«بدْها الله»
يكتبها الياس عشي
«بدْها الله».. عبارة تتكرّر على ألسنة العامة، كلما ضاقت الحال، وتعثّر الحل.
حسناً.. يمكنك، يا سيدي، أن تبدأ بجدولة المشاكل التي يعاني منها اللبنانيون، ولكنك ما إن تنتهي من جدول حتى يقفز في وجهك مئات الجداول، فالاعتصامات والاحتجاجات تحتلّ الشوارع، وكذلك النفايات، وفوضى السير، والغلاء، والموضوع الصحي والتعليمي والقضائي، وغيرها من المشاكل التي صارت من المسلمات، والكلّ في انتظار مجلس نيابيّ عتيد، يشمّر عن ساعديه، ويبدأ العمل.
هذه الفوضى تذكرني بما حدث بين الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم وصديقه نتشكين السكرتير الأول في السفارة السوڤياتية. ففيما كانا يوماً على انفراد في وزارة الدفاع، ارتفع صوت المؤذن، فنهض نتشكين قاطعاً الحديث احتراماً منه لواجب الصلاة! فأدهش قاسم وقال لصديقه:
ــ أنا أكبّر هذا الاحترام للصلاة من رجل ملحد.
ــ نعم، أجاب نتشكين، كنت ملحداً، لكنني منذ جئت إلى هذا البلد، بدأت أؤمن بوجود الله! وإلا فكيف نعلّل سير أيّ عمل من الأعمال في بلد كهذا؟