لافروف: تطهير الغوطة الشرقية بشكل شبه كامل من الإرهابيين.. المقداد: آلية التحقيق باستخدام «الكيميائي» أداة للتلاعب السياسي

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن 90 في المئة من ريف دمشق بات تحت سيطرة الحكومة السورية، مؤكداً تطهير الغوطة الشرقية بشكل شبه كامل من الإرهابيين.

وقال لافروف عقب مباحثاته مع دي ميستورا: «نتيجة لعملية مكافحة الإرهاب التي شارفت على الانتهاء في الغوطة الشرقية تمّ تطهير ريف دمشق بشكل شبه كامل من العناصر الإرهابية والمتطرفة ».

وتابع لافروف: «لقد تمّ حالياً إجلاء عدد كبير من الإرهابيين ويتم العمل على إعادة الحياة الطبيعية، بات تحت سيطرة القوات الحكومية أكثر من 90 في المئة من الغوطة الشرقية».

وحول دور الأكراد في تسوية الأزمة السورية، أكد وزير الخارجية الروسي، أنه لا يمكن تسوية النزاع من دون مشاركة الأكراد.

من جانبه دعا دي ميستورا، لضمان أمن المدنيين في جميع أنحاء سورية. وقال دي ميستورا، إن «هذا اللقاء يجري في اللحظة المناسبة . الوقت ينفد، وبهذا الصدد يجب ضمان الوصول الإنساني في جميع الأراضي السورية، وأيضاً حل قضية حماية السكان المدنيين في سورية».

رأى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أنّه من المعيب أن توجّه الولايات المتحدة وفرنسا وغيرهما الاتهامات غير الموثّقة لسورية حول استخدام السلاح الكيميائيّ.

المقداد أشار إلى أن روسيا قدّمت مشروع قرار إلى مجلس الأمن لإنشاء هيئة تحقيق دولية جديدة حول استخدام الكيميائي في سورية لكنّ الاختلافات أدّت إلى رفض المشروع.

كما أكد أن «آلية التحقيق المشتركة السابقة فشلت في إجراء تحقيقات موضوعية وأضحت أداة للتلاعب السياسي في أيدي بعض الدول».

المقداد نفى امتلاك بلاده أي أسلحة دمار شامل بما ذلك الأسلحة الكيميائية لأن «استخدامها غير أخلاقي وغير مقبول»، كما قال إن آلية التحقيق المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة في استخدام السلاح الكيميائي في سورية فشلت وأضحت أداة للتلاعب السياسي بيد بعض الدول.

وقال نائب وزير الخارجية والمغتربين إن «سورية تخلصت من برنامجها الكيميائي بشكل كامل وهي تعتبر استخدام هذه الاسلحة في أي ظرف وأي زمان وأي مكان أمراً غير أخلاقي وغير مقبول، إلا أن الولايات المتحدة تسارع إلى توجيه أصابع الاتهام لروسيا وسورية عند الحديث عن أي حالة لاستخدام مواد سامة دون انتظار تحقيقات مهنية ونزيهة».

وأوضح المقداد أن واشنطن أظهرت حقيقتها أمام المجتمع الدولي بأنها لا تريد أي آلية مهنية مستقلة للتحقيق، مشدداً على أن «أي لجان أو آليات تحقيق مزعومة لن تكون شرعية ما لم يوافق عليها مجلس الأمن الدولي».

على صعيد آخر، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن العسكريين الروس حالوا دون تنفيذ عمليات إرهابية استهدفت حافلات نقل المدنيين من الغوطة الشرقية مؤكداً نزع وإبطال مفعول 48 حزاماً ناسفاً.

وقال وزير الدفاع الروسي خلال لقائه مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في موسكو: «نتلقى كل يوم معلومات من المدنيين، ووصلتنا قبل 4 أيام معلومة بشأن التحضير لعملية استفزازية بأحزمة ناسفة، كان سينفذها انتحاريون، في الحافلات، التي تقل النازحين، وتأكدنا للأسف من صحة هذه المعلومة».

وأضاف شويغو أن العسكريين الروس تمكنوا يوم الاثنين الماضي من مصادرة 7 أحزمة ناسفة، كما صادروا الثلاثاء 32 حزاماً ناسفا، قائلا: «ليس صعباً أن نتصور ماذا كان سيحصل لو تمكن هؤلاء الانتحاريون من تفجير أنفسهم داخل حافلات تقل نساء وأطفالا»… «نعول على أنه خلال أيام، على الأرجح يوم الأحد أو الاثنين، سنبدأ بإعادة الناس إلى منازلهم في الغوطة الشرقية وستعود هناك الحياة إلى طبيعتها بما فيها إعادة الإعمار» .

من جانبه أعلن دي ميستورا أن الأمم المتحدة ستبعث خبراء إلى دمشق للمساعدة في إعادة إعمار المدينة. كما أكد أنه ناقش مع شويغو إمكانيات تنفيذ مخرجات مؤتمر سوتشي وتسوية المشاكل الإنسانية.

ميدانياً، كشف مصدر سوري مطلع أنه تم تمديد المهلة لمسلّحي جيش الإسلام في دوما يومين إضافيين، مشيراً إلى أن الخيار العسكري ما يزال مطروحاً إذا تعثّر الاتفاق أو ماطل أكثر في إنجازه.

وإذ أوضح أن وجهة خروج المسلّحين مع عائلاتهم ما تزال هي العثرة الأساسية في تأخير الاتفاق، أكد أن الشمال السوري خيار وحيد كوجهة للمسلّحين بعد استبعاد القلمون الشرقي».

كما لفت إلى أن «عملية إخراج مسلّحي فيلق الرحمن والنصرة مستمرة حتى غد السبت، وأن الجيش السوري والدولة السورية يحرصان على تأمين المدنيين الموجودين داخل الغوطة».

وكانت معلومات أكّدت الأربعاء أن المسلحين الرافضين للتسوية اشترطوا إخراج 900 مليون دولار معهم وأن تكون وجهتهم إلى القلمون الشرقي وهو أمر رفضه الجيش السوري وحدد 3 وجهات لخروجهم إما الرقة أو إدلب أو جرابلس مع سلاحهم الفردي وأغراضهم الشخصية فقط.

بدورها، قالت وزارة الدفاع الروسية أمس، إنّ 5290 مسلحاً وعائلاتهم غادروا الأربعاء عربين إلى إدلب، وأعلنت وكالة سانا أمس أنّه تمّ تجهيز 23 حافلة تقلّ 1341 شخصاً بينهم 646 مسلحاً من البلدات الأربع تمهيداً لنقلهم إلى إدلب عبر ممر عربين.

وبحسب مصدر عسكري سوري فإنّ أكثر من 135 ألف شخص غادروا الغوطة الشرقية حتى الآن.

بدورها، أكدت الخارجية الروسية قرب استكمال عملية تحرير الغوطة الشرقية من الإرهابيين، معربة في الوقت ذاته عن قلقها إزاء محاولات واشنطن وحلفائها لتثبيت وجودها العسكري في سورية.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي في موسكو إن «عملية مكافحة الإرهاب في الغوطة الشرقية شارفت على الانتهاء»، مشيرة إلى أن مدينة دوما فقط لا تزال تحت سيطرة المسلحين ، وذلك بعد الاتفاق على إجلاء المسلحين مع عائلاتهم عن باقي مناطق الغوطة الشرقية إلى إدلب شمال البلاد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى