رحلة مع الذات
رحلة مع الذات
كثيرون ممن يعوّلون على السنوات بأن تصنع لهم فارقاً في حياتهم ولكنها لم تفعل ذلك بعد! يركضون في الاتجاه نفسه معتقدين أنهم يتقدّمون، وما هم إلا كمن يركب حصاناً هزازاً يتحرّك دونما توقف… وأيضاً دونما تقدّم!
ضغوطٌ وسقوط في دوّامة الوقت والتغيير، و«أدعو أن يبتليكم الله بأن تعيشوا في عصرٍ مهمّ، سريع التغيير، وكثير الأزمات». ما هي إلا حكمة قرأتها على لسان أحد الأدباء والفلاسفة اليونانين. فوضى من «شخوطة» تولّدها قراءاتي في خارطة مُبهمة، وبفم قلمي أحاول ترتيب مسارها كلّما قرأت مقولات تتحدّث عن الأزمات وعَظمة القيادات التي تخلقها وتخلّفها الصلابة وطرق التعامل والاستجابة مع الضغوط، وكيف تتحوّل إلى مشاكل تحتاج إلى حلٍّ لها. أرسم من الظل صوت كلما قرأت عن ماهية اللحظات الفاصلة والمراحل الفارقة في حياة كل قائدٍ حقيقي وكيف تستفزّه ليعرف نفسه بل وليتعرف إليها ليستطلع مستقبله ببوصلته الداخلية. «الشخصية العظيمة لا تولد في جوّ هادئ أو بيئة خاوية، فالعقل الإنساني المتقد لا يتشكّل إلا من خلال التأقلم مع التحدّيات المتتابعة والمتنوّعة». «الحاجة الملحّة تكشف معدن الإنسان وأعظم الفضائل المغروسة في ضميره». «أحبّ أن أكون مستهلكاً تماماً حين وفاتي، فأنا مؤمن بأنني كلّما عملت أكثر كلّما عشت أكثر». «وما حياتي إلا مصباح كبير عليّ أن أحمله في كلّ لحظة، أريده أن يحترق ويضيء إلى أقصى مدى قبل أن أسلّمه للأجيال المقبلة».
وفي إحدى الكتابات الصينية رمزان يترافقان، أحدهما يرمز إلى كلمة «الخطر أو التهديد»، ويرمز الثاني إلى وجود «فرصة». أما حكيم ياباني فيقول: «تبعاً للموقف، يجب أن تكون صلباً كالماس، مرناً كشجر الصفصاف، متدفّقاً كالماء، وهادئاً كالفضاء». وأقول إن لم نواجه حقيقتنا ونتعرّف إلى أهم نقاط ضعفنا ونلتزم بأعمالٍ بسيطة محدّدة تجاهها. إن لم نعِ وندرك الهدف والبذل الهادف لطاقتنا، لن نصنع من الفراغ مكاناً في حياتنا ولن نستمتع بحياة النضال في مسيرة حياتنا ولن ننجح في أيّ من المواقف التي تحتاج منّا التوازن أو الصلابة أوالاستجابة.
ريم شيخ حمدان