أنا أقترع…
بلال رفعت شرارة
صحيح، بدأت الانتخابات الرئاسية المصرية، ولأنّ مصر أمّ الدنيا، والشقيقة الكبرى والمرجعية العربية، فإننا جميعاً يجب أن نشارك في الانتخابات.
أنا على الأقل! ولكن لم أعرف إلى أين أذهب؟ وأين تقع الناحية التي سأدلي فيها بصوتي.
أنا أحلم بأن أكون مصرياً قحّاً، وأن تكون قافلة قد وجدتني ملقى في جيب على الطريق البرية طريق التهريب من بنت جبيل الى العريش عبر فلسطين، وأن تكون القافلة قد أخرجتني وأخذتني إلى مصر وأكون الآن قد أصبحت مصرياً منذ عشر سنوات ويحقّ لي الانتخاب.
أنا مصري منذ عشر سنوات بل منذ مئة سنة على الأقل، فقد احتفلت بالأمس بمئوية الرئيس جمال عبد الناصر، وأنا كنت شاهداً على توت عنخ آمون حين بدأ يُخفي بعض موجوداته وأمَر بنقش تمثاله والقطع الأثرية المئة والستة والستين التي تعرض الآن في كاليفورنيا وستعرض في سبع دول. ولا أخفي سراً إذ قلت إنني كنت جندياً في عسكر صلاح الدين وقاتلت الغزوات الصليبية، وكنت جندياً كذلك في جيش الظاهر بيبرس وقاتلت الغزو المغولي في سيناء، وإنني انتقلت إلى هنا مع جيش محمد علي ومشيت الطريق من الغيطان المصرية إلى جبال لبنان وسورية وتوقفت على أبواب السلطنة ليس خوفاً من سيفها الطويل، بل لأنني فقدت همّتي وسيفي آنذاك.
أنا مثلاً يحقّ لي الانتخاب، ورغم أنه تمّ تجاهلي واستبعادي من القوائم، فأنا انتخب لمصلحة تجديد الرئاسة للفريق عبد الفتاح السيسي، لأنه لا يمكنني أن أشك في انتماء أحد أفراد القوات المسلحة المصرية إلى الشعب وأمن مصر القومي وأماني الشعب الفلسطيني ومسؤولية مصر تجاه أشقائها، ولأنني أقدّر أنّ جنرالات الجيش المصري الذين لا يزالون في الخدمة أو أحيلوا على المعاش، جميعهم إذا تولّوا مناصب أو لا يتصرفون بمسؤولية تجاه الأمن كما الدفاع عن حدود برية وبحرية وجوية تمتدّ آلاف الكيلومترات.
غداً في أيار سأعود لبنانياً، وكذلك عراقياً، وانتخب ولو انّ الأمور تختلف من مصر إلى العراق إلى لبنان.
بعد ذلك سأرتاح وأعود الى الوادي، حيث لا ترشيحات وانتخابات وانتماء إلى نمط من أنماط السلطات العربية.
في الوادي كلّ ما سنحتاجه هذا الصيف مثل الصيف السابق والذي سبقه الماء لريّ الأشجار والعصافير والدواجن والكلاب أيضاً فهي تشرب الماء.