الغوطة يحاولون يومياً إحباط الهدن الإنسانية التي يعلنها الجانب الروسي، في حين تلتزم دمشق بوقف إطلاق النار التزاماً كاملاً.
وحمَّلت زاخاروفا الإرهابيين المسؤولية عن سقوط القتلى بين المدنيين في الغوطة، ورفضت المزاعم الغربية حول قيام الجيش السوري بقصف عشوائي للغوطة الشرقية، واستخدامه السلاح الكيميائي هناك.
ورداً على سؤال صحافي، أكدت زاخاروفا ضرورة السماح بخروج المسلحين الذين يوافقون على مغادرة الغوطة مع أسرهم، أما الإرهابيين المصرّين على القتال، فلا بد من تصفيتهم.
وقال المركز الروسي للمصالحة في سورية في وقت سابق من اليوم، إن بعض المسلحين «يفكرون بجدية» في الاقتراح الروسي بتأمين انسحابهم من الغوطة، بينما أعلن جيش الإسلام، أحد أكبر الفصائل في الغوطة، أنه لا توجد أي مفاوضات حول الخروج بشروط روسية، مؤكداً عزمه على مواصلة القتال.
وواصل إرهابيو تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التابعة له منع المدنيين الذين يتخذونهم دروعاً بشرية من مغادرة الغوطة الشرقية بريف دمشق بغية الاستمرار في المتاجرة مع رعاتهم وداعميهم بالوضع الإنساني رغم مرور تسعة أيام على افتتاح ممر آمن لخروجهم باتجاه مخيم الوافدين.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أمس الأول، أن لدى موسكو أدلة متزايدة على أن الدول الغربية وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة تريد حماية تنظيم جبهة النصرة الإرهابي للإبقاء عليه واستخدامه في مخططات لاحقة.
بروجردي والإعمار
قال رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني علاء الدين بروجردي إن طهران وموسكو يتعاونان أمنياً وسياسياً وعسكرياً، وستُضاف لذلك إعادة إعمار سورية، مضيفاً أن على «إسرائيل» أن تعلم أن زمن اعتداءاتها على سورية انتهى.
بروجردي أوضح لمراسلنا من موسكو أن «تعاوننا مع روسيا في المجال الأمني والعسكري والسياسي في سورية يحمل طابعاً استراتيجياً».
وفي السياق، كشف أن «أجهزة الاستخبارات للدولتين لديها تعاون قوي، وسيتم إنشاء لجنة إعلامية مشتركة قريباً بين البلدين».
وأشار بروجردي إلى أن القمة المقبلة بين إيران وتركيا وروسيا سيكون لها تأثير كبير في هذه المرحلة، موضحاً أنه كان هناك تعاون جدّي بين إيران وتركيا والعراق لإفشال المؤامرة الأميركية لتقسيم العراق وفصل إقليم كردستان.
الدول الضامنة للتنسيق
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن ممثلي الدول الضامنة لعملية أستانا روسيا وإيران والنظام التركي ناقشوا مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا تنسيق الخطوات الرامية إلى تنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في مدينة سوتشي الروسية.
وذكرت الخارجية الروسية أن المشاركين في اللقاء الذي عقد بمقر البعثة الدائمة لروسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف بحثوا مسألة تنسيق الخطوات في سياق تنفيذ القرارات النهائية لمؤتمر الحوار الوطني السوري السوري الذي جرى في 29 و30 كانون الثاني الماضي وتم الاتفاق على استمرار الاتصالات بين الدول الثلاث ودي ميستورا بشأن سورية من أجل تحقيق تقدم مستدام نحو تسوية سياسية فيها.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أنه وخلال مناقشة الوضع في الغوطة الشرقية أكد الجانب الروسي على الدور الهدام الذي يلعبه الإرهابيون من جبهة النصرة والجماعات التابعة لها التي تقصف الأحياء السكنية في دمشق بشكل يومي وتواصل منع المدنيين من المغادرة عبر الممرات الإنسانية إلى المناطق الآمنة.
ومثل الجانب الروسي في اللقاء مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية سيرغي فيرشينين.
يُذكر أن العاصمة الكازاخية أستانا استضافت ثمانية اجتماعات حول سورية كان آخرها يومي 21 و22 من كانون الأول الماضي وأكدت في مجملها الالتزام بسيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية وتثبيت وقف الأعمال القتالية والاستمرار في مكافحة الإرهاب وتلتها خطوات أخرى في إطار حل الأزمة في سورية منها المحادثات تحت إشراف الأمم المتحدة في فيينا ومؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي.
الجيش يشطر الغوطة
ميدانياً، يقترب الجيش السوري من السيطرة على بلدة مسرابا عقب استعادة السيطرة على بيت سوى في عمق الغوطة الشرقية.
وبحسب المرصد السوري المعارض فقد تمكّن الجيش السوري من شطر الغوطة الشرقية إلى قسمين شمالي وجنوبي.
التلفزيون السوري الذي عرض مشاهد من مشارف مسرابا قال إن الجيش السوري قصف دفاعات المجموعات المسلحة في البلدة، موضحاً أن القصف هو بهدف تأمين دخول وحدات المشاة إليها.
