أنا وأنت

أنا وأنت

أريدك صوراً في الذاكرة تدور، وعوداً لم تر النور، أماكن أنت وأنا لم نزرها، رجع أحاديث عابرة، فراشات رحلت من عصور غابرة، بضع أوصاف، جزءاً من أثاث، رائحة تخبو مع الزمان. أريد حديثاً عنك يبدأ بفعل «كان». أفهم لِم نعتقد أن الوقت معبأ في الجيوب وأن الأحبة مفاتيح مرميّة قرب باب العبور؟ عيوننا خارجة عن الحدود يكفيها الموجود. نحثّ الخطى إلى الأمام، ممسكين الأيادي بلا اهتمام. نختلس النظر من نوافذ الغرباء. نركض نركض نحو الأمام. وحين تجثو الحقيقة فجأة فوق ما صنعناه من خيال، ويتسرّب منا جسد الحبيب لتختفي معه ا جزاء. نهرول نحو الوراء. راجين لحظة، موقفاً أو كلمة سبقت في لقاء. نغمض بقوة الجفون لإسترجاع ما ضاع. عندما عودة لما راح.

أحب عبارة «يا ليت» أو «كم تمنّيت».

أريد من ضعفي أن أستفيد. أن أتمسّك بكلّ الوقت المتاح. وأرضى بالقليل الكثير. ضحكة. أو وجبة طعام. جدال على هديّة عيد الأمهات. أو مسحة على شعري عند المساء. ولربمّا مشاركة حساء دافئ في برد الشتاء. أريد أخذاً ورداً وعناء. أن نكون معاً في دائرة «ا ن» ندّين متكاملين.

أو نرحل كلّ إلى مكان.

أريد دموعاً بعد فوات الأوان. أريد لقصة أنا وأنت ألّا ترويها الذكريات.

رانية الصوص

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى