خواجة: التميمي ورفاقها يرمزون إلى أن القضية كانت وستبقى حية
نظّمت «الحركة الثقافية في لبنان» ومنظمة التحرير الفلسطينية حفلاً تضامنياً مع الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات «الإسرائيلية»، تخلله تكريم رمزي للأسيرة عهد التميمي، وذلك في مقر الحركة الثقافية – الروشة.
حضر الحفل سفير السلطة الفلسطينية في لبنان أشرف دبّور، مرشح دائرة بيروت الثانية في الانتخابات النيابية محمد خواجة، رئيس «الحركة» بلال شرارة، عدد من قيادة «فتح» في لبنان، ممثلون عن الأحزاب الوطنية اللبنانية، وفد «المنتدى القومي العربي»، جمعيات وهيئات لبنانية، ممثلون عن اللجان الشعبية، وثلة من الشعراء اللبنانيين.
بدأ الحفل بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، تلتهما كلمة ترحيبية وقصيدة شعرية لعريف الحفل الشاعر سليم علاءالدين.
وألقى خواجة كلمة الحركة، وقال فيها «إن مشهدية عهد التميمي وهي تواجه بقبضتيها العاريتين الجنود الصهاينة المدجّجين بالسلاح تجعل كل حر منا يستبشر بأنه لا يزال في هذه الأمة خير. فهي وأقرانها من شبان وشابات فلسطين، هم بعض ما تبقى من بقع ضوء في تراجيدية السواد العربي. لقد بدت عهد التميمي وهي خلف القضبان حرة أكثر بكثير من عبيد طأطأوا رؤوسهم ونضبت مياه وجوهها أمام الممثل الإسرائيلي والراعي الأميركي».
وأضاف «أن عهد التميمي، ابنة العائلة المناضلة التي لم يبق فرد من أبنائها إلا ودخل غرف التحقيق وزنازين الاعتقال، ترمز هي ورفاقها من أجيال الانتفاضات المتتالية إلى أن القضية كانت وستبقى حية، بعد نحو قرن من الصراع الدامي والمفتوح بمواجهة مشروع الاستئصال الصهيوني، وسبعة عقود على احتلال فلسطين. ويجسد هؤلاء الأبطال الشجاعة الفلسطينية والإرادة التي لا تلين، ورغم تآمر الأقربين قبل الآخرين اللاهثين وراء سراب وهم السلام الترامبي المسمّى صفقة القرن، ويستعجل هؤلاء اللاهثون مع راعيهم الأميركي لإقفال ملف العداء لإسرائيل بأي ثمن لكي يتفرّغوا جميعهم لخوض الصراع ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، بقصد معاقبتها على احتضان القضية الفلسطينية، ودعم حركات المقاومة في المنطقة».
وأشار إلى أن «أولى الإرهاصات التنفيذية لقرار ترامب الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني تتمثل بنقل السفارة الأميركية إلى المدينة المقدسة في منتصف شهر أيار المقبل، بما يحمل هذا التاريخ من دلالة متساوية مع الذكرى السبعين لتأسيس دولة إسرائيل».
وأكد أن «ما يخطّط له ترامب ونتنياهو وحلفاؤهما من العرب لن يتحقق ولن يُكتب له النجاح ما دام الشعب الفلسطيني يضمّ بين أبنائه الآلاف من أمثال عهد التميمي».
وألقى الشاعر طارق المير آل ناصر الدين قصيدة لفلسطين والأسيرة التميمي.
ثم ألقى دبّور كلمة باسم فلسطين، فأدان «الاعتداء الجبان الذي تعرّض له موكب رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمدلله ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج والوفد المرافق، أثناء توجّههم لافتتاح مشروع تحلية المياه، أحد المشاريع المهمة، والتي تخفف من معاناة وآلام أبناء شعبنا الصامد في قطاع غزة».
وطالب «بالكشف عن الجهات المشبوهة التي تقف وراء هذا العمل الجبان والذي يخدم الاحتلال الإسرائيلي بالدرجة الأولى».
وأضاف «أن عهد التميمي أيقونة فلسطين الفتاة الشقراء الصغيرة التي نشأت على مقاومة الاحتلال رغم صغر سنها، وعرفت جيداً ما تريد وإلى أين تتجه وكيفية تحديد الهدف، ولديها قناعة تامة بما تقوم به، حيث قالت إن طريق تحرير فلسطين بحاجة للتضحية، ولا أخشى الموت، وأتمنى أن أكون إحدى شهيدات فلسطين ، فهي العنوان للوطنية الفلسطينية، وهي نموذج لجيل من الشباب الفلسطيني الذي توارث النضال أباً عن جد وتشرّب القضية».
وأكد أن «دور الكلمة في هذه اللحظات المصيرية لا يقل أهمية عن دور الحجر والرصاصة»، معتبراً أنه لا بد لنا أن نستعيد وحدة الشعب والوطن. ولتكن صفعة «عهد» لجنود الاحتلال ليست فقط صفعة لهيبته وبطشه وآلته العسكرية، بل صفعة شعبنا الفلسطيني بأكمله في وجه الاحتلال».
وتخلل الحفل إلقاء كلمات وقصائد شعرية، كما قدم الفنان السوري جمال سليمان إلى الشعب الفلسطيني لوحة للأسيرة عهد التميمي تسلّمها السفير دبّور الذي قدم بدوره درعاً تكريمية إلى شرارة، وفاء وتقديراً لمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية.
أما أمين سر «فتح» – إقليم لبنان حسين فياض، فقدم لشرارة حفنة من رمل أحضره من أرض المسجد الأقصى في القدس.