وأكّد الإعلام الحربيّ أنّ الجيش السوري بسط سيطرته الكاملة على بلدة بيت سوى وسط انهيارات وتبادل اتهامات بين المسلحين عقب سقوطها.
كما حرّر الجيش السوري عدداً من المزارع جنوب شرق بلدة الريحان، وشرق منطقة حوش الاشعري، وصولاً إلى أطراف بلدة مسرابا بالإضافة إلى عدد من الأبنية والمزارع شرق مشفى البيروني في حرستا بعد مواجهات مع المسلحين.
ويواصل الجيش السوري تقدّمه في منطقة المزارع الفاصلة بين بيت سوى ومسرابا لقطع خطوط الإمداد عن المسلحين في المنطقة.
وقام عدد من المسلحين بالفرار من منطقة حوش الأشعري باتجاه بلدة افتريس وسط حالة من التخبّط والضياع في صفوفهم.
وفي السياق، رفع أهالي بلدة كفربطنا في الغوطة الشرقية العلم السوري، مطالبين بخروج المسلحين. كما رفع العلم السوري في بلدتي سقبا وحمورية في قلب الغوطة الشرقية لدمشق، ونشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات تبين قيام أهالي البلدتين برفع العلم السوري في الأماكن العامة، في إشارة إلى قبولهم بدخول الجيش السوري إلى قراهم، ومطالبة المسلحين بمغادرتها.
لكن حمزة بيرقدار المتحدّث العسكري بما يُعرَف بـ «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية قال إنّ المسلّحين يرفضون المغادرة.
بيرقدار نفى وجود أيّ مفاوضات بشأن الخروج من الغوطة في إشارة منه إلى اقتراح روسيا التي عرضت الخروج الآمن لمسلّحي المعارضة مع عائلاتهم، متحدثاً عن تمسّك المجموعات المسلّحة بالبقاء في الغوطة الشرقية.
مصادر كانت قد ذكرت أنّ الجيش الروسي عرض على مسلحي الغوطة الشرقية الخروج الآمن لهم ولأسرهم، وبحسب الوكالة فإنّ الجيش الروسي أكّد أنه سيعمل على توفير «الانتقالات وممر آمن» لمن يقبل بالعرض الروسي.
بدورها، حذرّت وزارة الدفاع الروسية من أن الوضع في منطقة خفض التصعيد بالغوطة الشرقية متوتر جداً وأن المسلحين يواصلون انتهاك الهدنة.
وأضافت أن الساعات الأربع والعشرين الماضية شهدت إطلاق 272 قذيفة من الغوطة الشرقية باتجاه دمشق ما أدّى إلى استشهاد 13 شخصاً وإصابة 135.
ودخلت شاحنات المساعدات الغذائية التابعة للأمم المتحدة إلى الغوطة الشرقية لدمشق يوم الإثنين الماضي، عبر معبر مخيم الوافدين بتسهيلات من الجيش السوريّ.
وبحسب وزارة الدفاع الروسية فإنّ الهلال الأحمر السوري أدخل 247 طناً من المساعدات الإنسانية إلى الغوطة، وقد أكّد مراسل الميادين أن القافلة عبرت فعلاً معبر مخيم الوافدين وهو آخر حاجز للجيش السوري باتجاه المناطق التي يسيطر عليه المسلحون قرب دمشق.
وفي السياق، تجدّد القصف التركيّ العنيف على شران شمال شرق عفرين وعلى محاور بلدة جنديرس، بالتوازي مع غارات في محيط جنديرس غرب المدينة.
القصف استهدف أيضاً أبراج الاتصالات في بلدات وقرى عدّة في ما يبدو أنّها محاولة لقطع الاتصالات، فيما تواصلت الاشتباكات بين المقاتلين المدعومين من تركيا ووحدات حماية الشعب.
وشهدت عفرين حركة نزوح للمدنيين من القرى التي تتعرّض للقصف باتجاه مناطق أكثر أمناً، حيث أفاد مصدر بتسجيل حركة نزوح كبيرة للمدنيين من المناطق التي يستهدفها الجيش التركي بمنطقة عفرين باتجاه تل رفعت.
وكان متحدّث باسم فصائل سورية مسلّحة متحالفة مع الكرد ذكر الإثنين الماضي أن الفصائل أعادت نشر 1700 مقاتل من الخطوط الأمامية للقتال مع داعش إلى منطقة عفرين للمساعدة في صدّ الهجوم التركي شمال غرب سورية.
وقال المتحدث باسم الفصائل المسلحة أبو عمر الإدلبي التي تقاتل داعش في شرق سورية ضمن «قوات سورية الديمقراطية» التي تساندها الولايات المتحدة «سحبنا 1700 عنصر من الرقة ودير الزور والحسكة وسنتوجه إلى عفرين للدفاع عن مناطقها ضد الإرهاب».
وأطلق الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان عملية «غصن الزيتون» التي بدأت فعلياًَ في الميدان في 20 كانون الثاني/ يناير 2017، وقال إنها ستستمر حتى منبج والحدود العراقية.