ساحرة العالم
تحضرني الآن أسطورة الساحرة أو التي مسّها جان ما بحسب اختلاق وكلاء الشيطان العالمي، عندما تنادي إحدى بلاد الله بالحرّية أو بما لا يعجب هؤلاء الوكلاء من استقلالية الإنسان المواطن. لنلاحظ اليوم ما جرى وما يحري.
صار العدوّ المنافق قبل الصديق يزعم أنه يحب سورية وبكلّ ما يملك من مفردات الحبّ، حتى أنّ بعضهم ترك حبّ بلده من أجل أن يحبّ سورية الغالية جداً جداً جداً. لماذا؟ فقط كي يجد مبرّراً للتدخّل في شؤون هذه الحبيبة التي مسّها جان المقاومة أو جان التحرّر من وكلاء الشيطان، وبذلك استباحوا تمزيقها وابتلاعها وقضمها شيئاً فشيئاً.
سورية هذه أصبحت ساحرة العالم، من دون منازع. وخصوصاً في صمودها، في مقاومتها، وفينيقيتها. اذ تخرج حتى من رمادها أقوى وأحلى وأبهى ممّا كانت فطرة وخبرة وقدرة على التصدّي والنصر المبين.
حتى ذلك الوحش القزم ـ وتحت العالم كلّه ـ تسلّحه دول عظمى بكلّ وسائل الأسلحة حتى المحرّمة ومنها النووي والكيميائي. يحترق قلبها على المصير السوري ولكنها بالحقيقة يحترق قلبها على ربيبها ذلك «الإرهاب السوري» الذي طالما ربّته وسلّحته ودرّبته لابتلاع ما في فلسطين وخصوصاً منها القدس والأقصى.
ثم لكي تكون بالتالي بلاد الشام مدوساً صهيونياً أميركياً يصل الحلم الصهيوني من الماء إلى الماء.
وإذا سألت العرب أين انتم مما يجرى، تجيبك أعمال العرب أنفسهم، باعوا شعوبهم، وحتى أنّهم باعوا المقدّسات واشتروا ضمائر آخرين ما بين الغرب العربي فإلى الخليج.
وكشّر الجميع عن أنيابهم للمشاركة في نهش الجثمان ولو من سقط الوليمة، ولكن
هنالك في البعيد غراب ينذر الخراب إنّما ينذر على مبدأ وعلى الباغي تدور الدوائر.
نعم لكلّ نبأ مستقرّ، وإلى الخلود «يا بلد الكرازة الأولى يا بلد النور، يا ساحرة العالم… يا دمشق».
د. سحر أحمد علي الحارة