بوتين يفوز بنسبة 76 من الأصوات ويؤكد ضرورة العمل على بناء المصالح القومية
وجّه الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين، الذي حقق فوزاً كاسحاً في انتخابات الرئاسة، حسب النتائج الأولية لفرز الأصوات، شكراً لجميع ناخبيه، داعياً إلى «ضرورة الحفاظ على وحدة روسيا».
وقال بوتين، في كلمة ألقاها خلال تجمّع كبير خاص أقيم مساء أمس، وسط موسكو، بمناسبة ذكرى انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا بالتزامن مع فرز الأصوات، والتي تشير نتائجها الأولية إلى حصوله على أكثر من 74 بالمئة من أصوات الناخبين: «أودّ أن أوجّه إلى كل مَن اجتمع اليوم هنا في موسكو ولجميع أنصارنا على أراضي بلادنا الكبيرة برمّتها، شكراً جزيلاً لكم على هذه النتيجة»!
وأضاف بوتين: «أرى في ذلك تقديراً لما أنجز خلال السنوات الأخيرة، في ظروف صعبة جداً. أرى ثقة الناس بنا وأملهم أن نعمل بمثل هذه الدرجة من المسؤولية لتحقيق نتائج أكبر».
وشدّد الرئيس الروسي الحالي على «الأهمية البالغة للحفاظ على الوحدة» والحصول على «دعم هؤلاء الناخبين، الذين صوّتوا لصالح المرشحين الآخرين»، قائلاً: «إننا في حاجة إلى هذه الوحدة من أجل تحقيق تقدم لاحق».
كما أكد الرئيس الروسي، على «ضرورة أن تعمل جميع القوى السياسة في روسيا بناء على مصالحها القومية»، فيما أشار إلى أنه «لا يفكر حالياً في إجراء أي إصلاحات دستورية».
وبيّنت النتائج الأولية لفرز الأصوات في الإنتخابات الرئاسية الروسية 2018، «حصول الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين ، على 76 بالمئة من الأصوات بعد فرز 74 من الأوراق الإنتخابية .
واستناداً إلى النتائج التي توصّل إليها مركز عموم روسيا لدراسة الرأي العام ذكر بأنّ فلاديمير بوتين سوف يفوز بنسبة 73.9 في الانتخابات الرئاسية في روسيا، وذلك عبر استطلاع آراء الخارجين من مراكز الاقتراع.
وقال المركز «إنه استناداً إلى نتائج استطلاعات الرأي التي أجراها مركز أبحاث الرأي العام الروسي تمّ انتخاب فلاديمير بوتين رئيساً لروسيا الاتحادية في الجولة الأولى، وبنسبة 73.9 في المئة من الأصوات ».
وحصل المرشح لرئاسة روسيا بافل غرودينين عن الحزب الشيوعي الروسي 11.2 في المئة من الأصوات، وفلاديمير جيرينوفسكي 6.7 في المئة، كسينيا سوبتشاك 2.5 في المئة، يافلينسكي 1.6 في المئة، بوريس تيتوف 1.1 في المئة، وذلك وفقاً لاستطلاع أجراه مركز عموم روسيا لدراسة الرأي العام عند الخروج من مراكز الاقتراع.
حيث بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية في روسيا، 63.7 في المئة، وذلك وفقاً لاستطلاع أجراه مركز دراسة الرأي العام في عموم روسيا. وفتحت مراكز الاقتراع في روسيا الاتحادية أبوابها في تمام الساعة الثامنة صباحاً، لاستقبال الناخبين وبقيت حتى الـ8 مساء بالتوقيت المحلي لكل جمهورية وإقليم روسي، حسب توقيته الخاص، بدءاً من فلاديفوستوك في أقصى شرق البلاد وصولاً إلى مقاطعة كالينينغراد في أقصى غرب البلاد.
وقالت رئيسة اللجنة الوطنية للانتخابات الروسية، إيلا بامفيلوفا، «إنّ نسبة الحضور للتصويت بلغت حتى الساعة السادسة بتوقيت موسكو 60 في المئة».
في السياق نفسه، صرّحت وزارة الداخلية الروسية، «أنه لم تسجل أية انتهاكات قد تؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية في روسيا»، وفقاً لبيان نشره موقع الوزارة، أمس.
وأوضح البيان «أن أجهزة الأمن الداخلي لم تسجل، وقت إغلاق مراكز الاقتراع، أية انتهاكات قد تؤثر على مسار ونتائج الانتخابات الرئاسية».
وأشارت الداخلية إلى أن «نحو 275 ألفاً من العاملين في أجهزة الأمن الداخلي بالتعاون مع زملائهم من الأجهزة الحكومية الأخرى وأعضاء اللجان الانتخابية، وممثلين من الجماهير، عملوا سوياً على تطبيق القانون في مراكز الاقتراع».
ولفت البيان أنّه «تمّ منح الفرصة لجميع العاملين في أجهزة الأمن الداخلي للوفاء بالواجب المدني والمشاركة في التصويت».
وأضاف البيان «أن الشرطة إلى جانب وحدات من الحرس الوطني تعمل على توفير الأمن في فرز الأصوات، وكذلك في نقل البروتوكولات وغيرها من الوثائق من مراكز الاقتراع إلى اللجان الانتخابية العليا».
فيما أعلنت شركة الاتصالات الروسية «روس تيليكوم» أنّها «تصدّت إلى عشرات الهجمات السيبرانية على موقع اللجنة المركزية للانتخابات الروسية».
وقال رئيس الشركة ميخائيل أوسيفسكي، أمس، «إنّ الشركة سجّلت العشرات من الهجمات السيبرانية على الموقع الإلكتروني للجنة المركزية للانتخابات واللجان الإقليمية»، مشيراً إلى أنّها «كانت جاهزة لمواجهة ذلك، وتمّ التصدّي لكل الهجمات».
وتابع أوسيفسكي، متحدثاً عن النتائج الأولية للتصويت في الانتخابات الرئاسية في روسيا في مركز اللجنة المركزية للانتخابات: «كنا مستعدّين لحدوث هجوم على بوابات بث الفيديو الحي، وبوابة اللجنة المركزية للانتخابات، وسجّلنا عشرات عدة من الهجمات الخطيرة، ولن أكشف عن أية منها»، مضيفاً: «أستطيع أن أقول إنه تمّ التصدي لها بقوى مركز الأمن السيبراني في روس تيليكوم ، وما زلنا نعمل على ذلك».
في السياق نفسه، قال عضو اللجنة المركزية للانتخابات الروسية، فاسيلي ليخاتشوف، «إنّ محاولات استفزاز جرت خلال عملية تصويت المواطنين الروس في الانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى أوكرانيا، في نيوزيلندا، والولايات المتحدة وعدد من نقاط أخرى من العالم». وأضاف «أنّ العناصر المعادية لروسيا في الولايات المتحدة، وعلى وجه الخصوص في سان فرانسيسكو ونيويورك، أعدّت للقيام بأعمال استفزازية خلال التصويت في الانتخابات الرئاسية».
وأشار إلى أنه «يجري التحقيق في كل واقعة»، مضيفاً «أن الوضع في الولايات المتحدة يدرسه الآن بنفسه».
كما تحدّث سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف، عن «استفزازات وقعت في الولايات المتحدة خلال الانتخابات الرئاسية الروسية المبكرة».
وقال أنطونوف أمس، للصحافيين: «لا أستطيع أن أخبركم ماذا حدث مئة في المئة ولكن للأسف كانت هناك أعمال استفزازية. ربما، لا ينبغي الصمت عن هذا. كان هناك أولئك الناس الذين، كما أعتقد، لا يفهمون ما هي الانتخابات الرئاسية ومدى أهمية عدم إعاقة إجرائها، بل على العكس، على كل واحد أن يعبر عن موقفه الثابت».
ورداً عن سؤال حول ما هي الاستفزازات التي يجري الحديث عنها، قال السفير الروسي: «لقد رموا المباني التي كان من المقرّر أن يتم التصويت فيهم، بالقذارة».
وأضاف أنطونوف: «كانت هناك أيضاً وقائع عندما تعرّض أشخاص سمحوا باستخدام أماكنهم للتصويت للتهديد، واختلقوا المشاكل لهم، مما اضطرهم لرفض تقديم هذه المواقع أعتقد أن هذا أمر سيئ للغاية، فكل بلد له مبادئه الديمقراطية الخاصة، وحرياته الديمقراطية».
وفي الوقت نفسه، أشار إلى أنّ «السفارة الروسية لا تخطّط لإجراء أي تحقيقات». وأعرب أنطونوف عن «أمله في أن تهمّ هذه القضايا الجهات المختصة في الولايات المتحدة، والتي ستتخذ التدابير اللازمة».
من جهة أخرى، اعتبر رئيس الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف أداء مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية الروسية بافيل غرودينين ناجحاً بالنسبة إلى الحزب.
وقال زيوغانوف عبر مؤتمر صحافي داخل المقرّ الانتخابي لحملة غرودينين: «أودّ أن أشكر بافيل غرودينين.. وأداؤه كان رائعاً، وبإمكان أيّ سياسي أن يحسده».
في حين، اعتبر المرشح الرئاسي عن الحزب الشيوعي بافيل غرودينين الانتخابات الرئاسية التي جرت في روسيا أمس، «غير نزيهة».
وقال غرودينين في مؤتمر صحافي داخل المقرّ الانتخابي لحملته إنه «من الواضح أن فرز الأصوات والعملية الانتخابية بشكل عام كانت غير نزيهة، وبعد أن نقوم بفرز الأصوات نهائياً، سنتخذ قرارات محدّدة».
وحلّ مرشح الحزب الشيوعي الروسي بافيل غرودينين في المرتبة الثانية بحصوله على 15.44 في المئة من الأصوات، حسب النتائج الأولية.
من جهتها، أقرّت المرشحة للرئاسة الروسية كسينيا سوبتشاك بـ «قلة عدد الخروق خلال الانتخابات»، مضيفة أيضاً أنه «من وجهة النظر القانونية كانت هذه الانتخابات أكثر شفافية من السابقة». كما أعربت عن «أسفها» لعدم تمكّن المعارضة الروسية من صياغة موقف مشترك.
من جهة أخرى، أعلنت سوبتشاك عن «رغبتها في عقد لقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين» لبحث الإفراج عمّن وصفتهم بـ «المعتقلين السياسيين».
وقالت سوبتشاك في أعقاب إغلاق المراكز الانتخابية ونشر أولى نتائج الانتخابات الرئاسية: «سأطلب عقد لقاء مع فلاديمير بوتين، من أجل الإفراج عن المعتقلين السياسيين».
وأكدت سوبتشاك «أنها ستواصل بذل الجهود لحماية المواطنين المسجونين بصورة غير عادلة»، حسب قولها.
وأعلنت سوبتشاك «أنها تعتزم مواصلة النشاط السياسي وتأسيس حزب سياسي جديد»، مشيرة إلى أنه «سيتمّ في أيار المقبل الإعلان عن موعد المؤتمر التأسيسي للحزب تحت اسم حزب التغيير »، والذي تعتزم تأسيسه سوية مع «السياسي المعارض دميتري غودكوف».