«صالة السيّد للفنون» في دمشق تحتفي بالتشكيليّات السوريات لمناسبة يوم المرأة العالمي
برعاية الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية السورية، أقامت «صالة السيّد للفنون» ظهر أمس معرضاً تشكيلياً بعنوان «المرأة السورية تاريخ وحضارة» ضم نحو ثلاثين عملاً تشكيليّاً بين اللوحة والمنحوتة.
المعرض الذي شاركت فيه الفنانات التشكيليات: ناديا نعيم، سراب عروس، غادة حداد، نهى جبارة، فيفيان صايغ، ولينا ديب، جسّد رؤية كل فنانة حول موضوع المرأة بأساليب وتقنيات متنوعة تنتمي إلى تجارب وأفكار مختلفة استخدم معظمها رموزاً سورية تاريخية وأسطورية.
الباحث الدكتور علي القيّم قال عن المعرض في تصريح صحافيّ: هذه الفعالية تحية إلى المراة السورية التي احتلت مكانة كبيرة في المجتمع في سورية عبر التاريخ منذ عشتار وإنانا قبل آلاف السنين حتى وقتنا الراهن.
وأضاف القيّم أنّ المرأة السورية كانت دائماً حاضرة وبقوّة في المرويات والأساطير، فهي الروح الخلّاقة التي نبتت منها الحضارة السورية العريقة. والمعرض بما فيه من حيوية وإشراق تجسيد لمواهب فنانات تشكيليّات سوريات مبدعات ومتفرّدات يتابعن هذا الإرث الإبداعي.
وعن فكرة المعرض التي تأتي احتفاء بيوم المرأة العالمي قالت إلهام باكير مديرة «صالة السيّد»: المرأة السورية في الحاضر والماضي رمز للوطن ولاحتضان المبادئ والقيم عبر حفاظها على هوية بلادها الحضارية ونجاحها في كل المجالات التي خاضتها والمعرض يتحدث عن نماذج نسائية سورية في التاريخ والوقت الراهن ويقدم المرأة السورية ووجودها الراسخ بقوة في مختلف مناحي الحياة اليومية خلال هذه الفترة الصعبة كابنة حضارة وأصالة عريقة.
وقالت التشكيلية فيفيان صايغ: الفنّ هو المخزون الثقافي الأول لكل أمة وله الدور الأهمّ في إبراز هوية المجتمع ومدى الحضارة التي وصل إليها. وأهمية تقديم العمل الفني تأتي من خلال معارض تتناول مواضيع لأهم مكونات الوجود انساني وهي المرأة. معتبرة أن المعرض ينقل صورة الواقع الراهن وبخاصة ما تمر به المرأة السورية في ظلّ ظروف الحرب الارهابية التي تعتبر من أقسى أنواع المعاناة لها.
بدورها قالت التشكيلية ناديا نعيم: كرّست المرأة السورية وبكلّ فخر هويتها الوطنية وأثبتت ذاتها وحضورها في كل المجالات فكانت نموذجاً للمرأة الحضارية الواعية. منوّهةً بمبادرة «صالة السيّد» باستضافة فنانات سوريات في معرض يتحدّث عن نماذج نسائية من التاريخ والواقع والأسطورة.
ورأت نعيم أن المعرض فرصة لتسليط الضوء على المرأة السورية الحاضرة بقوّة في الحياة رغم الظروف الصعبة لتصنع جيلاً متطوّراً ومتحضّراً يؤمن بالقيم والأخلاق السورية الأصيلة، ويكون واثقاً بإمكانات بلده ومقوّمات الحضارة التي يمتلكها.
أما الفنانة التشكيلية لينا ديب فوصفت المرأة بأمّ الإنسانية وبأنها نبع الحبّ والحنان والعطاء في الأسرة والمجتمع، ما جعل لها مكانة عبر التاريخ قديماً وحديثاً في كل المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية. معتبرة أن المشاركة في هذا المعرض تحية إلى المرأة وتقدير لها في عيدها حيث اختارت للوحاتها رمزاً هو الأول في التاريخ عبر الأمّ السورية الكبرى «عشتار» التي كانت في حضارة البابليين والسومريين والفينيقيين واليونان والرومان.
بدورها، قالت الفنانة نهى جبارة: لهذا المعرض خصوصية مختلفة وتكمن أهميته لأنه أقيم خصيصاً تحية إلى المرأة السورية في تاريخها. فهي الملكة الحاكمة والمغنية والفنانة والإلهة. مؤكدة ضرورة تفعيل دور الفن في المجتمع لأنه يحمل للأجيال المقبلة آثار ما صنعناه وأبدعناه.
ولفتت التشكيلية غادة حداد إلى أن مجد المرأة السورية الذي يمتد منذ عشتار إلهة الخصب والجمال إلى أليسار ابنة الساحل السوري وجوليا دومنا التي حكمت روما وزنوبيا ملكة تدمر التي تحدّت عرش الإمبراطورية الرومانية، مؤكدة أن المرأة في سورية عبر العصور والحضارات كانت جزءاً في صناعة الخيال للمجتمع وفي تقدّمه على المستويين الحضاري والروحي.