البشير في القاهرة وإرادة سياسية قوية للتعاون مع مصر
قال الرئيس السوداني، عمر البشير، أمس، «إنّ بلاده لديها إرادة سياسية قوية لحل أية إشكالية مع مصر من أجل تحقيق مصلحة الشعبين والبلدين».
وأضاف البشير خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في القاهرة، «أنّ العلاقات السودانية المصرية هي أمانة في يد قيادة البلدين … علاقة تاريخية يربطها التاريخ والجغرافيا ونهر النيل والثقافة والدين والمصير والمستقبل المشترك».
وعن مباحثاته مع نظيره المصري، قال الرئيس السوداني: «تحدّثنا عن مشروعات الربط البري والنهري والكهربائي والسكك الحديدية، لتيسير حركة انتقال الأفراد والتبادل التجاري بين الخرطوم والقاهرة».
وتابع: «هناك إرادة سياسية قوية للتعاون مع مصر لحل أية إشكالية تظهر مستقبلاً لمصلحة الشعبين والبلدين».
ومضى قائلاً: «ليس لدينا أي خيار سوى التعاون لتحقيق المصلحة لشعوبنا … اللقاءات الثنائية بين الخرطوم والقاهرة إيجابية وساهمت في زيادة التفاهم والتعاون».
وتمرّ العلاقات بين الجارتين حالياً بحالة من الهدوء، لكنّها تشهد من آن إلى آخر توترات بسبب ملفات خلافية، منها: النزاع على مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد الحدودي، وسدّ النهضة الإثيوبي، إضافة إلى اتهامات سودانية للقاهرة بدعم متمردين سودانيين، وهو ما نفته مصر مراراً.
ووفق بيان للرئاسة المصرية، «تطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بمشاركة الوزراء المعنيين من الجانبين، حيث تمّ الاتفاق على ضرورة تعظيم التعاون الاقتصادي وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين».
كما اتفق الرئيسان على «تعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين من خلال اللجنة الأمنية التي تمّ تشكيلها بين البلدين»، حسب البيان ذاته.
ووصل البشير القاهرة، في وقت سابق أمس، على رأس وفد سوداني رفيع المستوى، لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين، خلال زيارة استغرقت يوماً واحداً.
وتُعدّ هذه أول زيارة يقوم بها البشير لمصر منذ تشرين الأول 2016، وتأتي بعد انفراج التوتر في العلاقات بين البلدين وعودة السفير السوداني، عبد المحمود عبد الحليم، إلى القاهرة في وقت سابق من الشهر الحالي.
وكان أحدث تباين في وجهات النظر بين البلدين، في 4 كانون الثاني الماضي، باستدعاء السودان سفيرها لدى القاهرة، لـ «التشاور»، من دون إعلان سبب واضح للاستدعاء آنذاك، قبل أن يعود إلى مصر بعد غياب شهرين.
وبعد أيام من عودة السفير السوداني في مطلع آذار الحالي، بحث البشير، مع القائم بأعمال مدير المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، بالخرطوم «العقبات الكبيرة» التي تواجه المنطقة، وتؤثر على علاقات البلدين.