الغوطة ومسار الحرية
ـ يكفي الاستماع إلى روايات الأهالي الخارجين من جحيم السجن الذي فرضه عليهم المسلحون التكفيريون بمكوّناتهم المختلفة طوال سنوات لمعرفة حجم الفبركات والأكاذيب التي طغت على الإعلام العالمي بذريعة الدفاع عن حقوق الإنسان بهدف تقديم الحماية للجماعات التي حوّلت الناس إلى دروع بشرية ومختبر لفبركات الكيميائي.
ـ يكفي أيضاً سماع مسؤولي وقادة الجماعات المسلحة والهيئة المفاوضة للمعارضة وهم يتحدثون عن هؤلاء الأهالي الخارجين من السجن الكبير وهم يوجهون كلامهم لمن بقوا ويفكرون بالخروج فيقولونّ إن الذين خرجوا قتلوا على الحواجز واعتقل من بقي حياً، وثم يضيفون أنّ هؤلاء الأهالي هم عائلات المسلحين في كلام تحريضي ضدّ هؤلاء الأهالي.
ـ يكفي معرفة أنّ الجيش السوري قد وضع امامه قضية استكمال تحرير الغوطة وأهاليها رغم كلّ الانطباعات المكوّنة عن تشابه مزاج الأهالي مع الجماعات المسلحة التي تسيطر هناك وأنه يتعامل بمسؤولية وأخلاقية بعيداً عن كلّ حساب سياسي ويعتبر الناس ناسه.
ـ يكفي أن نعلم أنه خلال تحرير حلب قيل الكثير عن موقف أهالي الأحياء الشرقية للمدينة، وأن ما بعد التحرير شهد ما يدلّ على أنّ الناس عندما تحرّرت من قيود الإرهاب أثبتت ولاءها لدولتها، وأنّ الكثيرين كانوا يعيشون وهم سقوط الدولة وتعاملوا بمنطق قوى الأمر الواقع، خصوصاً بعيون طائفية توهّموا أنها حلت مكان هويتهم الوطنية، ويوم أثبتت الدولة أنّ مشروعها هو الأقوى وأنّ الصلة بها تمرّ بالهوية الوطنية لا الطائفية تغيّرت أشياء كثيرة.
التعليق السياسي