العهد بطلاً للدوري قبل لقاء النجمة مَن سيرافق الإصلاح إلى «الثانية»

إبراهيم وزنه

… وأخيراً، توقّفت حركة الحماس التي بقيت في تصاعد مستمر منذ أن نجح فريق الاخاء الأهلي عاليه في عرقلة العهد إياباً، ففي المرحلة 21 من بطولة لبنان لكرة القدم، وقبل اللقاء المنتظر بين حامل اللقب، العهد، والطامح بقوّة لإحراز «التاسعة»، النجمة، أسدلت ستارة البطولة قبل انطلاق صافرتها الأخيرة، وتلاشت أحلام النجماويين بالوقوف فوق منصّة التتويج. فمن ملعب المدينة الرياضية انطلقت مسيرات الفرح «الأصفر» بعد فوز رجال «المرمر» على أبطال «الأخضر» الذين لعبوا ببسالة وشرف، بطلب وتشجيع رئيسهم «النبيل»، هدف في الدقيقة 85 عبر رأسية للبديل سمير أياس كان كافياً ليشعل المدرجات العهداوية التي كانت متميّزة ومتهيّئة على غير عادتها، عدّة وعديداً، أكثر من 7 آلاف مشجّع انطلقوا بعد الفوز إلى مناطقهم البعيدة والقريبة في مسيرات سيّارة، فالاحتفالات عمّت الكثير من البلدات في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.

حول المباراة

قمّة الإثارة في أن تنتهي البطولة بهدف وحيد جاء في الدقائق القاتلة، وبنتيجته توّج فريق العهد رسمياً بلقب الدوري للمرة السادسة في تاريخه والثانية على التوالي،

وسجل الهدف سمير إياس في الدقيقة 86 من المباراة، ليرفع العهد رصيده إلى 51 نقطة في الصدارة بفارق 4 نقاط عن النجمة الوصيف.

وفي المباراة الحاسمة، لعب العهد بالتشكيلة نفسها التي فاز بها على السلام زغرتا، فيما غاب عن الأنصار الظهير الأيمن نصار نصار ولاعب الوسط بلال نجدي. ولعب العهد بحذر شديد بسبب الضغط الذي عاشه اللاعبون، حيث كانت عيونهم على اللقب من جهة، وتفكيرهم في مباراة حاسمة في حال التعادل من جهة أخرى.

وزادت الأمور صعوبة على الفريق بعد وصول أنباء عن تقدّم النجمة بهدفين على الإخاء الأهلي في صيدا.

وفي المقابل خاض الأنصار اللقاء بدون ضغوط، فالخسارة لن تؤثر عليه في شيء.

ونال مدافع الأنصار البديل، علي الاتات، الإنذار الأول بعد الدخول بقوة على لاعب العهد محمد حيدر. ولم يحفل الشوط الأول بفرص حقيقية باستثناء واحدة من علاء البابا، كادت أن تقلب الموازين لولا نور منصور الذي أبعد الكرة عن خط المرمى. وكانت الضربة القاصمة للأنصار، ففي الوقت الذي كان يهمّ فيه الفريقان للخروج من هذا الشوط، ارتكب علي الأتات خطأ آخر على محمد حيدر أيضاً فكلّفه الطرد ليكمل فريقه المباراة بعشرة لاعبين. وبناء على هذا النقص، توالت هجمات العهد من دون أي خطورة، وفاجأ حسين الزين، حارس الأنصار بكرة قرب القائم، وفي الدقيقة 72 سدّد عباس عطوي كرة قوية أنقذها مهدي خليل ببراعة. وفي الدقيقة 85 رفع حسين الزين الكرة ليتابعها اللاعب البديل سمير اياس شارك في الدقيقة 76 برأسه داخل المرمى محرزاً هدف اللقاء الوحيد.

بالمقابل، وعلى ملعب صيدا البلدي وفي مباراة من طرف «نبيذي»، فاز النجمة على الإخاء الأهلي عاليه بنتيجة 3 ـ 90 الشوط الأول 2 ـ 0 ، وسجل للنجمة حسن معتوق في الدقيقتين 14 و80، وكريم درويش في الدقيقة 21. ففي صيدا، احتشد النجماويون بكثافة وإخلاص، وشجّعوا دون انقطاع، وبقيت الأفراح سائدة في المدرجات وعلى مقاعد الاحتياط وفي قلوب اللاعبين على أرض الملعب طالما كانت الأخبار ترد من ملعب المدينة بأن التعادل سيّد الموقف. وفي اللحظة التي سجّل فيها «أياس» سيطر اليأس على الوجوه وبدأت الجماهير تنسحب خارجاً قبل انتهاء المباراة بدقائق، فما نفع الفوز واللقب حطّ في جيب نادٍ آخر؟

لقاء «بطولة ضمن بطولة»

في الأسبوع الأخير من البطولة سيتواجه العهد مع النجمة، صحيح أنه ما عاد للقاء بينهما أهمّية على مستوى الترتيب والألقاب، لكن تكتسب هذه المباراة أهميّة قصوى لكونها ستحمل في طيّاتها المفهوم المرافق للقاءات الفريقين، بطولة ضمن بطولة. فالفائز فيها هو البطل في عيون الجمهور وليس على الورق والبيانات الرسمية، قيل إن العهد سيلعب بالصف الثاني مع بعض لاعبي الصف الأول، بالمقابل وصل إلى مسامعنا بأن النجمة ستلعب للفوز، باعتبار أن المناسبة سانحة لإثبات الذات وتلقين الدرس الأبلغ للبطل، وفي منطق كرة القدم، لا بدّ أن يلعب كل فريق للفوز، فلا قيمة للقب مصحوب بخسارة من الغريم، والأجمل الفوز على البطل لردّ الاعتبار وإرضاءً للجماهير الأوفياء، نتمنى أن نشهد لقاءً جماهيرياً مصحوباً بحلاوة التشجيع، كفى قرعاً لطبول الحرب على صفحات التواصل الاجتماعي، المطلوب مناشدة حقيقية من الرئيسين أسعد الصقّال وتميم سليمان، نتمنّاها من أرض الملعب، يداً بيد، ولأجل سلامة وكرامة الكرة اللبنانية.

الصفاء ثالثاً و«النبي شيت» في الدوّامة

حسم فريق الصفاء موقعه ثالثاً على جدول الترتيب النهائي بعد فوزه على منافسه المباشر فريق السلام زغرتا بنتيجة 1 ـ 0 ، ليبتعد عنه بفارق أربع نقاط. ويستحق الصفاء هذا المركز في ضوء مسيرته الجيدة طوال الموسم، على الرغم من الظروف الصعبة التي رافقت مسيرته، واستغنائه عن سبعة لاعبين في منتصف الاياب. وهذا إنجاز كبير للفريق ولمدربه محمد الدقة.

وعلى أرضه في البقاع، سقط فريق النبي شيت بنتيجة 0 ـ 1 أمام ضيفه المتعب فريق الشباب العربي، وبذلك دخل الفريق البقاعي في دوّامة من الأرق قبل مواجهة فريق الإصلاح البرج الشمالي في المرحلة الأخيرة، فيما سيلتقي الشباب العربي مع فريق طرابلس في المرحلة نفسها.

وعلى يد التضامن صور في ملعب صور البلدي، ودّع الإصلاح البرج الشمالي الدرجة الأولى بعد خسارته القاسية أمام جاره بنتيجة 1 ـ 4 . وامس الإثنين اختتمت المرحلة 21 بمباراة جمعت بين الراسينغ ومضيفه طرابلس، وانتهى اللقاء تعادلياً 1 ـ 1 .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى