معرض استعاديّ لفنانات سوريات… أناقة اللون وجمالية الأسلوب

ميس العاني

أناقة اللون وجمالية الأسلوب في التعبير عن الفكرة خصائص تميّزت بها الريشة النسائية السورية فجعلتها صاحبة بصمة مميزة في عالم التشكيل استحقت عليه تكريم وزارة الثقافة في سورية ضمن معرض جمع أعمال 46 فنانة تشكيلية سورية من أجيال مختلفة في المعرض الاستعادي الذي استضافته مكتبة الأسد الوطنية في دمشق أمس.

وكان اللافت التنوّع في الأساليب والمدارس التشكيلية التي تنتمي إليها التشكيليات السوريات المشاركات واللواتي عبّرن بلوحاتهن عن قضايا مختلفة تتمحور حول الوطن والأمّ والغربة والمرأة.

علي المبيّض معاون وزير الثقافة قال في تصريح للصحافيين: الوزارة تقيم هذا المعرض الاستعادي لمقتنيات مديرية الفنون الجميلة تعبيراً عن تقديرها الكبير للمرأة السورية واحتفاء بيوم المرأة العالمي. مشيراً إلى أنّ دور المرأة في سورية خلال ظروف الحرب الإرهابية ومساهمتها الفعالة بحماية المجتمع السوري وحفظه يجعلها تستحق كل احترام وتقدير وتكريم.

وأكّد المبيّض أن نساء سورية أكبر من وصفهن نصف المجتمع فهن قدّمن الكثير للوطن والكلمات تعجز عن وفاء المرأة السورية حقّها، خصوصاً في المرحلة الراهنة.

مدير مديرية الفنون الجميلة عماد كسحوت قال إنّ المعرض يضمّ 46 لوحة لـ46 فنانة من مقتنيات وزارة الثقافة. مشيراً إلى أن الوزارة تحاول من خلال

هذه المعارض تعريف الجمهور بالفن السوري قديماً وحديثاً منذ ستينيات القرن الماضي حتى هذا الوقت.

وتحدّث كسحوت عن تنوّع الأعمال في المعرض الذي يعكس إبداع الفنانات السوريات وقدرتهن على صنع لوحات تعكس أنوثتهن وحسّهن ومشاعرهن وحالات مختلفة مررن بها. مبيّناً أنه سيكون هناك كل شهر معرض استعادي حول موضوع معيّن.

هيام سليمان مسؤولة قسم الإعلام في مكتبة الأسد قالت: الشعوب التي تنهض من الحروب بهذه القوّة لا يُخشى عليها. فهي امتلكت حياة الإنسان بالفنّ. والمرأة السورية معروفة بإبداعها. مؤكدة اعتزاز المكتبة باستضافة هذا المعرض الذي يحتفي بالإبداع الأنثوي السوري.

الفنانة التشكيلية لجينة الأصيل جاءت مشاركتها من خلال عمل بورتريه مائي باعتباره يعمق الإحساس بالآخر والدخول إلى أعماقه بحسب الأصيل التي أشارت إلى أهمية المعرض كونه يذكّر الفنانات بأعمالهن ويعيدهن إلى ذاكرة الجمهور، بخاصة مع تميّز مستوى الفنّ التشكيليّ النسائي في سورية منذ عقود.

وجاءت مشاركة الفنانة التشكيلية أسمى حناوي من خلال عمل مقتنى منذ عام 2014 من قبل مديرية الفنون يمثل بورتريه من دون ملامح وهوية يعكس محاولة الإنسان الابتعاد عن الواقع.

الفنانة التشكيلية مفيدة الديوب قالت إنها شاركت في هذا المعرض الاستعادي الذي يقام للمرة الثانية لتشكيليات سوريات بعمل رسمته منذ عام 2012 في بدايات الحرب على سورية استخدمت فيه ألواناً حارة لتعبّر من خلاله عن حالة الضياع لدى الأم والأب والأسرة بسبب الحرب، مستخدمة تكويناً تجريدياً وتعبيرياً.

أما الفنانة التشكيلية نهى جبارة فشاركت بلوحة أكريليك على قماش تحكي عن خبايا النفس البشرية والمعاناة من الحرب. مبيّنةً أن المعرض يعيد إلى الذاكرة الفنية أعمال أجيال كاملة من التشكيليات السوريات ويتيح الفرصة للجيل الجديد من أجل مشاهدة لوحاتهن ليتعلّم منهن ومن تجاربهن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى